{ كلما رسمتُ لك وجهاً سرياً بيني وبين الورق، أراك تمر به على الناس حتى يعرفه الكل وتمزق معنى اللا بوح فيتبادلك مني الناس. { تطاوعني الفرشاة حتى آخر اللمسات على لوحتي تلك، وتخذلني أنت فتخرج من ذلك اللوح الخشبي لتختفي خلف أعينهم التي تجيد قراءتك من بين كتاباتي. { فارغ هذا الحبر وباهت لونه، فكيف سأسطر مأساتي مع ذلكم الصمت المؤلم؟؟، الريشة في مقتبل العمر، واللون يمزّق عذريتها قبل أن يتيح لها فرصة أن ترسمك!، اللوح الخشبي الذي يقبع أمامي يكذب عليّ ويكاد يجزم أن الأخضر الذي يلونه هو أنت، الهواء الذي اعتمدت عليه في تجفيف لوحتي اقسم ألا يجفف الحياة في شخصك المرسوم!، فكيف تتوقع مني أن أجفف قلبك الذي ينبض بين أضلعي؟ { كأنك تقودني نحو طريق للشوق لم يمر به عاشق قبلنا، إنه الشوق البارد، وأنا يجري في شرياني الدم الحار، ولا أؤمن إلا بالعشق الذي تتقد ناره في الفؤاد عُمري هذا وعُمر قادم آخر. { أنا أدرك أنك رجل هاديء ولكني بركان ثائر، أنا أضج حينما يغيب الصغار عن المنزل حتى لا يؤرقني الصمت، وأنا أعلنك على كل خيط من الزمن لكل من التقيه وأنت تخبئ صورتي في عميقك حتى أنك لا تستردها من ذاكرتك إلا حينما يغط الناس في سبات عميق. { أنت تمارس عملك بصمت، وشوقك بصمت وعشقك بصمت، حتى حديثك تمارسه بصمت!!. وأنا أترصد بوحك مثل سائق يتأمل إشارة المرور الحمراء في انتظار الضوء الأخضر، وأنت منحتني ذلكم الأخضر الذي أفضى بي إلى قلبك الدافئ، ولكنك أودعتني دمائك وسافرت بي نحو المسافات القصية. { أدرك أنك الرجل الذي يمتلك ناصيتي تماماً، وأدرك أنك الرهان الرابح، لأني تحديت بك نفسي قبل أن أتحدى بك غيري، وأنا لا أتحدى دائماً، لأني أعشق التحدي الحقيقي. { الليل هو الليل، معترك الخوف والشوق والأرق، وأنا لست أنا، إنما انعكاس لك في عيني أنثى تدعى نضال.