أعلن الاتحاد المصري اعتبار الموسم الحالي مناسبة لتطبيق الاحتراف بمفهومه الحرفي الواسع العريض كما نادى بتطبيق ذلك الفيفا ونتوقع أن تكون التجربة المصرية ناجحة بالقياس على توفر البنيات التحتية والمعرفة المسبقة بتطبيق نظام التعاقدات وقد خطت معظم الأندية خطوت بعيدة في هذا المجال. وخير مثال على ذلك تجربة الأهلي القاهري في تسجيل وقيد اللاعبين الأجانب وإفراده قسما خاصا للتعاقدات يوكل إليه بشكل كلي تحديد اللاعبين والتعاقد معهم والاتفاق على مقدم العقد والرواتب وغيرها كما سن الأهلي نظاما عاما ممتازا للغاية في السفر بحيث تتولى هذه المهمة لجنة خاصة تخطط قبل ظهور نتائج الأدوار الأفريقية وتخاطب شركات الطيران وتختار أفضلها وأيسرها وأقلها إرهاقا للاعبين كما تقوم اللجنة بالسؤال عن الفنادق والملاعب وتسبق البعثات وتؤمن الموقف قبل مغادرتها ولهذا تختفي معاناة الأهلي في السفر. مصر مؤهلة لتكون من الدول الأفريقية المتقدمة في تطبيق الاحتراف وفق المنظور الدولي لأنها تنطوي على خبرات وكفاءات معروفة وتطلق السلطة اليد الفنية لتحديد المشروعات بما يحقق للدولة المكانة في العالم أجمع. وعلى العكس نتوقع أن تضطرب التجربة السودانية لأن الاتحاد لم يعلن أن هذا الموسم سيكون الانتقالي أو التجريبي في رحلة الانتقال لتطبيق تعليمات الفيفا. الأندية نفسها ومن قمتها الهلال والمريخ تعاني فقرا مدقعا في الكفاءات وتتعامل بطريقة رزق اليوم باليوم ولا يوجد منهج محدد ولا قراءة ولا تخطيط للمستقبل ونتوقع أن يعاني الاتحاد مع الأندية ويطلب مهلة من الفيفا بعد انقضاء الفترة المحددة لتوفيق الأوضاع. الاتحاد نوعا ما أحسن من الأندية وقد حاول اللحاق بركب التحولات الدولية ونجح إلى حد معقول في نقل التقانة الحديثة في التسجيلات والمخاطبات وغيرها ولكنه لا يزال رهينا للقديم بتعقيداته التي أقعدت بالكرة السودانية ومنها القيود الحديدية المفروضة على انتقالات اللاعبين بمزاعم ودعاوى حماية الأندية والفرق الضعيفة من تغول القمة. مع أن الفيفا وفي كل تشريعاته لم يفرض حصانة لناد بل دعا لتحرير اللاعبين وجعل الرغبة والاتفاق معيارين للانتقالات. يتعين على الاتحاد السوداني العمل بجدية أكبر وبوتيرة أوسع على تعديل القواعد العامة أو قصرها على الأندية الأخرى غير الممتازة وتصميم لائحة خاصة للدرجة الممتازة تتوافق مع موجهات الفيفا في ما يتعلق بالتسجيلات والانتقالات والإعارات وتنظيمها وتحديد قيد زمني قاطع بداية الموسم ونهايته وإعادة النظر في الموسم الطويل ووضع اللاعبين أمام تحدي البرنامج المضغوط وأداء مباراتين في الأسبوع الواحد مثلما يحدث في العالم رغم قناعتنا بمستوى التغذية والفوارق الاجتماعية وتأثير المجتمع على اللاعب ومشاركته في كل المناسبات. التحول يبدأ من النادي ويتعين على كل الإدارات المعنية بالانتقال لنظام الفيفا إحداث ثورة كبيرة في المفاهيم العامة وتحويل النظريات والورش إلى لوائح وقبل ذلك إدارة حوار واسع مع كل القطاعات المؤثرة والاستنارة برأيها حتى يتسنى لها اللحاق بالركب. الإسماعيلية!! قرر الهلال إقامة معسكر الفريق الإعدادي بالإسماعيلية وحسم الأمر بعد تردد ما بين القاهرة وأديس. الخيار الأخير هو الأنسب رغم تخوفنا من برودة الطقس التي قد تؤثر على اللاعبين وتهدد برنامج الجهاز الفني. ونتوقع أن يعاني الهلال في الحصول على تجارب إعدادية مع فرق مصرية نظرا لاحتدام التنافس في الدوري المصري. ونعلم التزام المدربين هناك بالبرنامج وعدم التعاطي أو القابلية مع أي برامج اضطرارية. ونتمنى أن يكون المعسكر منضبطا حتى تتحقق كل الأغراض لأننا لمسنا أن الفريق يعتمد بالكامل على الإعداد في بداية الموسم ولا تتوفر له فرص أخرى أثناء الموسم حتى ما بعد يونيو لا يكون مثاليا ولا يتفاعل معه اللاعبون بالصورة المطلوبة.