عُقدت صفقة بين النظامين الإسرائيلي والسوداني أبان حكم الراحل جعفر نميري تفاصيلها ان يتم نقل اليهود الفلاشا من أثيوبيا لإسرائيل مرورا بالخرطوم تحت حماية نظام مايو مقابل ان يساعد النظام الإسرائيلي في القضاء علي حركة تمرد في السودان بقيادة جوزيف لاقو الضابط الجنوبي الذي تمرد علي القوات المسلحة ،استطاعت حركة لاقو عقد صفقة مثيلة مع النظام اليوغندي مقابل ان تساهم في القضاء علي جيش الرب المتمرد علي النظام اليوغندي وتتمركز قواته في الحدود بين جنوب السودان ويوغندا . تشهد مدن جنوب السودان بعد توقيع اتفاقية نيفاشا تدفقا كبيرا للعمالة اليوغندية بعد فتح الحدود بين البلدين ،فبإمكانك ان تتجول بين مدينة جوبا ومدن يوغندا المختلفة وكل ما تحمله هو قيمة تذكرة السفر تُلاحظ وأنت تتجول في عاصمة الجنوب كثرة اليوغنديين فمعظم سائقي المركبات العامة والباعة المتجولين واصحاب المحلات التجارية والاطباء في المستشفيات والنوادل في المقاهي والفنادق هم من يوغندا ،واستقبال حكومة الجنوب لهؤلاء هوو بمثابة رد الدين علي احتواء سابق في فترة حرجة مر بها جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان . يتضح جليا ان اتجاه الجنوب الي بناء علاقات متينة مع دول الجوار الأفريقي خاصة اوغندا التي تتمتع بوقع خاص في وجدان الجنوب شعبا وحكومة ،ويعود الامر الي رغبة الشعب الجنوبي وحكومته في قطع أي صلة تربطه بالشمال سواء كانت ثقافية او سياسية ،فيوغندا تعد من أهم عواصم أفريقيا التي احتضنت حركات التمرد في الجنوب ،وعمل النظام اليوغندي منذ عهد الجنرال السابق عيدي أمين علي رعاية الثوار الجنوبيين مقابل ان يعمل جيش التمرد علي دحر جيش الرب المعارض للنظام اليوغندي ،وألان تعد مدينة كمبالا الراعي الرئيسي لحركات المقاومة الدار فورية حيث يقيم الآلاف من متمردي دارفور فيها . يروي الجنرال المتقاعد جوزيف لاقو ل(التيار):عنى مهمته كضباط اتصال بين جيش الانيانيا والمهات العسكرية والسياسية في أفريقيا ونظام عيدي أمين ،فقد ساهمت قوات الانيانيا بصورة مباشرة في دعم انقلاب أمين اليوغندي بالرجال والمال ،وعمل أمين بعد ذلك في رد الجميل عبر توفير الدعم اللوجستي والبشري لحركة لاقو وفتح قنوات اتصال مع أنظمة افريقية كانت قد استولت علي الحكم حديثا ،كما يقر لاقو بعلاقات وثيقة تربطه والنظام اليوغندي بالحكومة الإسرائيلية التي لعبت دورا مهما واستراتيجيا في عملية التغيير السياسية التي شهدتها أفريقيا في فترات متقاربة ،كما ساهم التداخل القبلي بين جنوب السودان ويوغندا مساهمة فاعلة في خلق بيئة مشتركة بين البلدين . عندما تم توقيع اتفاقية أديس أبابا بين حكومة الراحل نميري وحركة انيانيا بقيادة جوزيف لاقو ،وتم بموجبها تعيين لاقو نائبا لرئيس الجمهورية وبالتالي حاكما للإقليم الجنوبي كان قد أطيح بحكومة عيدي أمين ونشبت حرب في يوغندا تدافع بموجبها عدد كبير من اللاجئين اليوغنديين الي الجنوب فاحتوتهم حكومة لاقو ووفرت لهم فرص العمل والحياة باعتبارهم رفاق القتال في الماضي . يروي مارتن قيري احد الضباط اليوغنديين المتقاعدين ل(التيار):والذي كان يعمل في جيش نظام عيدي امين السابق يبلغ من العمر 79عاما يقيم في مدينة جوبا ان الرئيس موسفيني كان ناشطا في حركة قرنق وتربطه به علاقة وطيدة منذ ان كانا زميلي دراسة سابقين ،فقد حاول الرئيس موسفيني التوسط بين المنشقين وقيادة الحركة الشعبية ،فقد ساهم في الترتيب لعقد لقاء بين الراحل جون قرنق ورياك مشار بعد توقيع اتفاق الخرطوم للسلام ،ساهم ذلك اللقاء في راب الصدع الذي اعاد مشار وأكول الي صفوف الحركة من جديد ،في ذات الجانب حاول الراخل قرنق رد شيء من معروف موسفيني بدحره لقوات جيش الرب التي تقيم في مناطق تسيطر عليها قوات الجيش الشعبي . يري الصحفي الارتري المختص في الشأن السوداني كاستر كورم في حديث ل(التيار)أن العلاقة بين يوغندا وجنوب السودان لا تتحكم فيها الحركة الشعبية متمثلة في حكومة الجنوب ولا الحكومة اليوغندية بقدر ما تتحكم فيها المصالح المشتركة لشعبين عاشا في ذات الظروف في حقب تاريخية مشتركة ،ظل كورم متنقلا بين مدن الجنوب وارتريا منذ العام 2006م وتصادف وجوده مع التغطية الإعلامية للاستفتاء ويضيف كورم قوله :أن هناك عرضا أمريكيا ليوغندا تلخص في ضرورة ضمها لجنوب السودان بعد الانفصال في حال اتحاد كونفدرالي يساهم في ترقية الأوضاع السياسية والاجتماعية للجنوب ،ولكن حكومة الجنوب قد رفضت في رغبة منها لحكم الجنوب منفردة دون معاونة من احد ،معللة بان شعب الجنوب قد رفض الارتباط بالشمال الذي تربطه به مصالح تاريخية فلن يتمكن من خلق أي نوع من الرابط المباشر مع أي أخر كان ،ولكن ستكون هناك عقبة أمام حكومة جنوب السودان بعد الانفصال هي قبائل التداخل الحدودي التي قد تنشط حركة الثقافة والحياة بين المجتمعين ،اذا لم تتمكن حكومة الجنوب من إدارة هذا الأمر بحكمة فان هناك صراعات ستنشأ من جديد ،وقد تحاول جهات أخري استخدام هذه القبائل لخلق زعزعة أمنية في المنطقة نقلا عن صحيفة التيار بتاريخ :20/1/2011م