الثقة التي يوليها القارئ للصحفي أو الكاتب تجعل من الأخير يعيش شقاءً مستتراً تحت وطأة أنه يجب ودائماً أن يكون على ذات المسؤولية والثقة تلك. ويحسب البعض خطأً أنها تعني الوصول إلى حدود بلدة النجاح والشهرة! وشهرة الخدمات السلبية في المراكز الصحية تفوق كل المتوقع، فالأغلبية من عامة الشعب يرفضون الذهاب إلى المراكز الصحية في الأحياء لأسباب تتعلق بنقصان الثقة والشقاء المعلن الذي سيواجه به المريض ومرافقه إذا حالما وطئت أقدامهما محمية المركز. والفوضى المنظمة في المراكز تبدأ بعدم وجود مدير يدير تلك المساحة الصحية التي يجب لها أن تكون على قاعدة الهرم العلاجي بالنسبة للمرافق الصحية، وتنتهي الفوضى بطرد المرضى إذا لم يستوفوا شروط المركز التأديبية! والأدب السوداني الذي ما زال يمشي بين الناس - رغم التردي الفظيع في الأخلاق الإنسانية والمهنية - هو ما ألزم الشاب (أمجد حسن محمد) بكتابة ما رآه حول تردي الخدمات في مركز (صحة الأسرة المرجعي) بالكلاكلة الوحدة وصنقعت. - طبعاً حالما تنشر رسالته، ستأتي مرافعات المركز حول أنه كلام غير صحيح! فإننا لن نستوفي أبداً شروط وأدب الخلاف والاعتراف بالذنب؟ - والرسالة تحكي: (تحية الإجلال والتقدير وتحية القلم الحر والروح التي تتنفس زفرات معاناة الناس السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. في ما يتعلق بالرسالة فإننا نناشدكم طرح قضية (مركز صحة الأسرة المرجعي الكلاكلة الوحدة وصنقعت) المركز الصحي سابقا للملأ. ولا بد من إيضاح أوَّلي فقد كان له جزيل الشكر وكثير الامتنان السيد (عبد الرحمن الخضر) والي ولاية الخرطوم إذ افتتح المركز بعد اكتمال عملية الصيانة والتهيئة من حيث المبنى والأجهزة والمعدات الطبية وكان لنا عظيم الشرف باستقباله في حفل الافتتاح، ولا ننسى مجهودات وزارة المالية ولاية الخرطوم كما نشكر كمواطنين كل من ساهم في هذا العمل وهذا الإنجاز ورعاية البرنامج التكميلي الولائي له. لكن وما إن افتتح المركز إلا وأدركنا أنه كان افتتاح مبنى من غير كادر طبي كامل علما بأنه مجهز بأحدث الأجهزة الطبية. لكن هنالك فوضى فوق التصور (الدكتور الليلة ما جاي - بتاعت المعمل مافيشة - شاش ومواد تعقيم مافي - نحنا يوم السبت ما بنشتغل)...الخ من الأعذار وعدم انضباط في مواعيد العمل الرسمية وقد قدمنا بعض الشكاوى ولم نجد الرد الشافي أو الوافي. حتى أصبحنا لا ندري من المسؤول اللجنة الشعبية أم المحلية أم وزارة الصحة؟ وما يجب توضيحه أن المركز يغطي منطقة الكلاكلة صنقعت والوحدة وهي من أكبر مدن الكلاكلات وقد تم افتتاحه قبل فترة وجيزة تناهز العام. لكن الصورة التي أصبحت في ذهن كل مواطني تلك المنطقة أنهم حين ذهابهم إلى المركز لن يجدوا سوى عمال النظافة!! والمدهش والمبكي، أنه وقعت حادثة - سمها طريفة - يوم تركيب لافتة للمركز تشاجرت اللجنة الشعبية لصنقعت مع نظيرتها للوحدة هل يكتب على اللافتة (مركز صحي الوحدة وصنقعت)؟ أم مركز صحي (صنقعت والوحدة)؟! لن أطيل فما خفي كان أعظم والتفاصيل محبطة للغاية. أرجو منكم وكما عودتمونا دائما النظر لهذه القضية بعين الصحافة الحرة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. (أمجد حسن محمد - مهندس - الكلاكلة الوحدة) تعليق: والمركز رغم هندسته وصيانته وأهميته الصحية والمجتمعية إلا أن ما ذكره الشباب كان مخففاً إذا تمت مقارنته بحالات يومية تمشي بين ناس الكلاكلة.. تجعل من صحة أسرهم في حالة خطر مستدام. هي إشارة فمن يتوقف لمساءلة أو محاسبة...؟