{ كثيرا ما يتداول الناس الحديث حول الأحلام من على شاكلة (أنا حلمت امبارح ب...)، ويجتهد الناس في تفسير تلك الأحلام, كما أصبح تفسير الأحلام من الأركان الثابتة في كثير من الصحف والفضائيات، وله كتب، ومفسرو الأحلام ينتشرون من كل حدب وصوب. { والمعروف أن كل إنسان يحلم في كل ساعة من النوم لمدة عشر دقائق, ولكن القدرة على استرجاع وتذكر الأحلام تختلف من شخص لآخر, وقد يحدث أن يمشي أو يتكلم الشخص أثناء النوم، وهذا يعرف ب (حمار النوم) وفي رواية (أبوكباس)، وتحدث فيه العديد من المصائب والحوادث من على شاكلة: (المراة دي البحلني منها شنو)؟! وأيضا قد تحدث الكوابيس الليلية, وهنا تجد الناس يصرخون وهم يحملون كوب الماء (يا راجل قول بسم الله)..! كما يوجد نوع من الأحلام النهارية، وهي أحلام اليقظة والتخيل والعيش للحظات أو دقائق في عالم الأحلام الوردي الجميل, ويكون هذا النوع سبباً في (السرحان) وحدوث المشاجرات في المواصلات العامة عندما (يفوِّت) الراكب (الحلمان) المحطة.. مما يثير استياء السائقين والكماسرة. { أما أحلام (زلوط) فيطلقها الناس على الأمنيات التي لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع لاستحالتها وصعوبتها.. مثل أن يحصل (صقور الجديان) على كأس العالم ثلاث مرات متتالية بعد الفوز على الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وأنا اظن أنه (ما في زول بيحلم بي كدا ذاتو)..! { وكثيراً ما يكون الحلم تعبيراً عن العقل الباطن والرغبات المكبوتة (الكاتمو في صدري ومدفّن في حشاي).. والآمال والطموحات, فيقوم الجهاز العصبي بعمل (فيلم) ليعرضه أثناء النوم علي الشخص.. ولذا يُقال: (حلم الجعان عيش).. وحلم المفلس قريش (ودي من عندي)..!! { ومن شدة حب شعبنا للأحلام فقد ذكرها كثيرا جدا في الغناء والفن: (الحالم سبانا).. (أشوف في شخصك أحلامي).. (بين اليقظة والأحلام).. (البنحلم بيهو يوماتي).. (أنت صاحي ولا نايم ولا نعسان).. وغيرها من الأغاني التي تحكي عن الأحلام, والمؤسف أن معظم تلك الأحلام المذكورة لم يتحقق، مثل (الحلم العربي) الذي (شكلوا كده برضو ما حيتحقق) في القريب المنظور علي الأقل (ودي عشان ما يقولوا متشائمين)..! { كما قد يكون الحلم وسيلة للتعبير السياسي والمعارضة للنظم ذات السطوة والقبضة الحديدية عندما تضيق مساحة حرية التعبير.. وكمثال: مرة شافت في رؤاها.. طيرة تاكل في جناها حيطة تتمطّى وتفلع.. في قفا الزول البناها فسّرت للناس رؤاها.. قالوا جنَّت ما براها..! { أما الدراما السودانية فقد ركزت على الأثر النفسي للحلم، من حيث أنه يساعد على الراحة النفسية والتوازن, وذلك في السلسلة الإذاعية الشهيرة (حلم في حلم) التي أحسب أن الكثيريين قد تابعوها لقربها من الحياة اليومية والمواطن البسيط. { وقالوه - والعهدة على الراوي - أن واحداً من ناس (قريعتي راحت) قد حلم بأنه أصبح من كبار رجال المال ولديه شركات ومصانع, وفي اليوم التالي استيقظ على قرع للباب, ووجد موظف الضرائب أمامه وهو يحمل إيصالاته ويقول: (إنتو دايرين تحلموا ساكت ولا شنو)..؟! { والي اللقاء..