ظهرت في عهد الإنقاذ العديد من البدع والمسميات والعبارات التي ما كانت مطروقة قبلها ومن أهمها التوالي السياسي الذي زاد من الغموض الانتخابي وكان مقصوداً لذاته لارهاق ذهن الأحزاب المتنافسة – على قلتها. وكان مصطلح الاجماع السكوتي هو النجم الساطع والتعبير الابرز عندما قررت التحول من الشرعية الثورية للشرعية الدستورية ولا ادري من اين استمدت الثورية شرعيتها. اختلف أهل اللغة على كلمة الاجماع السكوتي حيث لا ينسب لساكت قول ولابد أن يتفوه الشخص لفظاً حتى يعلم ما ينطوي عليه وإلا فإن الصمت لا يعتبر تعبيراً. في انتخابات الهلال الاخيرة علا غبار المجموعات المتنافسة حتى طاول عنان السماء لأن الجياد الاصيلة تنافست على التطوع ولم يسجل الهلال الاجماع السكوتي، وقد تنافست ثلاث مجموعات دفعت كل منها بأسماء كبيرة فلم يشفع للارباب اسمه وماله ولا للبرير تاريخه وتجربته ولا للكاردينال تطلعاته ووعوده. خرجت انتخابات الهلال لتؤكد أن التنافس على المقاعد تحدده الجماهير وليس الخوف من السقوط ولا الانتماء الاجوف للاسماء الرنانة ويكفي أن الارباب خاض الغمار بلا وجاهات. أكد الهلال أنه نادي الديمقراطية ومن صلبه خرج مؤتمر الخريجين وما تبلور عنه لاحقاً وقاد لاستقلال السودان. الفارق كبير بين الهلال والمريخ حيث فاز أربعة من المترشحين بالتزكية في مناصب حساسة ومهمة ثلاثة منهم من الضباط الأربعة فعن أي ديمقراطية يتحدثون؟. كان التنافس شرساً بين ثلاثة من المجموعات الهلالية قدمت برامجها واوراقها وانخرطت في ندوات وجلسات تعريفية تستهدف الناخبين لاستمالتهم والفوز برضاهم ولكن في المريخ لم يحدث. لم تتقدم أي مجموعة ببرنامج ولا خاض الرئيس الانتخابات بقائمة موحدة ربما كنوع من التكتيك الانتخابي حتى يبرر عمله مستقبلا مع المرشحين الفائزين. عموماً انتخابات المريخ لا تثير الإعلام ولا تحظى بالاهتمام ولا المتابعة لأنها أشبه بالاجماع السكوتي وإلا فلماذا لم يتنافس الكبار على المقاعد الكبيرة. في السنوات الاخيرة نافس الارباب حكيم الهلال وتعاقب على رئاسة النادي بعد البابا كل من طه على البشير ومعه عبد المجيد منصور والفريق المدهش وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف وأخيراً البرير، ولم يعقد شعب الهلال الولاية لرجل واحد لأن الكيان أكبر من الأسماء. الفارق كبير بين نادي الديمقراطية الأول وقائد التحرر والاستقلال وبين أدبيات الاجماع السكوتي. أشتات!! تسلم سعيد السعودي خلال المباريات الأخيرة شارة الكابتنية وعبرها تأهل ليرتدي شعار صقور الجديان ويدافع عن السودان في قطر ومع ذلك لمع اسمه للمغادرة وربما الإعارة للموردة في صفقة تبادلية مع رمضان عجب. كابتن الفريق معروض للإعارة أو معرض للشطب وحوالينا ما علينا. أثار الاخ الأمين البرير نقطة في غاية الخطورة تتعلق بأموال الهلال طرف الاتحاد السوداني وهي مبالغ كبيرة طال عليها الزمن والفريق في أمس الحاجة لها. وكان الاتحاد انكر خلال فترة رئاسة الأرباب وجود هذه المبالغ وبات يتعين على مجلس الهلال تصعيد الامر والمطالبة بالمبلغ أو تقديم شكوى رسمية وبالعدم التهديد بالامتناع عن اللعب في الموسم الجديد خاصة وان الاتحاد لا يجامل حتى في رسوم أرانيك التسجيل ويتشدد في إيداع مبالغ اللاعبين المشطوبين. حسرة البرير على شداد نقطة انطلاقة لعمل جديد على الاتحاد التحسب لها وإلا فالطوفان قادم. لا أجد مبرراً لتعاطف الأهلة مع اللاعب يوسف محمد ونتمنى أن يغادر فوراً بلا تردد فقد صبرنا عليه ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء ولا نتوقع أن يكون في الموسم القادم بافضل من السابق. اطووا هذه الصفحة وأريحونا. تبقت أيام قلائل على قفل باب التسجيلات ولعل الخطوة القادمة هي المعسكر الاعدادي الذي يعتبر العماد الأساس للموسم الجديد وحتى اللحظة لم يحدد البرير هوية المدرب ولا مكان المعسكر فيما الفريق مبعثر مما بين تنزانيا وقطر والمنافي البعيدة للمحترفين. طالبت إدارة الهلال من قبل أن تضع المهاجم العاجي الخطير بكاري كوني ضمن خياراتها والذي يشهد على تفوقه وخطورته الدوري القطري وقد كان هدافاً لا يشق له غبار بل يعتبر واحداً من أميز الهدافين الذين أنجبتهم الملاعب الأفريقية. غاب اللاعب خلال الاشهر الاخيرة ويبدو أنه عاد لناديه السابق أسيك العاجي الذي يخوض هذه الأيام ماراثون مفاوضات مع نادي الوداد المغربي لاطلاق سراحه لاعبه. المبلغ المطلوب زهيد للغاية فقط 150 ألف دولار لاسيك على أن يتفق النادي الجديد مع اللاعب مباشرة. المعلومة نهديها للأخ الارباب الذي اقتحم تسجيلات الهلال حتى ولو كان البديل إعارة أو شطب أوتو بونج. بكاري مهاجم خطير يعرف طريق الشباك ومتمكن وقناص وشديد الشراسة ويجيد بامتياز إرهاق الخصوم وزعزعة الدفاعات وضرب التحصينات.