الخرطوم- محمد عبد الله يعقوب- علاء الدين أبو حربة تواصلت ليالي مهرجان مواسم أفراح الاستقلال الذي أطلقه المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم بعنوان (إثراء الوجدان) مُحدثاً حراكاً وطنياً كبيراً بكل أرجاء الولاية الأم. وفي الأمسية الثانية قدمت فرقة يوسف حسن الصديق أغنياتها (وطني دمت حبيب) (ست الشاي) وأغنية (دنيتنا الجميلة) التي رددها الحضور. وأحيت فرقة موسيقى الشرطة الحس الوطني بحدائق المتحف بأغنية (أنا إفريقي أنا سوداني) وحمل الجمهور علم السودان عالياً وغيرها من الأغنيات والمقطوعات الموسيقية وكرّم الدكتور محمد عوض البارودي رئيس المجلس الأعلى أسرة المناضل محمد أحمد المرضي وشارك الشاعر تاج السر عباس بقصيدة تحية للزعيم إسماعيل الأزهري (وكتير بتناسى إيديا) وشدا الشاعر التجاني حاج موسى ب (نيلك، تباريح الهوى) التي طلبها الجمهور وزيَّن الأمسية الفنان علي إبراهيم اللحو بأغنياته الحماسية (الكنينة، ما دام نسى العشرة) وغيرها من الأغنيات التي تفاعل معها الحضور حتى المسؤولين، وجاءت وصلة عقد الجلاد وضجت جنبات حدائق المتحف القومي بمقاطع عدد من الأغنيات (عزة في هواك) (مقتول هواك أنا يا كردفان) بمشاركة الدكتور عبد القادر سالم وأغنياتهم التي رددها الجمهور بقوة (شين ودشن، عطبرة، حاجة آمنة، كل ما نقول، فاجأني النهار، سارة) وهنأ الدكتور عبد الرحمن الخضر الشعب السوداني بمناسبة أعياد الاستقلال والمجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة ومحاولتهم صنع الفرح، وطالب الوالي بمد وقت الأمسية ساعة كاملة من أجل الجمهور. وفي الليلة الثالثة استضاف مسرح خضر بشير بالخرطوم بحري واحدة من أروع ليالي الاستقلال حيث قدمت فرقة الأكروبات السودانية باقة من عروضها الشائقة، ونثر الشاعر محمد أحمد سوركتي درر القريض في شمبات الجميلة عبر نصوصه القوية (هدهد سبأ) وغيرها فيما طرحت فرقة الخرطومجنوب للموسيقى أقواس كمنجاتها جسراً ببحر الليل عبر مقطوعات «أرضنا الطيبة»، ليالي الفونج، حلات بلدي، حب الناس ورحماك يا ملاك ، من توزيع الموسيقار أسامة بابكر بيكلو. ثم اعتلى المطرب محمد ميرغني خشبة المسرح وقدم أغنياته «اشتقت ليك، الوردة، الريدة، وكلمني حاول حس بي» ولكن السنوات أبت إلا أن تخبر بما فعلته في صوته وتطربيه وهو يتوكأ على عصاه مسنوداً على كرسي وكأنه يقول كلمته الأخيرة ورغم هذه المعطيات تفاعل معه الجمهور تقديراً لعطائه السابق. الشاعر صلاح حاج سعيد أعاد ذكرى الراحل مصطفى سيد أحمد بعد أن قدم رائعته التي تغنى بها «عارفني منك ثم ما قلنا ليك ولسه بيناتنا المسافة» وكان موفقاً جداً. معتمد بحري قدم كلمة قصيرة حيَّا فيها جهود المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة في إثراء وجدان الشعب السوداني مستلهماً قيم الاستقلال المجيد فيما حيَّا رئيس المجلس مواطني بحري، ثم أشعل المطرب النور الجيلاني مدرجات مسرح خضر بشير التي ضاقت بأهل بحري الكبرى وهو يردد في صحو الذكرى المنسية، الناحر فؤادي لخضر بشير عرفاناً له، كداروية ومسافر جوبا التي جعلت الأرض ترقص معه وكانت ليلة. وكان الوزير البارودي قد افتتح المعرض التشكيلي المصاحب بمشاركة العديد من التشكيليين. وفي الأمسية الرابعة امتلأ مسرح شرق النيل الذي يسع ثمانية آلاف شخص لحوالي ستة عشرة ألف متفرج غير الذين لم يستطيعوا دخول المسرح من جمهور الفنانين محمود عبد العزيز وصلاح بن البادية الذي تغنى ب (سال من شعرها الذهب، فات الأوان ، صدفة، حننوهو، عايز أكون، بهجة ومسرة) وتفاعل منقطع النظير للجمهور الذي ردد الأغنيات بقوة والحوت كما هتف جمهور محمود عبد العزيز الذي قدم عملين جديدين أحدهما من كلمات الشاعر طه المكاشفي بعنون «موطني» واشتدت صيحات الجمهور مع أغنية (الفات زمان) وكتر في المحبة وشاركت فرقة أحمد الفكي للأطفال بأغنية مراجيح وغيرها وشاركت الشاعرة سعادة عبد الرحمن التي ضج المكان بقوة كلماتها ثم الشاعر السر دوليب الذي شدا ب (مهيرة السودان، سودانا الغالي، مسامحك يا حبيبي) وكرَّم رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة محمد عوض البارودي أسرة المناضل أحمد خير المحامي وقدمت فرقة سلاح الموسيقى بقيادة الدكتور محمد سيف عدداً من المقطوعات الموسيقية وصاحب الأمسية تنظيم رائع من محلية شرق النيل لمعرض التراث وفرقة المستقبل للرقصات الشعبية وكانت الأمسية الأروع حتى الآن بين أماسي مهرجان مواسم الاستقلال . وفي الليلة الخامسة توشح مسرح الطابية والبوردين بأم درم مان بالثريات المضيئة بحضور رئيس المجلس الدكتور البارودي ورئيس لجنة الإعلام الدكتور هاشم الجاز ولفيف من المهتمين بالثقافة وجمهور ضاقت به باحة الطابية حلو ضيوفاً على معتمد أم درمان الفريق التهامي. قدمت فرقة الأكروبات وصلتها المعتادة ثم نثر الشاعر عبد العظيم أكول درر القريض وهو يخاطب الوطن في عيده، وجاء المطرب خالد محجوب ورفع راية النضال ثم أنا إفريقي أنا سوداني، وختمها بيسعد صباحك يا وطن. بعدها كرَّم المجلس أسرة إمام الأنصار الراحل الصديق عبد الرحمن المهدي كأحد رموز الاستقلال، وهو والد الإمام الصادق المهدي بحضور نجلي الصادق. معتمد أم درمان فتح أبوابه لرعاية الثقافة والفنون والاهتمام بالمرأة في كلمته القصيرة التي ألقاها بعده تغنى المطرب العالمي دكتور عبد القادر سالم فقدم يا وطني سوداني، كلما قلت نغني، مكتول هواك يا كردفان، بمصاحبة فرقة الفنون الشعبية عبر رقصة المردوم التي شارك فيها الوزير البارودي ونائبه الجاز. أما الشاعرة المتألقة نضال حسن الحاج، فقد رفعت سقف القريض عالياً وهي تقدم السهل الممتنع وتخاطب أهل السودان مستعيدة الماضي الاجتماعي في أبهى صوره، ودلفت للعاطفة فسبرت أغوارها في قلوب العذارى اللائي احشتدن بمسرح الطابية وسط صيحات الشباب. وختم الليلة ملك الجاز شرحبيل أحمد بباقة من أغنياته الجميلة خبَّرت عنها رائعته الليل الهادي في ليلة وصل صداها تخوم جبل كرري معقل التاريخ والوطنية.