{ كانت ولا زالت وستظل لديّ قناعة كبرى بأن العمل الطوعي في ما يتعلق بنظافة وإصحاح البيئة المحلية بالمناطق السكنية وحتى غير السكنية يجب أن يكون من المهام المباشرة لأهل المنطقة من شباب وقيادات ونساء. بمعنى أن تلتزم اللجان الشعبية بحملات نظافة دورية تسهم في الحد من تراكم الأوساخ وانتشار البعوض والذباب إلى جانب إعفاء أعيننا المنهكة من المناظر القبيحة الناتجة عن تطاير الأكياس والأوراق ونمو الأشجار نمواً عشوائياً شائهاً. وكان من دواعي سروري البالغ أن أستمع للسيد (بشير القمر) معتمد محلية جبل أولياء الواعد والذي ذهب لأبعد من ذلك عبر خطابٍ رسمي جعل فيه مسألة إصحاح البيئة والإسهام في حل مشكلة النفايات - التي أعيت المعتمدين من قبله وأثارت ضجر المواطنين - قضيته الأولى بتكليف مباشر لكل القيادات السياسية والأهلية بالمحلية بضرورة العمل على تفعيل النشاط الخدمي في هذا الاتجاه دون الرجوع للمحاية أو انتظار دعمها المباشر الذي ربما يتأخر بسبب شح الآليات علماً بأن ميزانية المحلية محدودة وفي أجندتها الكثير من المشروعات المهمة. { وها هو (دوري النظافة المحلي) بمحلية جبل أولياء بصدد الانطلاقة الكبرى في حوالي 6 مناطق مختلفة تقع جميعها مبدئياً داخل حدود الدائرة التشريعية 42 وبإشراف النائب الباشمهندس (عصام ماهر) الذي دعا كل أهل الكلاكلة شرق للقاء جماهيري حاشد لبدء انطلاقة النفرة الكبرى لإصحاح البيئة والمحدد لها يوم السبت الموافق 24/12 وتم خلال الحشد تقديم محاضرة شاملة لرفع التوعية الصحية وشحذ الهمم لكل الأفراد والأحزاب حتى يكتمل النجاح المرجو للحملة التي تتم بمشاركة فاعلة من (المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية) وعلى رأسه السيد الوزير د.(يوسف تبن) الذي وجه بتوفير كافة الآليات والمعينات للعمل على نظافة المنطقة بالكامل وتخصيص يوم صحي مفتوح للمواطنين إلى جانب البدء في تشجير المدارس والشوارع المعنية وتسوية الشوارع الترابية وإزالة العوائق ورش البرك وتجفيفها ومحاربة توالد الحشرات الضارة. علماً بأنها ستكون نفرة نموذجية يتداعى لها أهل الجوار من المناطق الأخرى ليتم تعميمها مستقبلاً. { ومما لا شك فيه أن وقوف السيد المعتمد وأركان حربه وراء هذا العمل الكبير يدفعه نحو الأمام.. غير أن المشاركة الأهلية هي اليد العليا في نجاح هذه النفرة لا سيما الدور الكبير المنوط بالشباب والمرأة بغض النظر عن ألوانهم السياسية وأوضاعهم الاجتماعية. فلم يعد بالإمكان أن نكتفي بدور المتفرجين في أمر يتعلق بترقية مناطقنا السكنية وتوفير بيئة صالحة للعيش الكريم وإن كانت في حدود المتاح وبأبسط الإمكانيات ناهيك عن هذه السانحة الذهبية التي ينزل فيها المجلس المذكور بكل آلياته ليخصص لنا يوماً كاملاً يستحق أن نجتهد في الاستفادة منه حتى الدقيقة الأخيرة. { إنني وبكل الحب والعشم الأخضر أناشد كل الأهالي والمعنيين ضرورة الخروج والمساهمة في هذا المجهود الضخم.. وكل الذين يحملون رؤى جمالية محددة يمكنهم طرحها وإنزالها لأرض الواقع.. علماً بأن هذه النفرة ستكون بداية لقيام مباريات دورية كبرى في النظافة وإصحاح البيئة بين المناطق المختلفة تستدعي الحرص والتفاني والشعور بالمسؤولية حتى تكون جميع الأحياء على ما نتمناه من وقار وجمال حتى إذا ما أضنانا رهق الركض وراء الأرزاق وجدنا لنا متكأً وريفاً تحت ظلال أشجار الحي لنتسامر ونراقب صغارنا وهم يلهون ونستعيد ما انسرب من بين أيدينا من قيم التعاون والتراحم والتكاتف والنفير على أمل أن نفوز بكأس دوري النظافة المتمثل في قيمتي الرضا والارتياح. { تلويح: نظافة محليتنا.... مسؤوليتنا