في الثامنة والعشرين من عمره، غير أن كل اختصاصيي «الهارويرد» في عالم الموبايل بالخرطوم عندما تقف العقبات أمامهم حيال إصلاح أي هاتف جوال، فإن آخر العلاج يكون «الكي».. وفي عالمهم يقولون للزبون «بعد ده أمشي وديهُو البرج للهندي». «الأهرام اليوم» دون أن تحمل جوالاً متعطلاً، دخلت ورشة الشاب «الهندي الزبير أبشر» بسوق نيفاشا القديم للهواتف الجوالة ووجدت طالبي خدمته يتحلقون حوله.. فسألته عن البدايات في هذه المهنة، فأجاب أنه من مواليد العام 1984 ودخل دنيا الموبايل في عام 1997م وحينها كان طالباً بمدرسة الخرطومالجديدة الثانوية.. وعقب تخرُّجه منها واصل فيها حتى أصبح اسماً معروفاً. «الهندي» أبان أنه في بداية ظهور الهواتف الجوالة في السودان كان الزبائن يقدسون الأجهزة ويخافون عليها.. وضحك عالياً وأردف: «كنا نفتح الجهاز الصامت من ماركتي أريكسون (طوبة) وموتوريلا بمبلغ 25 جنيهاً، وإذا دقَّق صاحبه في الإعدادات لقام بهذا العمل بنفسه ولكنه كان يصر على أن يأتي به إلينا». وأكد أن الشعب السوداني الآن يمتلك ثقافة جيدة في الموبايل. وعن تخصصه أشار إلى احترافيته الجيدة في جميع الآيفونات، النوكيات، البلاك بيري، سوني أريكسون HTC والسامسونج خاصة في هواتف الجيل الخامس منها مجتمعة.. مردفاً أن الأجيال الأدنى لا تحتاج لفني بدرجته ويمكن لأي مبتدئ أن يُصلح أعطابها. وعن أجهزة «المواسير» التي يبيعها البعض للناس رمى الهندي باللائمة على الزبون، وقال إنه يسمع ويرى ويمضي ليرمي بنفسه إلى التهلكة.. ونصح الجميع بأن يشتروا من الفترينات أو المحلات وألا يقربوا الباعة المتجولين لأن معظم أجهزتهم مغشوشة والكثير منها لا يمكن إصلاحه إطلاقاً. وحول اسمه، أكد الهندي أن والده أحد مؤيدي ومحبي الحزب الاتحادي الديمقراطي، وكان معجباً بالزعيم الراحل الشريف زين العابدين الهندي، وعندما رُزق بولد أطلق عليه اسم «الهندي» تيمُّناً بذلك الزعيم، وكان هو من نال هذا الشرف، مردفاً أن هذا الاسم ساهم في شهرته وأبان أنه سعيد في أن يكون هناك صحافياً مشهوراً يحمل ذات الاسم، وتمنَّى أن يلتقي به. وعن اكتسابه لأسرار المهنة أبان أنه يتابع برامج الصيانة منذ عام 1999م عبر شبكة الإنترنت، وهو عضو في جميع قروبات المهندسين والفنيين في الوطن العربي ويتبادل معهم المعرفة بصورة يومية. وختمنا معه حديثنا بقولنا: يرى جميع من في البرج و(نيفاشا) أنك أشطر فني موبايل في السودان. فطأطأ رأسه وقال: العلم بحر. وما في زول بلحق حدو وفي ناس أشطر مني لكن الظروف ما ساعدتهم بالموقع أو الإمكانات.