كلما وقفت على واحدٍ من إنجازات (الإدارة العامة لقوات الشرطة), رفعت قبعتي احتراماً لكل ما ظلت ترسيه من مشاريع سيحفظها لها التاريخ مع احتفاظها بكامل العرفان الذي يظل جميع القادة والضباط وضباط الصف والجنود يحفظونه لكل من سبق وساقته أقداره ليتحمل أعباء الرعاية الكاملة والإشراف على كافة قطاعات الشرطة وهو يجلس على كرسي (المدير العام). وهذا ما أعرب عنه بكل احترام سعادة اللواء (السر أحمد عمر) مدير الإعلام والعلاقات العامة وهو يحدثنا عن ذلك الإنجاز الكبير المتمثل في بلوغ المراحل الأخيرة من (مشروع إسكان الشرطة) الذى بدأ تحت شعار (مسكن لكل شرطي) وأصبح في وقتٍ وجيز مثالاً حياً على التحدي والإنجاز كمشروع قومي تقف من ورائه هيئة الإمداد، متمثلةً في الإدارة العامة للمشروعات والتي وفرت لها كافة المواد والمعينات وكرست لها كل الجهود ليمضي العمل على قدمٍ وساق فتستطيع في وقتٍ وجيز من استنهاض تلك الأبراج والبيوتات الشرطية الجميلة والحديثة بعد أن كانت قشلاقات الشرطة في السابق غير مهيأة وفي حالٍ مذرية لا تتناسب مع الحوجة الإنسانية على الإطلاق وتتنافى مع الشرعية والبيئة الصحية وغير مطابقة للمواصفات الهندسية بعد أن فعل بها الزمن فعلته ولم تطلها يد الصيانة حتى أصبحت تشكل خطراً على ساكنيها. ومن هنا نبعت تلك الفكرة النبيلة حول ضرورة قيام مشروع إسكان الشرطة لكافة منسوبيها على مختلف فئاتهم ورتبهم العسكرية. وإذا كانت رجال الشرطة قد اعتادوا الحصول على العديد من أوسمة الخدمة الطويلة الممتازة وأوسمة الإنجاز فإن سعادتهم بها لن تقل عن سعادتهم بما هم موعودون به من استقرار أسري وإحساس مطلق بالأمان يدفعهم للقيام بواجبهم المقدس على الوجة الأكمل, كيف لا وهذه المساكن المتقاربة الموحدة تتيح لهم فرصة التلاقي والتعاضد والانسجام مثلما تسهل أمر تحركهم وسرعة استجابتهم عند الضرورة. ويشتمل هذا المشروع الحيوي والأساسي الذي يعكس إستراتيجية قوات الشرطة في الاهتمام بمنسوبيها على 1509 وحدات سكنية يتمركز معظمها داخل الخرطوم، بينما وجدت حوالى 14 ولاية حظها الوافر منها بواقع 50 وحدة لكلٍ, روعيت فيها جميعاً النواحي الجمالية والفنية حيث قسمت المساحات داخل كل مجمع ما بين الملاعب والأسواق والميادين العامة, مع الحرص التام على توفيررياض للأطفال ومدارس للمراحل المختلفة تعرف بمدارس (الرباط) ودور للعبادة ومواقف للسيارات, مع مراعاة المواصفات العالمية في التأمين وتوفير بيئة صحية متكاملة. هذا وتنتشر هذه المجمعات السكانية على مستوى العاصمة على النحو الآتى: مجمع الاحتياطي المركزى (540) منزلاً, مجمع أبو سعد (173) منزلاً, مجمع مدينة الهدى (96) منزلاً. بينما تقف كل من أبراج شمبات (196) شقة، نفذت منها حتى الآن 112, وأبراج النيلين بأبي حمامة (266) شقة بكل هيبة وجلال لترسم لوحة معمارية راقية في انتظار اللمسات الأخيرة إلى جانب الثورة المعمارية الضخمة التي تتعرض لها (دار الشرطة) لتليق بمقام أهلها الكرام بالإضافة للمرحلة الثانية المقترحة من المشروع والمتمثلة في أبراج كوبر وعددها 30 برجاً, وأبراج ميدان عقرب وعددها (17) برجاً, وأبراج المزاد (16) برجاً. جميعها لا تقل عن (8) طوابق بواقع (4) شقق بكل طابق، بالإضافة لمشروع بيوت القادة المقترح لسكن قادة قوات الشرطة, و(ميس) للضباط بمدن العاصمة الكبرى الثلاث الخرطوم وبحرى وأمدرمان. وقد حرص رجال الشرطة على إشراك الإعلام كالعادة في التبصير بكل مستجداتهم وذلك بالإعلان عن افتتاح هذا المشروع القومي الذي ظل طي الكتمان حتى أينع, ورأينا ما هو عليه من عظمة وفخامة بأم أعيننا لنزداد يقيناً بما تقوم به قيادة قوات الشرطة من إنجازات كبرى انتظمت كل الوحدات المختلفة بقفزة نوعية في العمل الشرطي وآلياته ومعداته وحتى رجاله. ليكون مشروع الإسكان هذا سفراً جديداً في سفر التاريخ يقف وراءه بكل وقار وتجرد سعادة الفريق أول (هاشم عثمان الحسين) المدير العام لقوات الشرطة وأركان حربه الأجلاء الذين ظلوا يعملون كلجان متناسقة ومتعاونة تحت إشرافه المباشر والمنتظم حتى بلغوا هذا القدر من الإعجاز الذى لا يعد بأي حال جديد في عهد هذا الرجل وهو يمثل عنواناً لهيبة الشرطة ورمزاً لسيادة الدولة وخير راعٍ لخير رعية تستحق التهنئة والتبريكات. تلويح: بكل هذا التحسن الذاتي المتصل بسلاسة تسوقني أمنياتى فأتمنى أن يكون وزير الداخلية التي تعد الشرطة أبرز وجوهها (وزير ميري).. فهل من مجيب؟