لم تعد الثقافة في عالم اليوم شيئا من الرفاهية بل أصبحت من الأولويات المهمة التي لها علاقة بقضايا الاقتصاد والمجتمع والسياسة، وفي غمرة الانشغال بقضايا الخبز يجب اعطاء الثقافة الاهتمام (وليس بالخبز وحده يحيا الانسان). وحسناً فعلت وزارة الثقافة الاتحادية بتنظيم مهرجان ليالي السودان، الذي تشارك فيه كل ولايات السودان ويأتي برعاية كريمة من السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية.. واجهة ولاية الخرطوم في تسيير العمل الثقافي هو المجلس الأعلى للثقافة والاعلام والسياحة ومع تقديري لمجهودات والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر والوزير الدكتور محمد عوض البارودي ،إلا أن مجلس الثقافة بالولاية يحتاج إلى خطوات تنظيم أولاً يجب تشكيل المجلس من المثقفين الوطنيين بولاية الخرطوم واتاحة الفرصة للخبرات والشباب لخلق التواصل بين الأجيال. ومطلوب عمل آلية سريعة، لمواجهة البيروقراطية داخل هذا المجلس لأن العمل الثقافي يحتاج إلى مرونة وحيوية ويجب التنسيق مع محليات الخرطوم لتفعيل العمل الثقافي في المحليات. تحويل ايرادات السياحة من المجلس إلى وزارة المالية بولاية الخرطوم يشكل حجر عثرة في تطبيق برامج المجلس الطموحة ،وإذا كانت لولاية الخرطوم أولويات في الطرق والخدمات وقضايا التنمية فنذكر الأخ الوالي الخضر بوعده في الاهتمام بالعمل الثقافي باعتبار أن الثقافة هي الترياق الذي يعالج كافة المشكلات. أيضاً يجب التنسيق بين المجلس الأعلى للثقافة والاعلام والسياحة ووزارة الثقافة الاتحادية، لأن التعاون بين هذين المؤسستين يمكن أن يقود إلى نتائج تصب في صالح الحركة الثقافية. تحتاج ولاية الخرطوم لتفعيل العمل الاعلامي لأن الاعلام حتى الآن ومع تقديرنا للمجهودات التي تتم واضح أنه ليس بحجم الطموح وفي الولاية انجازات كبيرة ولكنها لم يسلط عليها الضوء، وهذا من أوجب واجبات فضائية الخرطوم التي تبدو متعثرة وتحتاج إلى تطوير حتى تشبه الخرطوم وطموحها من وجهة نظري أن كل مشكلات الخرطوم حلها ثقافي وتحالف الثقافة والاعلام والسياحة يمكن أن يخلق الانجاز في ولاية الخرطوم، ولكن المطلوب من السيد الوالي أن يمنح الثقافة مزيداً من الاهتمام في غمرة انشغاله بكثير من الملفات في ولاية الخرطوم. وبعد عودة البارودي من الولاياتالمتحدةالأمريكية نتوقع منه تقييم مشاركة ولاية الخرطوم في مهرجان ليالي السودان، عبر لجنة مختصة ومحايدة ووضع استراتيجية للمشاركة في المهرجانات القادمة. ويجب الاسراع بتعيين الأمين العام للمجلس وتكوين المجلس ليجتمع المجلس بكامل عضويته ويضع التصورات لتطوير العمل الثقافي والسياحي في ولاية الخرطوم لأن ولاية الخرطوم سودان مصغر وتتميز بالتعدد الاثني والثقافي ونسائم التطور الثقافي في الخرطوم يمكن أن تنعكس على كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. والثقافة بالخرطوم تحتاج إلى التمويل والتخطيط وخارطة طريق تبدأ من الرهان على المبدعين في الولاية وفتح الأبواب أمامهم... الثقافة في الولاية هي الجواد الرابح الذي يمكن أن يقودها إلى النجاحات في كافة المجالات.