بالسلام الجمهوري الذي وقف له كل رواد المسرح القومي مساء الأربعاء الماضي، بدأت الليلة الختامية لمهرجان أيام الخرطوم المسرحية في دورته التنشيطية الرابعة. المقرئ الشيخ إبراهيم كمال الدين افتتح الختام بآيات من سورة يوسف، فيما ضمت تشريفة المهرجان نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف، وزير الثقافة السموأل خلف الله القريش، وزير الدولة للثقافة مصطفى محمد أحمد تيراب، رئيس المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم د. محمد عوض البارودي، محمد علي أحمد الوزير برئاسة الجمهورية، د. عابدين وزير تنمية الموارد البشرية، معتمد أم درمان الفريق أحمد إمام التهامي والمستشار الثقافي السعودي بالإنابة سعد عبد الله الجربوع. { نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية قال في كلمته إنه بعد أن عاش أحداث أيام الخرطوم المسرحية، أدرك حرص رئيس الجمهورية الذي كان حريصاً جداً على بقاء وزارة الثقافة مستقلة أكثر من حرصه على أية وزارة أخرى أثناء مشاورته معه قبيل التشكيل الوزاري الأخير. وأضاف أنه لمس ذلك منه إذ أنه أي الرئيس يرى أهمية وزارة الثقافة لأن الشعب يحتاج إليها في كل مناحي حياته. وأبان الحاج آدم أنه بثقة رئيس الجمهورية في أهل الثقافة فإن مهمتهم تجاه المجتمع قد تضاعفت الآن، ونادى بأن تدخل الثقافة في المناهج الدراسية، ممثلاً بأبجديات المسرح التي تلقاها هو عندما كان تلميذاً بالمدارس الأولية في السابق، ملزماً وزارتي الثقافة والتربية والتعليم بتكوين شراكة لإقرار منهج دراسي للطلاب عبر مناشط غير صفية تحتوي على الفنون والمسرح والموسيقى والرياضة، شريطة أن توضع بأسس علمية مدروسة. منوِّهاً لدور مجلس التعليم المهني والتقاني الذي سيهتم بهذا الأمر. ووجَّه وزارة الإعلام بعكس جميع المناشط الثقافية بالبلاد عبر جميع وسائلها المسموعة والمرئية والمقروءة حتى لا تتخلف ثقافتنا عن باقي دول العالم مردفاً لكي نكون خير أمة أخرجت للناس ليس في المساجد فحسب، بل في كل شيء. وترحًّم نائب الرئيس على كل رواد الدراما الذين رحلوا وأعلن التزامه التام بدعم المناشط الثقافية بالبلاد مؤكداً تحمُّله لكافة تكاليف الإنتاج المسرحي للعام 2012م حتى تكون الحركة المسرحية مستمرة من أجل أن يتعلم النشيء معمماً التجربة في كل ولايات السودان. وأعلن دعمه لكل القوافل الثقافية التي ستطوف أرجاء السودان منذ الآن، موضحاً أن المسرح بل الثقافة عموماً لا تقل شأناً عن السياسة. وأشاد بالصحافة السودانية لاهتمامها الدائم بالثقافة مبشراً وزارة الثقافة بانطلاق قنوات خاصة بالثقافة في القريب العاجل. وختم بقوله إن الدولة مهتمة بكل المبدعين وتكريمها للرائد المسرحي عثمان أحمد حمد (أبو دليبة) هو تكريم لكل المبدعين. ومازح الدراميين بأنه إن طلبوا منه أن يمثل معهم فهو على استعداد لذلك. { وزير الثقافة السموأل خلف الله وزير الثقافة أبان أن أكثر من 39 فرقة مسرحية تقدمت للمسابقة وتم تصعيد ثماني منها فعادت الحياة للمسرح القومي بعد موات طويل. وأضاف أن الأعمال التي لم تفز لم تكن غير جيدة ولكن أقصتها شروط لجنة المهرجان الخاصة بزمن العرض، معلناً مشاركتها بولايات السودان مع التزامه بتوفير النثريات والمعينات. وأبان بأن معتمد أم درمان الفريق أحمد التهامي قد وعد الدراميين لحظة افتتاح دارهم بحي الموردة بأم درمان عصر الأربعاء الماضي ببنائه لقطعة الأرض التي منحتها الدولة لهم وسيسلمهم داراً كاملة قريباً، وأمَّن السموأل على دعم الدراما التلفازية والإذاعية، كاشفاً عن قيام هيئة للسينما والمسرح وعن جوائز سنوية ستمنحها وزارة الثقافة لأوائل كلية الموسيقى والدراما. { مدير المهرجان وكيل وزارة الثقافة ومدير المهرجان خالد أبو سلب تحدث عن اسهامات الرعيل الأول من الدراميين من الذين رحلوا والذين عجزوا عن حضور أماسي المهرجان بعد أن أقعدهم المرض مؤكداً أنه لولا وقفة نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف لما كان لهذا المهرجان أن يرى النور. { رئيس اتحاد الدراميين المسرحي طارق البحر رئيس الاتحاد العام للدراميين السودانيين قدم بيان الاتحاد، مبيناً أن الدراما قد نالت حظها من الدولة تماماً مؤكداً اسهامات وزارة الثقافة في إحياء هذا الفن بعد أن كاد أن يموت وطالب بعدد من الاستحقاقات ممنها: - إلغاء كافة الضرائب والرسوم التي يتم تحصيلها من العروض المسرحية والأعمال الدرامية بالوسائط المختلفة. - إلزام الوسائط الإعلامية المسموعة والمرئية بمساحة ثابتة للإنتاج الدرامي وبميزانيات تناسب وشروط الإنتاج الأمثل. - وضع خارطة لموسم مسرحي ينتظم كافة مسارح السودان بمشاركة الجميع. - مجانية الإعلان لهذا الفن بالوسائط الإعلامية القومية. فيما طالبه مقرر لجنة التحكيم د. صالح عبدالقادر بتعديل اسم المهرجان ليصبح مهرجان أيام السودان المسرحية شاملاً كل ولايات السودان. { التكريم كرَّم أهل الدراما نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف فيما وقف سيادته ومعه وزير الثقافة وباقي الوزراء وكرَّموا أهل الدراما على الوجه التالي: - لجنة النصوص: د. سعد يوسف ود. عثمان البدوي - لجنة المشاهدة: قاسم أبوزيد، أحمد إسماعيل، محمد عبد الرحيم قرني، ناهد حسن، قسم الله الصلحي. - جائزة التأليف المسرحي نالها كل من: محمد خلف الله، عبداللطيف الرشيد، مصطفى أحمد الخليفة، جعفر سعيد الريح، الضو محمد نور، أمين محمد صديق وأحمد الطيب كمال الدين ونال كل منهم عشرة آلاف جنيه سوداني. { جوائز المهرجان - جائزة التأليف نالها حسبو محمد عبدالله بمسرحية (ديل مالن). - جائزة الإخراج نالها مناصفة الفاتح علي الإمام (الخراشين والدكتور) وأمين صديق (نوم يا مرحوم). - جائزة السنوغرافيا: نالتها نجوى حسن رزق مصممة سنوغرافيا «عربة الموتى». - جائزة التمثيل دور أول رجال: نالها الطيب شعراوي وصديق أحمد نور الدائم. - جائزة التمثيل دور ثانٍ رجال: نالها محمد آدم السراج (الخراشين والدكتور). - جائزة التمثيل دور أول نساء: نالتها نايرة إسماعيل موسى (الخراشين). - جائزة التمثيل دور ثانٍ نساء: نالتها سحر إبراهيم (نوم يا مرحوم). وطالبت لجنة التحكيم بتحفيز الطفل أحمد حسن والمخرج فتح الرحمن عبد العزيز ومحمد الشيخ الماحي. { عربة أمجاد كرَّم نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم يوسف المسرحي الرائد عثمان أحمد حمد (أبو دليبة) شخصية المهرجان بعربة أمجاد جديدة وسلَّمه أوراقها ومفتاحها. وكانت تقف في باحة المسرح القومي متوَّجة بالزهور والزينة. { بانوراما وكانت الليلة قد شهدت بانوراما عن تاريخ الدراما قدمها المسرحي عبدالرحمن الشبلي وهو يرتدي زي ملوك السودان القدماء بمعيته عدد من النجوم الشباب عبر شاشة أظهرت صور الرواد خالد أبو الروس، الفاضل سعيد وعثمان حميدة تور الجر، مع مشاهد حية لمسرحية لكل منهم أضحكت الجمهور وبعدها أجريت مراسم جرتق عريس كامل لشخصية المهرجان عثمان أحمد حمد أبو دليبة وأُلبس الهلال على جبينه مع أغنيات الجرتق السوداني المعروفة مع التصفيق الحار جداً لجمهور المسرح الذي ضاقت عنه المدرجات وكانت ليلة.