أحدث بعض الإعلام المريخي جلبة وضوضاء خلال الأيام الماضية وأقحم أنفه في موضوع اللاعب مهند الطاهر مع إدارة الهلال وقد ألقمهم الغزال حجرا ضخما عندما نفى كل ما يثار وأكد التزامه وولاءه باللعب والتمديد للهلال لأنه الفريق الذي يستحق على الأقل داخل السودان ولا يوجد منافس له باعتباره الوحيد القادر على تمثيل السودان خارجيا بدليل أنه يظهر بصورة دائمة مع الأربعة الكبار فيما غاب بتوع التمهيدي. تعمد الإعلام المريخي الخوض في موضوع الغزال ليصرف الأنظار عن جملة من الموضوعات المريخية وأهمها إعارة قلق الذي كان أحق بثورة المدافعين عن حقوق الإنسان والمهتمين بقضايا المهمشين فقد أطيح بقلق وبقي بالكشوفات كلتشي والعجب والشغيل وراجي والسعودي. العذر كان أقبح من الذنب أن قلق مرهق بفعل المشاركات فيما لا يتفوق المريخ على هلال الساحل إلا في مباراة أفريقية واحدة خاضها في البطولة الرسمية خارج الأرض وخرج كالعادة عن الأدوار الأولى. وانصرفت جمعية المريخ العمومية عن أداء واجبها ليفوز الضباط الأربعة بالتزكية وخامسهم حسن يوسف. ولا يزال ملف الحضري متعثرا وفشل المجلس في إعارة وارغو الذي تمسك بحقه المالي مثلما فعل يوسف محمد ولكنهم أبرزوا ما للهلال وعجزوا عن إدانة موقف المجلس مع وارغو. من اللافت أن الهلال هو سيد الساحة والإعلام وأن انشغال أهل المريخ به أعماهم عن حسم جملة من الملفات التي ظلت عالقة دون أن تحسم وأهمها محاسبة الجمعية العمومية للمجلس على انسحابه الأخير من كاس السودان. قرر مجلس المريخ الانسحاب وأعلن ذلك على الملأ واحتقر الاتحاد ولم يتكرم عليه بخطاب يحمل معنى الانسحاب حتى لا تتجشم اللجنة المنظمة عناء ترتيبات المباراة. تعمد المريخ خرق القانون والتهكم على الاتحاد والهجوم على قيادته بصلف وغرور ولم تتحرك أي من لجان الانضباط المزعومة لتحقق أو تدين وانزوى الاتحاد ليكون نعامة أمام المريخ فيما استأسد على الهلال من قبل ليؤكد أنه أقل قامة من إدارة هذا الننشط الذي افتقد صرامة وشجاعة الدكتور شداد. وجاءت الطامة الكبرى من لجنة الاستئنافات التي أطلقت القرارات الأخيرة وأعادت الكرة لملعب الاتحاد لجس نبض الإعلام ومعرفة رد فعل مجلس الهلال. قرارات اللجنة تشجع الأندية على خرق القانون وتدمير المنافسة وإفشال الموسم وكان ينبغي أن توصي اللجنة الموقرة بتشديد العقوبات بل ومناداة قمة الاتحاد أن تضرب بيد من حديد على كل المتفلتين الذين حاولوا عرقلة انتصارات الهلال ونسف استقرار الموسم الرياضي. أما اللجنة المعروفة أحكامها سلفا فدعونا نتساءل عن مصير عدد من الاستئنافات ومنها مما يتعلق بالحضري وأديكو وغيرها من التظلمات وأهمها ما حدث للهلال في شندي. الأجندة الحمراء كانت حاضرة في قرارات اللجنة المذكورة ولهذا ما عادت تستقيم عندها الأمور ولا يرجى منها نصرة لمظلوم أو إحقاقا لحق لأنها باتت تطفف الكيل وهي غير مؤتمنة على حقوق الأندية. إذا تراجع الاتحاد عن القرارات التي أصدرتها اللجنة المنظمة فإنه بذلك يفتح أبواب التمرد أمام الأندية والفرق على كل المستويات وليس في كاس السودان فحسب. خسر الهلال الممتاز قبل أسبوع تقريبا من نهاية المنافسة وبموجب أحكام لجنة الاستئنافات كان على الهلال رفض أداء القمة في النهائي والاكتفاء بالمركز الثاني طالما أن العقوبات قابلة للنقض وتشجع على انتهاك القانون بتلك الصورة الصارخة. كان واضحا أن مجلس المريخ فكر في الفوز بالممتاز ليكون هو البرنامج الانتخابي ولهذا قرر التضحية بكاس السودان حتى لا يفقد البطولتين فتحدث الثورة الجماهيرية وتتحول إلى غضب ينعكس على الانتخابات. مجلس بهذه العقلية كيف يجد التعاطف والمساندة من أرفع لجان الاتحاد غض النظر عن المادة التي حوكم بها. ولا نستطيع أن نعفي الأستاذ مجدي شمس الدين من الضلوع في هذه الفضيحة فكيف فات على أعضاء اللجنة أنهم أخطأوا اختيار المادة المناسبة لمعاقبة المريخ أم أن في الأمر شيئا من حتى. يحتاج الاتحاد لغة حادة وصارمة وقوية فقد أثبتت الأيام أن الديبلوماسية تفسر ضعفا وعبرها تضيع الحقوق وقد أوشك الأخ الأمين البرير على إضاعة حقوق الهلال عندما قبل بالتأجيل ووافق على طلب المريخ لولا أن صحح وضعه أخيرا بالرجوع للمجلس. الهلال يعيش حالة من الضعف والفراغ وعقب انجلاء هذه السحابة وانقشاع الظلمة نرجو أن يتداعى الأهلة لتشكيل درع متين لصون حقوق النادي من الاتحاد الذي ارتمى بكلياته في أحضان المريخ والشواهد على ذلك كثيرة.