{ كأنه قد أتى للتو من غابة أفريقية كثيفة مبهمة وغامضة: { وراء ملامحه الواضحة، أسرار وخبايا، فنون وخفايا. { يعنيه في ما تقول وتطرح الابانة والافصاح، والوضوح ونصاعة الرؤية. لكنه ينظر عميقاً في ما وراء السطور والفكرة والخبر!! { بنبرة عالية صارمة القسمات يطلعك على المنهج والآلية والهدف.. {... يقودك في فرح سري إلى ما يريد كأنه أحد فلاسفة التنويم المغناطيسي..!! {إيمانه بالغد يحيل حالة الموت فيك إلى بعث جديد وبشارة. { وحذره المكتسب الآخذ في الصعود ينبهك بقوة إلى أن وراء الوردة جمرة والبسمة بارود والضحكة ألف خنجر مسموم! { يقول لك في صدق كبير هذا كتابي وغداً يأتيك بكتاب آخر نقيض للأول ويقول لك هذا كتابي. { والحيرة القلقة عندك لا تطول.. لأنه فعلياً يتراوح إنسانياً ما بين مزايا الأبيض والأسود!! { من المقادير الرؤيوية، بانفتاح مساراتها وضعته على رأس من هي أم. { وفكرة اليد الأمينة التي وضعته، بعد نقاش ودراسة وإعمال عقول جمعية - إنها قد أعطت الأم فرس الرهان والكارت الرابح. { وقد صدق حدسها.. فالرجل قبل أن يجلس في مكتبه ويتصفح الجرايد اليومية، ما ينفع والزبد أيضاً، ويحتسي فيزهو، غير حبيب، فنجان القهوة، ومن عل كما يفعل صغار الموظفين يعطي تعليماته. { تبنى سلوكاً سياسياً ووظيفياً ووطنياً، راقياً، علمياً ومشرفاً، فقد دخل على جميع المكاتب باختلاف تخصصاتها وأجرى أحاديث مع معظم العاملين فيها، وقد كان مدفوعاً برغبتين الأولى بناء علاقة مع المرؤوس تقوم على قاعدتي المحبة والاحترام.. وليس التعالي والتعسفية والثانية إذكاء لذات الروح بين الزملاء، من باب التآسي والاقتداء. { وذات الروح فيه جعلته يبحث في روية وتأن سير العملية الادارية من أجل أن يضع مع اخوته الحلول لمشاكل المرحلة إذا وجدت والآنية والمستقبلية ومن أجل أن يزيل التحديات وينسف العقبات ويقضي على المعوقات. { هذا الذي تخيلناه قد أتى للتو من غابة أفريقية، كثيفة، مبهمة، وغامضة يتناوشه همان أولهما: تنزيل الخدمات للمواطنين بأريحية وصبر وذكاء من أجل مواطن سوداني تجثو العظمة دائماً على ركبيتها احتراماً ومحبة وتشريفاً له!! { وثانيهما: تفعيل شعيرة التدريب للعاملين في جميع التخصصات حتى يرتقوا إلى مصاف المنهج والضبط والعلمية من أجل أداء وطني مسؤول متقن ومجود. { الأم الخرطوم والمعتمد الجديد وجهان لعملة واحدة ما لم يطرأ جديد!! نسأل القادر المريد التوفيق لسعادة المعتمد عمر أحمد نمر، في ظل تحديات جسام محلية وإقليمية ودولية في مناخ عاصمة تهب جنة لمن أوفاها وجحيماً لمن عاداها!!