أقل الأفكار واقعية هي ما يعتقده الطيبون في برنامج مكافحة الأيدز بأن يجعلوا مسألة العفّة هي المدخل إليه والمخرج منه كمرض ما زال يبارح منطقة العبء بالنسبة للصحة العالمية، لكن هذا أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة التي نراها في نسبة عدد المصابين بالمرض بحسب حديث (نيلز كاست بيرق) ممثل وكالات الأممالمتحدة والممثل المقيم لمنظمة اليونيسيف، إذ ذكر في المؤتمر الصحفي المنعقد بوزارة الصحة الاتحادية نهار الخميس الماضي أن النسبة الأقرب للحقيقة هي تسعون ألف مصاب! وإصابة عين شيطان الأيدز تبدو مستحيلة ما دام الجهل والصمت يسيطران على الأيدي التي تحاول أن (تنشن) لتصيب! وهي أيد رغم بياض نواياها تجاه الحد من انتشار الأيدز كما النار على قشر الحطب، إلا أنها مغلولة إلى أعناقها في ما يتعلق بالحقائق وقراءة الواقع المعاش بالنسبة للأيدز. لهذا ربما تأتي محاولتهم في وزارة الصحة الاتحادية والولائية وبرنامج مكافحة الأيدز، بالتعاون مع شركائهم من منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الوطنية أن يكون شعار الاحتفال باليوم العالمي للأيدز هو (البسمة بديل الوصمة) وأن نخبر عنهم كإعلام مقروء ومسموع ومشاهد أن الأيدز مرض يمكن التعايش معه والتعامل معه كأحد الأمراض المزمنة. فزمان الناس، واصمين ومبعدين لمريض نقص المناعة المكتسبة، يمضي نحو التلاشي، خاصة أن العلاج الدوري والمنتظم يمكن أن يقلل جداً من نسبة انتقاله الرأسي من الأم للجنين والأفقي بين الشركاء. لكن المؤسف أن مثل هذه الرسائل لا يعلو صيتها إلا في الاحتفالات الرسمية رغم العمل الكبير الذي تقوم به بعض المنظمات الوطنية والدولية في محاولة كسر الصمت وتقليل المفهوم السلبي نحو المتعايش مع الأيدز. والبرنامج القومي لمكافحة الأيدز متحدثا عنه د.(إيهاب حسن علي) - المحايد - لا يحب أن يدخل في مغالطات ومساءلات عن حقيقة النسبة التي ذكرها ممثل وكالات الأممالمتحدة فيمضي د.(إيهاب) (الرقم ده أنا ما ذكرتو ذكرو السيد نيلز!) فهم ما زالوا في انتظار النتيجة النهائية للمسح الأخير 2010 ليقولوا قولهم الفصل بالنسبة للتحديد. مع تشديده السياسي على ما تود الحكومة السير فيه أن الأمر يتعلق فقط بالجنس الذي يراه آمناً عن طريق الزواج فقط ! وهو بذلك يجعل حديثه لا يمنحك حقاً ولا باطلاً وتحتار بين حديثه حول الوصمة، وحول حق الطفل والأمهات الحوامل، والمتعايشين مع الأيدز في التعريف بحقوقهم والعلاج! معالجة قضية الأيدز رسمياً ما زالت تبرح مكانها من حيث الحقيقة غير المعلنة وهي أنه كمرض متعلق بالممارسات الجنسية خارج أو داخل إطار الزوجية - الإشارة إلى قبض 83 فتاة ليل خرجت منهنّ ثلاث فقط سلبيات تجاه فحص الأيدز! - وكما ذكر ممثل وكالات الأممالمتحدة (إن هذه كذبة) وتصديقها يعني مباشرة أن هناك عدم فحص! وتفحص الأهداف التي ذكرت كختام للمؤتمر الصحفي - الذي بدأ متأخراً ساعة عن موعده! - يتيح فرصة النظر عن قرب إلى القطع المتشابكة التي تشكل خريطة انتشار ومكافحة الأيدز لمشاهدة الفطور والقصور، كأهداف تبدأ بخلق جيل خال من الأيدز، وألا يولد طفل موجب لفيروس نقص المناعة المكتسبة، وألا تموت أم حامل بسببه وأن تصبح البسمة بديلاً للوصمة في التعامل مع المتعايش مع الأيدز بمسؤولية حقيقية وآليات بشرية ومادية لإيصال النسبة - تلك - إلى خانة الأصفار، (صفر في الإصابات، وصفر في عدد الوفيات، وصفر في الوصمة) على ألا يعتمد (د.إيهاب) الصفر رقماً يملأ به النسبة الرسمية لمسح المتعايشين مع الأيدز ليستطيع ذكره آمناً!