حصلت (الأهرام اليوم) أمس (الأحد) من مصادرها الخاصة على نص رسالة خاصة من زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق موجهة إلى الجنرال جوزيف لاقو - في 24 يناير 1972 - وضع من خلالها رؤيتين لحل أزمات السودان من ضمنها الحكم الذاتي للأقاليم في إطار اتحاد السودان الجديد. وأثارت الوثيقة جدلا واسعا وسط قيادات من الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي ضمن مجموعة مشتركة في البريد الإلكتروني، ووصفها بعضهم بأنها المانفيستو الحقيقي للحركة الذي لم يعلن، ووجه جون قرنق رسالته إلى المفاوضين من حركة «أنانيا» وأعقبها بعد أسبوعين من التوقيع على اتفاقية السلام الأولى بين ثورة مايو بقيادة الرئيس الراحل جعفر نميري و«أنانيا» في اليوم الثالث من شهر مارس من العام نفسه، بحضور منصور خالد وزير الخارجية في عهد مايو آنذاك وتعيين جوزيف لاقو في منصب نائب الرئيس حيث أعلن من خلال بيان إذاعي من أم درمان وقف (الدُشمان) حسب تعبيره. ومعروف أن اللواء «م» جوزيف لاقو يعتبر من المؤسسين للتمرد في الجنوب ضمن حركة «الأنانيا»، وكان قائداً للتنظيم الجنوبي في عام 1969م، أثناء فترة الحرب الأولى. وقال جون قرنق لجوزيف: «لقد جعلنا من التوصيات المذكورة المبادئ التوجيهية، ونحن نعتقد اعتقادا راسخا أنه يمكن التوصل إلى السودان الجديد وتحقيق الأهداف المحتملة». كما وضع جون قرنق رؤية أخرى للمفاوضين من حركة «أنانيا» من خلال إيجاد حل في إطار روح «القومية العربية» وسياق السودان العربي المتحد، ونبه إلى أن مهمتهم التاريخية في مواجهة ذلك هي «التحرر الأفريقي». وفي تعليق له منشور حول الوثيقة، قال المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي بالخارج المحبوب عبدالسلام: «أخبرني الجنرال لاقو بأن جون قرنق عندما سلمه هذه الوثيقة لم يكن أصغر منه كثيرا»، ودعا المحبوب إلى أن تقرأ الوثيقة على ضوء الظرف التاريخي والنفسي الذي كتبت فيه بعد تبني جعفر النميري للوجه الحقيقي وراء انقلابه وهو القومية العربية «الناصرية مئة بالمئة» وبعد توقيع ميثاق طرابلس (أي الوحدة بين مصر والسودان وليبيا وسوريا).