منعت السلطات الأمنية وفداً من قوى الإجماع الوطني من الوصول إلى مدينة الدامر بولاية نهر النيل والتضامن مع المعتصمين من أبناء (المناصير) المتضررين من إنشاء سد مروي. واحتجزت السلطات سيارات الوفد بمدينة شندي واستفسرتهم عن هوياتهم وأسباب زيارتهم إلى الولاية وأرجعتهم إلى العاصمة الخرطوم بحجة أن قضية المناصير (مطلبية) وليست (سياسية). وطالبت القوى السياسية بإقالة وزير الكهرباء والسدود أسامة عبد الله ووالي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله، وكشفت عن إستراتيجية جديدة سينتهجها المعتصمون في الدامر وعلى رأسها نقل الاعتصام إلى الشوراع والميادين العامة بالعاصمة الخرطوم ابتداء من الأسبوع المقبل. وقال رئيس الوفد رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، في مؤتمر صحفي بدار الحزب بأم درمان أمس (الجُمعة) إن قوى الإجماع الوطني ارتأت زيارة المناصير ومناصرتها ومدها بالمزيد من الضوء تفادياً لمحاولات قتلها ونسيانها ودفنها في (التراب) من بعض الجهات، ونوّه الشيخ إلى أن القضية (سياسية) سيما وأن الحكومة والمؤتمر الوطني جهات سياسية تسببت في الأزمة وصنعتها، واعتبر تصوير العمل السياسي ب(الشيطاني) خطل قول لا ينطلي على القوى السياسية، مبيناً أن قوى الإجماع ليست ضعيفة كما يشيع المؤتمر الوطني، وستزلزل الشارع العام حال السماح لجماهيرها بالنزول إلى الميادين العامة. من جهته سخر فاروق أبو عيسى من اتهام الحكومة للتحالف بالضعف، وقال إنها رغم ضعفه المزعوم تمنعه من ممارسة أبسط الحقوق مثل زيارة المناصير بمدنية الدامر، مبيناً أن قضية المناصير واضحة ومعترف بها من الحكومة ورئاسة الجمهورية وحكومة الولاية، وانتقد مداهمة الحكومة لداخليات الطلاب بالجامعات وإغلاق جامعة الخرطوم، وعاب أبو عيسى الهجمة التي وصفها بالشرسة على الحريات ومصادرة وإغلاق الصحف، واستنكر اعتقال القياديين بالمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي وعلي شمار والقيادي بحزب البعث محمد حسن عالم (البوشي) دون تقديمهم إلى محاكمة عادلة أو تقديمهم إلى النياية والتحقيق، وعدّه اعتقالاً تعسفياً، وأشار إلى ظهور شائعات بمقتل البوشي تحت قسوة التعذيب، مبيناً أن قوى الإجماع قررت تقديم مذكرة إلى جهاز الأمن غداً (الأحد) ومطالبته بتقديم موقف شجاع ومسؤول تجاه قضية (البوشي)، وكشف عن عزمهم الاتصال بالمنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة وحقوق الإنسان للتضامن مع قضية (البوشي)، وقال أبو عيسى إن النظام (روحو محرقاه)، مشيراً إلى تحدث دهاقنة الحركة الإسلامية في المذكرة التصحيحية عن الفساد والمحسوبية والرشاوى. وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر إن النظام يدعي الإسلام ويترك شعبه نهباً للبرد القارس. من جهته قال ممثل الحزب الشيوعي علي الكنين إن النظام الحاكم أصبح (مهلهلاً) وجثة هامدة. من جهته قال ممثل الحزب الوطني الاتحادي والمناصير عز الدين جعفر إن أهله المعتصمين بالدامر سينقلون اعتصامهم إلى العاصمة الخرطوم.