عقب إعلان والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر عن تشكيل حكومته الجديدة في ظل الجمهورية الثانية وإجرائه لبعض التعديلات على هياكل ومسميات بعض الوزارات ومنها وزارة الثقافة والإعلام والسياحة التي أصبحت المجلس الأعلي للثقافة والإعلام والسياحة، وتجديد الثقة في الدكتور محمد عوض البارودي ليصبح رئيساً له، تعالت أصوات المثقفين والمبدعين بين مؤيد ومعارض لتحويل الوزارة إلى مجلس مرة وأخرى في بقاء د. البارودي على رأس هرم الثقافة بالولاية، (الأهرام اليوم) استطلعت بعض المهتمين بالثقافة والفنون حول التعديلات فيما يخص الثقافة وعن الأخرى باعتبار أهل الإبداع هم مواطنون خرطوميون في الأساس فماذا قالوا؟ أمين دائرة الثقافة بالمؤتمر الوطني (المركز العام) المطرب الجيلاني الواثق قال إنه لا يدري ما المغزى من تحويل وزارة الثقافة الولائية إلى مجلس أعلى، وأضاف لعل المجلس الجديد قد يتخلص من أعباء الإعلام والسياحة لينفرد بالثقافة. وأبان أن في تقديره الخاص الوزارة في السابق كانت ضعيفة الأداء ونشاطها غير الملموس بالنسبة له كمسؤول دائرة الثقافة في المؤتمر الوطني. وطالب د. البارودي بعد أن أصبح رئيساً للمجلس بأن يستشير الآخرين من فنانين ودراميين وموسيقيين وكُتَّاب وأدباء وتشكيليين من أصحاب الرأي والدراية في مجال الثقافة، كما يجب أن يكون قوياً لأن الخرطوم هي واجهة البلاد بل هي حكومة مصغرة للسودان . وعن باقي اختيارات الخضر للحقائب الوزارية والمعتمدين أبان الجيلاني أنه يثق في قدرات والي الخرطوم باعتباره أحد السياسيين المحنَّكين في جميع المناحي، وراهن على أن الخرطوم ستبدو في صورة مبهرة في القريب العاجل . مياه المطربين: الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية والمسرحية الدكتور عبد القادر سالم قال إن السيد الوالي الدكتور الخضر قيادي متمرس ورجل اجتماعي من الطراز الأول وعليه فإنه يثق في تقديراته واختياراته التي تمت لكل الذين نالوا ثقته ليكونوا بجانبه في إدارة شئون ولاية الخرطوم كما أنه يثق في نجاحهم جميعاً. وحول الثقافة تمني ألا يكون تحويل وزارة الثقافة والإعلام إلى مجلس فيه انتقاص لدورها السابق لتصبح في الدرجة الثانية، وتمني لولاية الخرطوم التي يقيم فيها مواطناً التوفيق والسداد عبر حكومتها الجديدة وأن يجنبها الله المحن والإحن ومنها مشكلة المياه المتجددة دائماً. جرد حساب الأمين العام للاتحاد العام للدراميين السودانيين الأستاذ خليفة حسن بلة قال فيما يختص بالتعديلات الوزارية في حكومة ولاية الخرطوم كنا نركز على ما سيحدث في وزارة الثقافة والإعلام والسياحة باعتبار أهميتها التي تنبع من كونها الجسم التنفيذي لكل ما يخص الثقافة بالولاية، بل السودان كله وكانت المفاجأة في أنها حولت إلى مجلس أعلى للثقافة وهذا أشعرنا بأنه يشكِّل خصماً على الثقافة وحتي في المعني العام فإننا نجد أن كلمة وزارة أقوى من كلمة مجلس كما أن وقعها أقدر عند الناس. وأردف أن الحديث الآن بالدوائر السياسية يدور حول أن حل مشكلة السودان السياسية سيتم عبر بوابة الثقافة، وأنه كان يتوقع أن يتم جرد حساب للفترة السابقة إبان تولي البارودي لها للخروج برؤية جديدة للفترة القادمة. لكن بصراحة شديدة فإن الفترة السابقة ليست في صالح البارودي ولكن للأسف ذهبت الوزارة وبقي البارودي . وواصل أمين عام الدراميين إفاداته بقوله أنا متفاءل بالشعار الذي أطلقه وزير الثقافة الاتحادي الأستاذ السموأل خلف الله(الثقافة تقود الحياة) وهو شعار يتناسب مع المرحلة وبكل ثقة نقول إن الدراما هي التي تقود الثقافة التي تقود الحياة إذا انتبهنا لقيمتها كمنتمين لهذا الجسم وكمؤسسات وحكومات. لا فائدة من التعديل عضو اتحاد التشكيليين السودانيين الدكتور حيدر إدريس قال إن سياسات التغيير الكثيرة مضرة أكثر من كونها مفيدة، وأنه في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في العام 1971 وحتى يومنا هذا فإن وزير ماليتها هو الدكتور حمدان بن راشد , عليه أرى إن استقرار المسؤول في موقعه يفيد في تطور الموقع ويجب أن يكون التغيير للضرورة وليس كموضة. وأردف عليه يجب التوخي. فمثلاً لا أرى أن يتم تغيير وزير الثقافة الاتحادي في الحكومة القومية المقبلة لأنه بدأ العديد من المشروعات الناهضة بالثقافة والفنون التي حتماً ستنهار جميعها في حال تم تغييره بآخر، لذلك يجب أن يظل أي وزير أربع أو خمس سنوات في وزارته ثم يتم تقييم أدائه بعد ذلك . وأردف سعدت جداً بتجديد الوالي ثقته في الدكتور البارودي فقد كان نشطاً وجهده ملموس في العاصمة الخرطوم والتنافس بين وزارته والوزارة الاتحادية جعل جميع المنابر الثقافية في حالة حراك دائم، ويجب أن يبقى جميع مساعديه وموظفيه فقد كانوا من المؤهلين لإدارة العمل الثقافي في الولاية الأم. المكان المناسب ملك ملوك الجاز المطرب شرحبيل أحمد تمنى أن يكون من تم اختيارهم في المكان المناسب وأن يستمر رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة الدكتور محمد عوض البارودي في تقديم الأفضل تجاه المعنيين بالوزارة من فنانين وتشكيليين وموسيقيين ووكُتَّاب وأدباء وتراث شعبي وإعلاميين ومواعين سياحية، وأن يكون عهده الجديد برداً وسلاماً على ثقافة الخرطوم ودفعة للأمام. البارودي هو الأفضل المطرب نجم الدين الفاضل قال إن الدكتور البارودي كان مجتهداً جداً وحتى لو تم تحويل الوزارة إلى مجلس فإنه سيُبدع وطالما جدد الوالي الخضر ثقته فيه فهذا يعني أنه الأفضل. عليه نطلب منه أن ينتقل بكل رؤاه التي لم يسعفه الوقت في السابق لترى النور إلى المجلس الجديد وسنكون خلفه دائماً بإذن الله. المعتمدون السابقون كانوا ضعفاء المطرب المختص في أغنيات الأمومة حمد البابلي قال إن والي الخرطوم الخضر كان موفقاً جداً في تغييره كل المعتمدين بالولاية لأن أداءهم كان ضعيفاً جداً وانعكس سلبياً على المواطن ، أما بالنسبة لتحويله وزارة الثقافة إلى مجلس أعلى فهذا اعتبره خطأ فادحاً بالرغم من وجود الدكتور البارودي على رأسه فهو رجل ناجح في عمله وكان يجب ألا يُحجِّم الوالي الثقافة في مجلس ولكنه كان موفقاً في كل قراراته السابقة ونأمل أن تكون الحكومة الجديدة على قدر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقها وأن تلتفت لأحوال المبدعين. نجوم الغد مطرب تراث النيل الأزرق والباحث فيه الجمري حامد قال إن التشكيل الجديد لحكومة ولاية الخرطوم يشبه تماماً برنامج قناة النيل الأزرق ( نجوم الغد) وزاد بأن معظم الوزراء غير معروفين للناس ولم يسمع بهم أحد، عليه لا نستطيع الحكم عليهم ولا ندري حتي انتماءاتهم الحزبية. وأضاف أن على الإنقاذ أن تعود إلى عسكريتها السابقة فهي أجدى لأن كل الحزبيين فشلوا من المؤتمر الوطني أو باقي الأحزاب . أما الحديث عن وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم في فترتها السابقة فقد كانت بعيدة جداً عن مهامها بعد أن تمدد الغناء الهابط وأُهمل التراث وأصبح المبدع يتسوَّل الموائد ليعيش. عليه أقول (نحنا ما دايرين وزارة ولا مجلس بس دايرين ناكل) لأن المبدعين قتلهم الجوع وهذا حديثي لولاة الأمر لأنني غرقان و(الغرقان ما بخاف من البحر).