أثار التصريح الذي ألقاه مرشح الرئاسة المصرية توفيق عكاشة أمس الأحد ونشرته «الأهرام اليوم» بشأن نيته ضم السودان إلى مصر إذا فاز بالمنصب، موجة عارمة وردود أفعال غاضبة من جانب العديد من السودانيين على المواقع الإلكترونية، واحتل هذا التصريح عناوين رئيسية في صحافة الخرطوم، واعتبر البعض كلام عكاشة بأنه حديث مصر الرسمية. وفي استطلاع لرأي بعض المراقبين المصريين حول هذا التصريح أكدوا ل «الأهرام اليوم» أن هذا الحديث لا يصدر إلا من فاقدي العقول، وقال هؤلاء إن من يثيرون أزمة حول هذا التصريح لا يعرفون جيدا من هو الرجل الذي أدلى به، مضيفين أن هذه معركة دون معترك، لأن توفيق عكاشة رغم أنه مرشح الرئاسة إلا أنه شخص ضعيف جدا لا يستطيع المنافسة، علاوة على أنه ليس له مؤيدون سوى العاملين لديه في قناته الفراعين التي يتحدث منها وليس لها أي تأثير على الشارع المصري، وأن معظم المصريين لا يعرفونها، حتى في استطلاعات الرأي التي تجري حول مرشحي الرئاسة لم يأخذ في جميعها صوتا واحدا. وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية هاني رسلان إنه لابد من عدم التعامل مع مثل هذه الأقاويل لأنها لا تمثل أية جهة مصرية، ووصف تصريحات عكاشة بأنها «فكاهية»، ورأى أن هذا الطرح لا يمكن قبوله من قبل المصريين. ومن جهتها، أكدت مدير الوحدة الأفريقية في المركز، د. أماني الطويل عدم وجود أية مصداقية في تصريحات عكاشة، وتساءلت من هو هذا الشخص اصلا الذي لا يعرفه المصريون، وأنه لا يملك أية خلفية سياسية ولا دراية بالسودان وشعبه، كما أنه لا يعرف أهمية العلاقة بين البلدين، وأن حديثه ل «العرض الإعلامي» فقط. ووصف مراقبون عكاشة بالمختل عقليا ليس بهذا التصريح فقط بل في كل أحاديثه، ودعوا الشعب السوداني إلى ضبط النفس، وعدم الاهتمام بأي حديث غير موضوعي، وقال المراقبون المصريون إن مصر الآن تمر بمرحلة فاصلة في تاريخها، ومن إفرازات هذه المرحلة ظهور فقاعات على السطح، ويجب على السودانيين تفهم هذا الوضع جيدا والوقوف صفا واحدا مع الشعب المصري ليجتاز هذه المرحلة بنجاح لصالح مصر والسودان معا. يذكر أن توفيق عكاشة هو صحفي مصري أسس قناة فضائية باسم «فراعين»، يقدم من خلالها إعلاما متواضعا وغير مهني، وكان عضوا في الحزب الوطني السابق، وشوهد في فيديوهات على الإنترنت وهو يقبل يد الأمين العام السابق للحزب الوطني المصري صفوت الشريف. وذكر توفيق عكاشة أمس الأول على قناة «الفراعين» أنه سيضم السودان إلى مصر حال فوزه في الانتخابات، وقال إنه لا يعترف بدولة اسمها السودان ولا بنظام الحكم هناك، ووصف السودان بأنه الدولة التي انفصلت عن مصر، مطالباً في الوقت نفسه ما سماه بعودة جنوب مصر إلى شمالها، ونادى عكاشة الذي كان يخاطب أنصاره بالقول: «لو كان عندكم وطنية فلازم نستعيد السودان»، لافتاً إلى ضرورة أن يكون هناك نظام فيدرالي أو أي نظام متعارف عليه لحكم ما سماه ولاية السودان، وكشف عن تصور متكامل لكيفية حكم السودان واستطرد قائلاً: «البيسألني عن خطتي للترشح لرئاسة الجمهورية، بقوله ضم السودان أحد أركان الخطة التي عملت عليها».