تعثرت القمة التي جمعت أمس الجمعة الرئيس عمر البشير بالرئيس سلفاكير ميارديت في أديس أبابا بحضور الرئيسين الكيني مواي كيباكي والإثيوبي ملس زيناوي، في التوصل إلى اتفاق بين السودان والجنوب حول أزمة النفط. وكشفت مصادر بأديس أبابا عن تراجع سلفاكير ميارديت في اللحظات الأخيرة عن التوقيع على اتفاق إطاري بينه ورئيس الجمهورية، وكشفت مصادر لوكالات أنباء أن سلفا انسحب من الاجتماع وعاد إليه بقرار رفض التوقيع. ووفقاً لمصادر تحدثت لرويترز فقد تباحث الجانبان حول اتفاق يسمح بتجميد الوضع ويلغي الإجراءات الأحادية التي اتخذت على الجانبين. من جهته قال رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي - الذي ترأس اجتماعات قمة شرق أفريقيا - إن الجانبين اتفقا على توقيع اتفاق على الرغم من تحفظاتهما على العديد من النقاط، ونقل مصدر مقرب عن زيناوي قوله: سلفا أعرب عن أسفه بعد ذلك كون وفد بلاده لا زال يناقش الصفقة، ولذا فلن يتمكن من التوقيع. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي «لا تزال هناك بعض النقاط المتعثرة. لكن في الإجمال أعتقد أنه حصل تقدم لكنه غير كاف للتوصل إلى اتفاق الآن». وأعلن ميلس زيناوي أن البلدين سيواصلان محادثاتهما بهدف التوصل إلى اتفاق شامل وذلك على هامش قمة الاتحاد الأفريقي التي ستبدأ اليوم الأحد في أديس أبابا. وقال وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو داو إن بلاده مستمرة في إيقاف إنتاجها النفطي احتجاجا على استيلاء الخرطوم على جزء من شحناتها، مضيفاً بالقول إن (50% من الآبار تم إغلاقها فعلياً). جاء ذلك خلال زيارته لحقل نفطي بولاية أعالي النيل، ولكنه - بحسب رويترز – لم يوضح ما إذا كان تصريحه يعني به آبار أعالي النيل أم جنوب السودان بمجمله؟! وانعقدت أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قمة رباعية ضمت رئيس الجمهورية عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت بحضور الرئيسين الكيني مواي كيباكي والإثيوبي ملس زيناوي في مسعى لحل الخلافات بين طرفي السودان، وفي مقدمتها النفط. وتلقى الرئيس البشير أمس (الجمعة) بفندق الشيراتون بأديس أبابا تنويرا من فريق الوفد السوداني المفاوض حول قضايا النفط برئاسة إدريس محمد عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية تناول فيه الوفد سير المباحثات التي جرت خلال الأسبوع الماضي والقضايا التي تم تناولها ووساطة اللجنة العليا التابعة للاتحاد الأفريقي والنقاط التي تم التوصل إليها من كل جانب التي رفعت للاتحاد الأفريقي ممثلا في اللجنة العليا والردود التي تلقاها كل وفد من الاتحاد وتعليق الوفود عليها. وعقد البشير اجتماعا مغلقاً مع الوفد المفاوض قبيل انعقاد القمة الرباعية. وأشار سفير السودان بأديس أبابا عبدالرحمن سر الختم (لسونا) إلى أهمية القمة الأفريقية ال18 للسودان الذي قال إنه أخذ حيزا كبيرا في مناقشات اللجان والمندوبين والوزراء، وقال إن أبرز قضايا الخبراء استعدادا للقمة تركزت حول السلم والأمن الأفريقيين ومن بينها قضايا السودان خاصة العلاقات الثنائية بينه وحنوب السودان. وأضاف أن الإعداد للقمة وعلى مستوى الوزراء ركز على قضية دارفور والقضايا العالقة بين الدولتين. وقال إنهم أمنوا على دور السودان في القضايا الإقليمية والدولية واعتبر زيارة البشير تتويجا لتلك الجهود. وضم وفد السودان رفيع المستوى برئاسة البشير بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، وعلي كرتي وزير الخارجية، الفريق أول محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، عثمان عمر الشريف وزير التجارة. وكثفت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من استعداداتها لاستضافة قمتي «النيباد» و«آلية مراجعة النظراء» الأفريقيتين بدءا من اليوم السبت. وكان لافتا للنظر انتشار عناصر الأمن الإثيوبي في الشوارع المؤدية إلى المقر الجديد للاتحاد الأفريقي، وشهدت اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأفريقي التي اختتمت أعمالها أمس سجالا بين وزير خارجية تنزانيا برنار ميمبي ووزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال بعد اتهامات وجهها الوزير التنزاني للدول الأفريقية بأن موقفها من حادث مقتل القذافي على أيدي الثوار الليبيين اتسم بالهمجية نظرا للفرحة بمقتل القذافي الذي قال إن له أفضالا على الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية. وقالت مصادر دبلوماسية أفريقية حضرت الاجتماعات إن الوزير التنزاني اعتبر في مداخلته في الاجتماعات ذاتها ما حدث في ليبيا تغييرا غير دستوري ولا يخول لمفوضية الاتحاد الأفريقي الاستقبال والترحيب بالحكومة الليبية الجديدة. وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية الليبي رد عليه ووجه إليه الدعوة لزيارة ليبيا للوقوف على حجم التدمير الذي ارتكبه نظام القذافي وأعداد الضحايا الليبيين.