} حرصت على حضور حفل وداع البعثات الرياضية السودانية التي غادرت إلى دوحة قطر للمشاركة في دورة الألعاب العربية.. وتعجبت كثيراً من الاحتفال الكبير الذي شرّفه الوزير السابق سوار..!! } العجب لم يكن بسبب تأخر بداية الاحتفال ولا الفوضى التي صاحبته بقدر ما كان لحالة التفاؤل الغريبة التي سادت الجميع لدرجة أن إحساساً تملكني بأن السودان سيحتل صدارة ترتيب الميداليات ويتفوق على كل المشاركين..!! } (21) اتحاداً سافرت باسم السودان، كأكبر بعثة رياضية في تاريخ المشاركات الإقليمية، أو كما قال رئيس البعثة السلاوي، سمعت عددا من الرياضيين جلسوا خلفي مباشرة يتهامسون عن مواعيد السفر واسم شركة (الطيران) الناقلة، ومواعيد الحضور إلى المطار..!! } الوزير السابق سوار، الذي تم إعفاؤه عقب الحفل المذكور بسويعات، تحدث في الحفل بكلمات متفائلة لدرجة أنني تصورت أنه سيقود بعثة مصر مثلاً التي يتصدر رياضيوها ترتيب الميداليات بتفوق ملحوظ حتى الآن..!! } توقعت أن يكون الوزير قد تحصل على كامل تجهيزات وترتيبات الاتحادات الرياضية، قبل الطيران، من باب حرصه على الظهور بالصورة المشرفة التي توازي مكانتنا كقادة للعرب والأفارقة في كل ضروب الرياضة..!! } خرجت من الحفل المذكور وأنا أعتقد، بالخطأ، أن الوزير وقف على كافة الاستعدادات واطمأن على الفرق المشاركة وقال كلمته التي وعد فيها بصرف حوافز دولارية لكل من يحرز ميدالية ذهبية..!! } ثم كانت هزائم السودان المجلجلة هي الحقيقة التي استيقظت عليها.. وثبت لي أن الوزير كان يقوم بدور (الشاهد) اللي (ما شافش حاجة)..!! } هزائم قياسية في كرة السلة.. كرة اليد والكرة الطائرة وتنس الطاولة تحدثت عنها وكالات الأنباء بكل السخرية والاستهزاء..!! } ضحكت المواقع العربية على هزائم السودان التي في ما يبدو أن الوزير السابق للرياضة سار في سكة التمهيد إليها بموافقته على الحجم الخرافي للبعثة بلا تفكير في الهزائم والخسائر..!! } إن الفوضى التي صاحبت حفل وداع البعثة كانت مقدمة حقيقية للكوارث التي بدأت تهز سماء الرياضة السودانية وستتواصل بتذيّل كل فرقنا في اللعبات الجماعية للترتيب..!! } خمسة أيام مرت واسم السودان غائب عن قائمة الشرف المتعلقة بالميداليات.. وأظن أن الغياب سيتواصل حتى نهاية الدورة..!! } ويبقى الظهور في طابور عرض الافتتاح هو المشهد الوحيد الذي تابعناه بفخر ثم توارينا خجلاً.. ولا أدري ما هو شعور الوزير السابق عقب الهزائم المجلجلة..؟!! } كان قرار الموافقة على المشاركة بذلك الكم الخرافي في دورة ألعاب قطر أكبر خطأ يرتكبه الوزير السابق لأنه جاء مسنوداً على العاطفة والعلاقات التي تربطنا بدولة قطر..!! } ولا أدري من أين استمد القرار إياه الصلاحية والمتابع للمناشط الرياضية بالسودان يجد أنها تغط في نوم عميق وينعدم النشاط تماماً في معظم الاتحادات..؟!! } لقد تسببت المشاركة في دورة ألعاب قطر في إهانة السودان وألحقت باسمه الضرر وهزت وضعيته ومكانته الرياضية على المستويين العربي والأفريقي..!! } خيبة الأمل والهزائم الحالية ما هي إلا إلحاق بالفضائح التي صاحبت مشاركة السودان في دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت مؤخراً في موزمبيق.. فمن المسؤول يا ترى..؟!! } وللأسف لا وزير يهتم.. ولا إعلام يتدخل لدرء مثل هذه السقطات.. وكلو بيضحك على كلو.. وقلبي على السودان..!!