المسؤولون في تل أبيب قالوا نحن في إسرائيل معنيون بشكل كبير بإنجاح هذه الزيارة، وأردفوا بقولهم: «سلفاكير أبدى رغبته في زيارة إسرائيل».. تلك الكلمات أظهرت مدى اهتمام القيادات الإسرائيلية بزيارة كير التي وصفوها بالتاريخية. بينما وصفها مراقبون بالقاتمة وغير المتوقعة، إذ أعلن عنها في وقت ترقبت فيه وسائل إعلام محلية وإقليمية زيارة نتنياهو إلى جوبا ضمن جولة أفريقية تشمل دول حوض النيل على رأسها كينيا وأوغندا وأثيوبيا تشمل أيضاً توقعاً بزيارة جمهورية جنوب السودان. وأرجع مراقبون لجوء كير إلى زيارة إسرائيل في وقت تعاني فيه دولته الوليدة من مظاهر الانفلات الأمني وشبح المجاعة مع انعدام البنيات التحتية وتدهور الأوضاع هناك.. الأمر الذي أكدته تقارير المنظمة الدولية وتأتي الزيارة في وقت يسعى فيه رئيس حكومة الجنوب إلى تحويل جيشه إلى جيش نظامي قادر على بناء وإشاعة الأمن داخل حدود دولته. بيندار وايلي الصحفي بجريدة معاريف الإسرائيلية قال إن لقاء كير بنتنياهو خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبرالماضي لم يخرج عن هذا الإطار؛ إطار المساعدات التي تقدمها إسرائيل إلى الجنوب، وأشار في مقال له بذات الصحيفة إلى أن نتنياهو قال: «سنزودهم بحافز مالي»، وأردف «أعرف أنه من الصعب أن تبدأ بدون بنية تحتية». صحيفة «معاريف» أشهر الصحف السيارة في إسرائيل أفردت حيزاً كبيراً تناول الزيارة المرتقبة، وأشارت إلى أن من بين الموضوعات التي قد تتناولها الزيارة مسألة اللاجئين الجنوبيين في الدولة العبرية. داني دانون عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود يعتزم هو أيضاً طرح قضية المتسللين إلى إسرائيل من دولة الجنوب وحسب صحيفة معاريف فإن دانون يترقب زيارة كير إلى تل أبيب إذ من المقرر حسب دانون تقديم دعوة لكير لزيارة الكنيست الإسرائيلي للمشاركة في تدشين جالية الدولة الجديدة ولمعالجة قضية اللاجئين وبحث وسائل إعادتهم إلى دولة الجنوب. ويؤكد دانون أنه زار في هذا الخصوص جنوب السودان خلال اغسطس الماضي وقابل سلفاكير، وقال: «اتفقت معه على العمل المشترك لإعادة المتسللين إلى وطنهم». مراسل الشرق الأوسط بتل أبيب أكد أن زيارة كير إلى إسرائيل تشهد توقيع عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين تشمل صعداً مختلفة سياسية واقتصادية وعسكرية. وبينما يرى مراقبون أن دولة جنوب السودان دولة مستقلة ويمكنها إقامة علاقات مع من تشاء ووقت ما تشاء في ظل حاجتها إلى الدعم المالي والتقني لبناء الدولة الوليدة يرى سياسيون أن تلك العلاقة قد توجه لتقويض السلام في الشمال في ظل توتر العلاقات بين دولة جنوب السودان والسودان وفي ظل وجود العديد من القضايا العالقة بين البلدين والتي لم يتسن حسمها بعد. ومن جهة أخرى يرى مراقبون أن لجوء الموساد إلى إقامة محطة إقليمية في جنوب السودان هو أيضاً ترجمة لتلك العلاقة التي ظلت قائمة بين كيان الحركة الشعبية ودولة إسرائيل منذ عقود طويلة. وسائل إعلام عديدة أشارت إلى تدفق خبراء إسرائيليين في مجالات مختلفة زراعية وأمنية طالما تكتمت على علاقاتها مع تل أبيب. وتوقع مسؤولون إسرائيليون أن يشهد ديسمبر الجاري هبوط طائرات (العال) الإسرائيلية بشكل رسمي بمطار جوبا الدولي لإكمال تتويج تلك العلاقة ولنقل اللاجئين من مواطني الجنوب إلى بلدهم. الخرطوم الرسمية تنظر إلى ذلك التقارب بين الدولتين بعين الحذر ولسان حالها يقول إنه شأن داخلي لكن ذاكرتها لم تنس زيارة وفد الحركة الشعبية إلى إسرائيل خلال الأشهر الماضية، إذ طالب الوفد حسب (المستقبل اللبنانية) بتقديم الدعم لمتمردي دارفور والتقى بكل من رئيس لجنة الأمن والعلاقات الخارجية بالكنيست الإسرائيلي ووزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بالاضافة إلى لقاء وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس الاستخبارات العسكرية الميجر جنرال افيغ كوفافي..