في جريدة (المصري اليوم) عدد 5 ديسمبر 2011م نقتطف من عمود حمدي رزق ما يلي: (قررت شركة فودافون في حالة تولي الإخوان الحكم تغيير الرسائل إلى كلمني جزاك الله خيراً و اشحن لي بالله عليك و المطلوب مغلق والله أعلم ولو الإخوان سيطروا مؤمن حيبقي الديليفري الوحيد في مصر وحيشيلوا التفاحة بتاعة أي فون ويحطوا بلحة وتدخل كينتاكي تطلب فرخة تلاقيه مغطى لك الصدر والورك بمنديل ومصر حتختار تشبسي بطعم التمر وسيتم تغيير الطريق الدائري إلى الطريق المستقيم وأقوى شتيمة ستكون ثكلتك أمك وسيتم إضافة إن شاء الله بعد كلمة إنتر في الكيبورد). وقال حمدي رزق إن هذه نماذج من سخرية لاذعة يسوقها نفر من الساخرين من الاكتساح الإخواني للانتخابات البرلمانية المصرية في جولتها الأولى ومن المتوقع المزيد من النكات الحارة المزودة برسوم كاريكاتيرية وكرتونية تشبّه المجتمع المصري بمجتمع قندهاري يذهب فيه المواطنون إلى الدواوين الحكومية بجلباب وشبشب جلد ماعز . إن الشعب المصري ساخر منذ عهد الفرعون مينا الذي وحد القطرين ومحب للنكتة صانع لها ودمه خفيف. وكنا نعتقد أن التردي العام الذي أصاب مصر في عهد الرئيس السابق مبارك شمل السخرية وخفة الدم والنكات وأن الكاتب الراحل محمود السعدني هو آخر ساخري مصر العظام ولكن يظهر أن (مصر ولاّدة)، كما يقولون. فها هو ذا حمدي رزق في مقاله الذي نقل فيه مخاوف بعض المصريين من تقدم الإخوان والسلفيين في الانتخابات النيابية يثبت أنه ما زال في مصر ساخرون كبار منهم الأستاذ حمدي رزق . ويفيد مصر ويفيد الإسلام السياسي الذى يتبناه الإخوان المسلمون والسلفيون أن يبددوا هذه المخاوف وأن يثبتوا أنهم ليسوا في حالة خصام مع العصر ومنجزاته وأن هناك من بين المسلمين الذين لا يستطيع أحد أن يقدح أو أن يطعن في استمساكهم بأهداب الدين من يعتقدون أن الأنسب هو أن تكون الدولة المصرية مدنية، هذا فضلاً عن وجود كتلة وطنية معتبرة عريقة لها دينها الخاص ولن تقبل أبداً بقيام نظام إسلامى في مصر . وفي نفس الوقت فإنه ليس من العدل أن نجرد الأغلبية، أي أغلبية، من حقها في طرح تصوراتها لما ينبغي أن يكون عليه شكل الحكم ولكن هذه الأغلبية مطالبة بمراعاة الوحدة الوطنية واستمرارها والمحافظة عليها وهذا يقتضي أن يقدم كل طرف من الأطراف بعض التنازلات. إن المحافظة على مصر الآن شعباً واحداً ووطناً واحداً يجب أن تكون في مقدمة أولويات كل القوى ومكونات المجتمع المصري بإسلامييه وعلمانييه وليبرالييه وشبابه وجيشه وأقباطه ونسائه.. وإلخ.