اعتبرها البعض حالة اضطراب وهذيان أصابته بعد ثورة 25 يناير؛ ووُصفت تصريحاته بالمختلة وغير المتزنة! وأنه من إفرازات هذه المرحلة ظهور فقاعات على السطح.. حيث كان من أعضاء الحزب الوطني الحاكم في مصر ومن الحالمين بالنفوذ والمتملقين لشخوص النظام القوية أمثال صفوت الشريف الذي لم يتردد في تقبيل يده في حادثتين أثارت سخط واستياء ونفور المراقبين لفضحهما حالة التملق التي يعيشها الإعلامي توفيق عكاشة عضو الحزب الحاكم السابق ومرشح رئاسة الجمهورية الحالي الذي أعلن في إحدى حملاته الانتخابية مؤخرًا عن خطته للترشح لرئاسة الجمهورية واعدًا فيها بأنه حال فوزه سيعمل على ضم السودان إلى مصر باعتباره الدولة التي انفصلت عن مصر؛ بعودة جنوب مصر إلى شمالها!! وأن المجمع العلمى فيه ما يثبت أن السودان من أملاك مصر! وصرح متطاولاً بعدم اعترافه بالسودان كدولة ولا الحكم فيه ومشيرًا إلى أنه وضع تصورًا متكاملاً لكيفية حكم السودان! عقب تلك التصريحات المتكررة لعكاشة تقدمت مجموعة من أبناء الجالية السودانية بمصر، عرَّفوا أنفسهم باسم «أجيال»، بشكوى للنائب العام المصري ضد الإعلامي توفيق عكاشة بسبب ما وصفوه بتطاوله على السودان في قناة «الفراعين» المملوكة له، في حين تناول الخبراء المصريون تصريحات عكاشة بشيء من الاستخفاف، ففي تصريح ل «إفريقيا اليوم» ذكروا أن هذا الحديث لا يصدر إلا من فاقدي العقول، وقالوا إن من يثيرون أزمة حول هذا التصريح لا يعرفون جيدًا من هو صاحب هذه التصريحات، واصفين ذلك بأنه معركة في غير معترك، خاصة أن عكاشة ليست له أي صفة رسمية ولا يحظى بأي قبول في الشارع المصري ، حتى إنه حصل على المركز الأخير في استفتاء أجراه المجلس العسكري حول شعبية مرشحي الرئاسة، إضافة إلى أن عكاشة ضيف دائم على البرامج الكوميدية التي تسخر من شخصيته، ويتناقل المصريون على شبكة الإنترنت تعليقاته على اعتبار أنها «نكت»، كما سبق للسلطات المصرية أن أوقفت أكثر من مرة بث قناته، التي اعتادت على وصف الثورة المصرية بأنها مؤامرة نفذها عملاء تلقوا تدريبات في الولاياتالمتحدة وإسرائيل وتلقوا تمويلات ضخمة لإحداث الفوضى في البلاد، وهو ما أدى إلى إحجام غالبية السياسيين والشخصيات العامة عن الظهور في قناته التي تكتفي باستضافة المغمورين والمهاجمين للثورة. توفيق عكاشة إعلامي وصحفي مصري وهو رئيس مجلس إدارة قناة الفراعين، وكان نائباً عن دائرة نبروه في مجلس الشعب كأحد أعضاء الحزب الوطني الديموقراطي المنحل، هو أحد مؤسسي حزب مصر القومي الذي تأسس عقب ثورة 25 يناير.. كان عكاشة قد أعلن في وقت سابق عن خوضه الانتخابات الرئاسية إلا أنه عدل عن موقفه وعاد للترشح لمجلس الشعب عن ذات الدائرة «نبروه» على رأس قائمة حزب جديد «حزب مصر القومي». ويبقى الود بين القطرين ما بين غيرة الشباب السوداني على بلده الذي مارس حقه في النصرة له وصدّ كل محاولة للانتقاص من شأنه وبين تجاهل الحكومة السودانية لتصريحات عكاشة تصغيرًا واستخفافاً وإغلاقاً لكل باب يؤدي إلى سوء الفهم بين البلدين بدلاً من تأكيد الاتفاق على كل الأصعدة والعمل على تطويره.