تزايدت حالات الإصابة بمرض (السرطان) بأنواعه المختلفة في السودان، حيث بلغت (7) آلاف حالة (جديدة) سنوياً، هذا خلاف نحو (15) ألف حالة يتم علاجها بالمركز القومي للعلاج بالأشعة، السرطان صار يمثل خطرا محدقا بالملايين في بلادنا، وفي ظل تزايد الحالات يلجأ بعض المرضى إلى العلاج بالأعشاب والطب البديل رغم إشكالاته الكثيرة، فما حقيقة وجدوى هذا العلاج؟! { تفاقم المرض لم تكن (ن) (سيدة في نهاية العقد الثاني) تعلم بأنها على موعد مع مرض السرطان الذي بدأ الانتشار في أحد ثدييها ولكنها رفضت إزالته رغم أن الأطباء نصحوها بذلك فهي ترى أنها ما زالت صغيرة وأن أملها في الشفاء كبير ولكن بعيداً عن الإزالة والكيميائي، لجأت إلى أحد المعالجين بالأعشاب الذي أعطاها وصفات (بلدية) جاءت بنتيجة عكسية بل ساعدت في تفاقم المرض بعد أن أخذ منها مبلغ ثلاثة ملايين جنيه، بالقديم!! هذه الحالة كانت نقطة بدايتنا لهذا التحقيق وما هي حقيقة علاج مرض السرطان بالأعشاب، فمن الملاحظ في الآونة الأخيرة انتشار علاج السرطان بالأعشاب ويعتبر الشيخ محمد الهاشمي صاحب قناة الحقيقة هو الرائد في هذا المجال، وكثيرون تناولوا علاجه فمنهم من يقول بحقيقة الشفاء ومنهم من يؤكد عدم الاستجابة، حتى إن هناك بعض العشابين الذين ساروا على نهجه، ولكن قبل الجزم بنجاح هذا العلاج أو فشله، دعونا نوضح ما هو السرطان. { ماهية حقيقة السرطان السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية (Aggressive) وهو النمو والانقسام من غير حدود وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو (Inveasion) أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية يطلق عليها اسم النقيلة، وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد الذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليست له القدرة على الانتقال، كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان كما يستطيع السرطان أن يصيب كل المراحل العمرية عند الإنسان حتى الأجنة، ولكن تزيد مخاطر الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر ويسبب السرطان الوفاة بنسبة 13% من جميع حالات الوفاة، وفي الأغلب يعزى تحول الخلايا السليمة إلى الخلايا سرطانية إلى حدوث تغييرات في المادة الجينية وقد تسبب هذه التغيرات عوامل مسرطنة مثل التدخين أو الأشعة أو مواد كيميائية أو أمراض معدية كالإصابة بالفيروسات وهناك أيضاً عوامل مشجعة لحدوث السرطان مثل حدوث خطأ عشوائي أو طفرة في نسخة الحمض النووي DNA عند انقسام الخلية أو بسبب توريث هذا الخطأ أو الطفرة من الخلية الأم. { تحذير وحول حقيقة علاج السرطان بالأعشاب يحذر الدكتور كمال حمد محمد منان اختصاصي الأورام من أنه لابد من وجود توعية كاملة عبر وسائل الإعلام للكشف عن مخاطر هذا العلاج والتحذير منها مؤكداً أن هناك حالات وفيات كثيرة بسبب علاج (الهاشمي) وآخرين يدعون علاج السرطان بالأعشاب وهناك الكثيرون الذين ساروا على نهجه، وقال أحمد (مافي علاج بلدي يعالج السرطان) وإن علاجه (السرطان) يتمثل في (الكيميائي - الإشعاع - التدخل الجراحي) وحذر (حمد) من مغبة الذهاب إلى معالج أعشاب يدعي أنه اختصاصي أورام ويأخذ من المرضى مبالغ باهظة. { اتحاد العشابين حتى تكتمل الصورة كان لابد من الوقوف مع العشابين واختصاصيي الطب البديل حيث أكد رئيس اتحاد العشابين السيد «شاكر إبراهيم جويلي» إمكانية معالجة السرطان بالأعشاب في المرحلة الأولى مع احتمالية تصل إلى 50% من علاجه في المرحلة الثالثة معتبراً أنه يصعب التغلب عليه في مرحلته الرابعة حيث لا يستطيع عشاب أو طبيب السيطرة عليه بعد هذه المرحلة، وعن كيفية العلاج بالأعشاب يقول (شاكر) أنه لابد أن يكون للمعالج بالأعشاب مدخلان للعلاج حتى يتم القضاء على المرض، المدخل الأول هو لابد من تقوية الجهاز المناعي حتى يتم رفع الأداء الوظيفي وقدرته حتى يتغلب على المرض وفي المدخل الثاني لابد من حصر الورم حتى يتم التغلب عليه، ومن أهم الأعشاب التي تستخدم لعلاج هذا المرض يقول (شاكر) تستخدم بذور الملوخية وبذور الكتان والمر الحجازي وصمغ السنط وزيت الزيتون والكروم الذي يكون في شكل (لبخة). ولكن يعود شاكر ويؤكد أن هذه الوصفات وغيرها من غذاء الملكات تتوقف على حسب الحالة موضحاً أن هناك حالات تم شفاؤها وأخرى لم تستجب. { العلاج بالطب البديل وفي سياق ذي صلة تحدث ل(الأهرام اليوم) الدكتور البروفيسور مبارك درار عبد الله يعقوب أستاذ الفيزياء والمشرف على عدد من بحوث الدكتوراه والماجستير في مجال الفيزياء الطبية والحيوية، وقال إن علم (الماكروبيوتك) وهو فرع من الطب البديل يقوم الأطباء في أوروبا باستخدامه في علاج الأمراض المستعصية والمزمنة مثل السرطان والسكري والضغط والقلب والمصران وذلك عن طريق النظام الغذائي في المقام الأول ثم استخدام الأعشاب الطبيعية، حيث يقوم الألمان بممارسته بنسبة تتجاوز ال 90% وفي أمريكا يمارس بنسبة 70% وهذه المعلومات يعرفها اختصاصيو طب المجتمع الذين ينبغي أن يكونوا هم الآن رواد الطب الحديث المسمى بالطب البديل وأشار (مبارك ضرار) إلى أن كتاب المايكروبايتك موجود الآن في المكتبات ومؤلفة (ح.س) ألبرت وتم طبعه في القاهرة عام 2003م. إلى جانب ذلك أكد البروف أن بعض الحالات المتأخرة التي ظن العشابون والأطباء أنها لا تعالج عولجت بإذن الله عن طريق النظام الغذائي المعتمد على الطب النبوي والعلاج البديل، ويشير إلى حالة من مدينة (أرقو) مصابة بسرطان الغدد الليمفاوية تم علاجها وشفاؤها عن طريق النظام الغذائي المعتمد على الإكثار من شرب اللبن الطبيعي وخاصة لبن البقر والإكثار من الخضراوات الطبيعية والفواكه الخالية من الأسمدة الكيميائية. { الطريقة المتبعة وفي سؤال ل(الأهرام اليوم) عن الطريقة المتبعة في علاج السرطان عن طريق الطب البديل يقول أستاذ الفيزياء: يتم القضاء على المرض عن طريقة تقليل المواد المسرطنة التي تدخل الجسم عن طريق الجهاز الهضمي وغيره وذلك باستخدام الفواكه والخضراوات والخبز الأسمر (الردة) والصمغ العربي والشعير الغني بالألياف المنحلة وغير المنحلة التي تقوم بتبطين الجهاز الهضمي بمادة هلامية تقلل بقدر كبير من امتصاص المواد المسرطنة أما الألياف غير المنحلة فهي تعمل على تسريع مرور الطعام عبر الأمعاء مما يقلل امتصاص المواد المسرطنة. ويواصل الدكتور مبارك حديثه مؤكداً أنه لابد من الامتناع عن العطور والصابون والمعجون الصناعي الكيميائي حتى يتم التقليل من امتصاص المواد المسرطنة ودخولها إلى الجسم، ويزيد (ضرار) : ثم يأتي بعد ذلك دور اللبن والعسل والحبة السوداء حيث اكتشف العلماء أن اللبن يعمل على تحويل الخلية المسرطنة إلى خلية عادية ولهذا السبب يُنصح العاملون بالذرة بشرب لترين من الحليب يومياً، هذا إلى جانب الحبة السوداء والعسل والثوم والكركم حيث يقوم (الكركم) برفع قدرة جهاز المناعة حتى يزيد الأجسام المناعية التي تقضي على الخلايا ويختم حديث بأنه لابد من استخدام العلاج والالتزام به لمدة عامين وأن هناك أمثلة لحالات عولجت من مرض السرطان لكنه أكد في نهاية حديثه أن الأخطاء التي يقع فيها العشابون تتمثل في أنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع المريض.
