استأنفت دولتا السودان وجنوب السودان جولة مفاوضات جديدة أمس (السبت) بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في القضايا المتعلقة بالترتيبات المالية، النفط، ترسيم الحدود، الجنسية والتجارة بين البلدين، فيما دعا الاتحاد الأوربي الدولتين لحل كل القضايا العالقة بينهما وحسم النزاع الدائر في منطقة أبيي، ودخلت المفاوضات حول الحدود يومها الثالث دون التوصل إلى نتائج. في الأثناء كشفت مصادر دبلوماسية مقربة من ملف التفاوض في أديس أبابا ل(الأهرام اليوم) عن تناول المفاوضات لمحوري ترسيم الحدود الذي انطلق حوله التفاوض منذ الاثنين الماضي ومحور الجانب الاقتصادي المتعلق بالعملة وتحديد رسوم نقل نفط الجنوب عبر الشمال، وأكدت المصادر تركيز المفاوضات على مقترح قدمه رئيس اللجنة العليا رفيعة المستوى تامبو مبيكي والاتحاد الأفريقي والبنك الدولي يدعو حكومة الجنوب لدفع (7) مليارات جنيه ونصف سنوياً للشمال مقابل عبور نفط الجنوب وتسهيل حركة التجارة من الشمال للجنوب، ولفتت المصادر إلى أن الجنوب يصدر (500) برميل يومياً ما يعادل (5) مليار و(760) مليون جنيه في السنة. وقالت إن امبيكي شدد في المقترح ذاته على ترتيبات انتقالية بين الدولتين تمتد ما بين (5 - 7) سنوات من أجل أن تقدم كل دولة خلالها معالجتها لبنيتها التحتية ومشاكلها. وقالت المصادر إن حكومة السودان أبلغت امبيكي خلال زيارته الأخيرة أنها لن تحتمل استمرار تمرير النفط للجنوب دون أن تحصل على رسوم، وأشارت لعدم حصولها على أي مبلغ منذ تاريخ الانفصال في 9 يوليو الماضي، وأن حكومة السودان حذرت حكومة الجنوب من أن التمادي في ذلك يؤدي إلى أن تفعل ما بدا لها، ورجحت المصادر توصل الجانبان إلى اتفاق مبدئي في تعرفة تصدير النفط عبر السودان، وأشارت إلى أن المفاوضات ستخصص لوضع اللمسات الأخيرة حول الاتفاق والتوقيع عليه في نهاية الجولة. إلى ذلك رحبت المسؤولة العليا للشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، في بيان صحفي باستئناف المحادثات بين السودان وجنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية الاتحاد الأفريقي ورئيس الآلية عالية المستوى ثامبو امبيكي. ودعت اشتون جميع الأطراف إلى بذل كافة الجهود من أجل حل القضايا العالقة بينهما والتركيز على حل النزاع الدائر على منطقة أبيي، وأكد المتحدث باسم المفوضة الأوروبية مايكل مان، في بيان صحفي إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم فكرة وجود دولتين تعيشان بسلام مع بعضهما البعض وأنه يرى في هذه المحادثات الفرصة المثلى لبلوغ الهدف.