ظرف طارئ حال بيني السبت الماضي وبين حضور الإفطار الذي أقامه بمنزله بالخرطوم أحمد الشيخ عووضة معتمد الدبة السابق والمنسق الحالي للولاية الشمالية على شرف الدكتور عدلان محمد أحمد استشاري الباطنية في مستشفى كاردف عاصمة ويلز ببريطانيا. وحضر الدعوة بعض أبناء الدفعة التي كانت دفعة متميزة امتحنت الشهادة السودانية فى مارس 1970م من مدرسة كوستي الثانوية الشهيرة بمدرسة القوز . وكان أحمد الشيخ عووضة هو أولنا فى امتحان الدخول للمدارس الوسطى في كوستى عام 1962م وكان اسمه امتحان اللجنة وكان عدد الممتحنين تسعمائة وثلاثة وثلاثين تلميذاً والتحقنا بالأميرية وعدلان بالأهلية وكنا فى الأميرية بالمرصاد لأحمد الشيخ عووضة إذ حرمناه من الأولية ففي السنة الأولى كنت أنا الأول وفى السنتين الثانية والثالثة تبادل المركز الأول عمر محمد النعيم المحاضر بكلية الطب والمهندس نورالدين جبارة وفي السنة الرابعة كان الأول هو محمد عبدالرحيم الذي أصبح رابع السودان في امتحان الشهادة السودانية عام 1970م وتخرج في كلية الطب بجامعة الخرطوم ثم حصل على الدكتوراه من بريطانيا في المايكروبايولوجي . وفي ذلك الوقت من أول ستينات القرن الماضي كانت هناك ثلاث مدارس وسطى بكوستي هي الأهلية التي أنشأها مؤتمر الخريجين والأميرية أي الحكومية ومدرسة التيجاني التي أسسها التيجاني محمد خير شقيق الزعيم الطيب محمد خير قطب الحركة الاتحادية ومؤسس حزب الأحرار. وكانت مدرسة القوز هي المدرسة الثانوية الوحيدة في كوستي في ذلك الوقت من الستينات وتأسست في عهد نوفمبر وكان وزير التربية والتعليم هو اللواء طلعت فريد وفي كل ولاية النيل الأبيض كانت هناك فقط مدرستان ثانويتان هما القوز بكوستي والنيل الأبيض بالدويم . وفي القوز الثانوية وجدنا أكفأ الأساتذة الناظر وينجت برسوم وأستاذ الرياضيات محمد حسن سيد وأساتذة اللغة الإنجليزية الخواجة وودوارد وعبدالرحمن الشيخ وعبدالجليل وما زلنا نذكر مستمتعين ذلك الكتاب المهم الخطير الذي قام بتدريسه لنا الأستاذ عبدالجليل وهو كتاب مزرعة الحيوان الذي يفيض بنقد التجربة الشيوعية فى الاتحاد السوفيتي وقد ألفه جورج أورويل الأسكوتلندي الذي كان أصلاً ضابط شرطة . والتحق كثير من أبناء تلك الدفعة التي احتفل عووضة بأحد متفوقيها السبت الماضي بجامعة الخرطوم التي كانت تهز وترز وكانت لها شنة ورنة والتحق آخرون معدودون بالجامعات الأوروبية منهم الدكتور معاوية الصادق حميدة والمهندس إسماعيل محمود إسماعيل وبالجامعات المصرية منهم الدكتور علي محمد عمر . ولقد كانت فرصة حال الظرف الطارئ بينى وبين انتهازها لألتقي ببعض زعماء تلك الدفعة في بيت عووضة على شرف الدكتور عدلان من أمثال المهندس محمد عبدالرحمن والمهندس الزراعي محمد حسين اللواء والمهندس عراقي والدكتور علي محمد عمر والدكتور عبدالرحمن عثمان. وللدكتور عدلان أصدق أمنيات التفوق في مشواره الفاخر ببريطانيا وسط أشهر أطباء العالم فهو نموذج مشرف للطب والأطباء رفع ويرفع رؤوسنا جميعاً في كوستي وفي ديم القراي وفي كل الوطن العظيم. وكل الشكر لعووضة الأول الذى انتزعنا منه أوليته ومنعناه من أن يهنأ بها كثيراً وكان من أولئك المرموقين من زملاء تلك الدفعة التي تخرجت في مدرسة القوز بكوستي في مارس 1970م.