(ثانك يو).. (ميرسي).. (نيهاو)..(أوكي).. (نايس).. وغيرها كثير من الكلمات غير العربية التي صار الكثيرون يستخدمونها باعتبارها عنواناً للطف واللباقة و(الرقي)، ويكثر هذه الاستخدام أو يكاد ينحصر في فئة الشباب وخاصة طلاب الجامعات منهم.. وهو الأمر الذي يثير الكثير من الجدل.. إذ هناك من يرى أن لغتنا بها ما يكفي من المفردات التي تعبر عن الشخص كيفما يشاء، وأن هذه الأمر استلاب ثقافي سالب، ببغائيَّة، ويستدلون بأن الآخرين في الدول غير الناطقة بالعربية لا يستخدمون مفرداتنا في ثنايا حديثهم.. وفي المقابل يرى كثير من الشباب أن الأمر (عادي) وتطور - في نظرهم - للتعبير. (الأهرام اليوم) تجولت بين الآراء وخرجت بهذه الحصيلة: { متأثر بالدراسة الطالب حمدي بدأ مرحباً بنا بعبارة إنجليزية (well come)..! ثم قال إن سبب استخدامه للكلمات الإنجليزية البسيطة في حديثه دراسته في جامعة جوبا بالإنجليزية واحتكاكه بالإخوة الجنوبيين، بجانب حبه للأفلام الأجنبية ومتابعته للمسلسلات، وقال إنه لا يستخدم هذه العبارات من أجل اللطف أو التباهي، فهي - في نظره - سهلة جداً ويمكن لأي شخص استخدامها وليست بالشيء المعقد لكي (يتفشخر) الشخص بها، وليس في الأمر حرج إذا كان الشخص يحب اللغة الإنجليزية التي تعتمد في تعلمها على الممارسة، وليس عيبا أن يمارس اللغة مع اصدقائه والاسرة. { وسيلة للتعلم الشاب «نصار محمد» اتفق مع سابقه، وقال إنه تخرج في كليه الآداب قسم اللغة الانجليزية ويستخدم مفرداتها مع إخوته الصغار الذين باتوا يتعلمونها منه، حتى أن اخته الصغرى ترحب به بالانجليزية، وحين يذهب للنوم تقول له (happy dreems)، أي احلام سعيدة، وأضاف أنه لاحظ انجذاب اخته للغة الانجليزية عن طريق عباراته التي يتداولها مع افراد اسرته. { مجرَّد تعوُّد وتقول الشابة «ملاذ حاتم» إنها تستخدم هذه الكلمات ليس بسبب (البوبار) أو غيره لكنها تعودت على ذلك بسبب سماعها الكثير من الأغنيات الإنجليزية، لكنها لا تكثر منها إلا مع اشخاص يفهمونها في (الشات) في شبكة الفيسبوك. { تأثير شبكي ويرجع الأخ «محمد فضل» سبب انتشار استخدام هذه المفردات وسط الشباب إلى الانترنت، حيث صار على كل شاب يشترك في شبكة التواصل الاجتماعي، تعلم لغة تسمى (لغة الشات) وهي عبارة عن حروف انجليزية بالإضافة للأرقام التي يرمز كل واحد منها إلى حرف معين، وهذا ما جاء مع ثورة المعلومات التي صار تأثيرها واضحا حتى على طريقة الكلام، وختم محذراً: هذا أبسط تمظهراتها.. والله يستر..! { تقليد أعمى (كُرهتي في الدنيا زول يتكلم ليك بالعربي ويقوم يدخِّل ليهو كلمة بلغة تانية)..! هكذا خالف الشاب «عاصم محمد» آراء سابقيه، ورأى أنه على الشخص عدم التحدث بلغات غير العربية، واعتبر الأمر بمثابة التكبر او الافتراء والببغائيَّة، وقال إن من حق المستمع لكل شخص - سواء أكان بالبيت أو المدرسة أو غيرها - أن يفهم ما يقول، وأشار إلى أن بعض طلاب الجامعات والشباب يستخدمون المفردات الأجنبية من أجل (الوجاهات)، بالرغم من ان الكثيرين منهم لا يعرفون عن هذه اللغات سوى الكلمات التي يحفظونها. إلا أن محدِّثنا عاد واستطرد بأن الأمر يتوقف على حسب أيدلوجية المتحدث، قال إن هنالك بعض الأشخاص تعلموا خلال مسيرة حياتهم اللغة الإنجليزية أو غيرها حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم.. فتجد لسانهم يتجول بين اللغتين دون أن يعوا. { تقوية الدفاع..! ويتفق الأستاذ بمرحلة الأساس «محمد علي» مع سابقه في عدم استساغة إدخال مفردات أجنبية في حديثنا، وقال إن الأمر مرده طغيان الثقافة الأجنبية بسبب ضعف آليات الثقافة المحلية.. ورأى أنه لا بد من التركيز على تقوية الدفاع عن الهوية وتثقيف أبنائنا بتراثهم العظيم الذي يجعلهم يحسون بأنهم ليسوا أدنى من غيرهم.