فشل رئيسا السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت امس في تسوية النزاع النفطي بين البلدين، الذي أدى الي وقف انتاج الخام في الجنوب، ويهدد الاقتصاد في كليهما، وباءت قمة ثنائية بين الزعيمين بالفشل، فضلا عن قمة رباعية على هامش اجتماعات الاتحاد الافريقي، ضمت اليهما الرئيس الكيني مواي كيباكي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زناوي ، ورئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثابو امبيكي. وقال مصدر قريب من المحادثات لرويترز، ان الرئيسين ناقشا اتفاقا «كان من المنتظر ان يجمد الوضع ويلغي الاجراءات المنفردة التي اتخذها كل من الجانبين.» لكن المصدر اضاف ان المحادثات انهارت عندما انسحب سلفاكير. وذكر ان زيناوي قال ان البشير وسلفاكير كانا قد اتفقا على توقيع اتفاق حتى على الرغم من انهما لديهما تحفظات على نقاط عديدة. ونقل المصدر عن زيناوي قوله «بعد ذلك قال سلفاكير: «يؤسفني أن اقول ان وفدي ما زال يناقش الاتفاق ولا أستطيع التوقيع». وشارك في المحادثات السودانية التي ترأسها ملس زيناوي ،الرئيس الكيني مواي كيباكي، اضافة الى الرئيسين الصومالي شريف شيخ أحمد ، والجيبوتي اسماعيل عمر غلله. وقال زيناوي، ان الجانبين لم يتوصلا حتى الان الي اتفاق، لكن النفط سيبقى في جدول اعمال اجتماع اديس ابابا الذي يحضره ايضا زعماء الصومال وكينيا واثيوبيا. واضاف قائلا للصحفيين «تم الاتفاق على ان الجانبين سيواصلان مفاوضاتهما اثناء القمة. لم نصل الي نتيجة حتى الآن.» واكد زيناوي ، ان لجنة وساطة من الاتحاد الافريقي اقترحت «الغاء الاجراءات المنفردة» التي اتخذها الجانبان كلاهما، لكنه لم يوضح ماذا يعني ذلك، وزاد «الكثير من تلك المسائل تم الاتفاق بشأنها لكن توجد بعض النقاط الشائكة.» قال رئيس الوزراء الإثيوبي ، ان المحادثات بين السودان وجنوب السودان فيما يتعلق بالنفط احرزت تقدما كبيرا ، وان القمة قد طلبت من الطرفين الاستمرار في المباحثات طوال ايام انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي التي ستنتهي في الثلاثين من الشهر الحالي . واكد زيناوي، في مؤتمر صحفي عقب الجلسة المغلقة لرؤساء الدول والوفود، علي اهمية مواصلة الحوار بين الطرفين للوصول إلي اتفاق. وقال ،ان المحادثات ستستمر علي مستوي رؤساء الوفود بين البلدين وانه إذا استدعي الامر سيتدخل كل من الرئيسين البشير وسلفاكير، وزاد «ان تدخل كل من إثيوبيا وكينيا في إشارة إلي الاجتماع الرباعي يأتي في اطار جهودهما في الوصول لاتفاق، وقال ان الجهة الوحيدة التي تستمر كجهة ميسرة للاتفاق هي اللجنة العليا برئاسة ثابو أمبيكي. من جانبه، قال وزير النفط في جنوب السودان ستيفن ضيو داو امس، ان بلاده تواصل اغلاق حقولها النفطية احتجاجا على مصادرة السودان لجزء من شحناتها النفطية. واضاف قائلا للصحفيين اثناء زيارة الى حقل بالوج النفطي في ولاية اعالي النيل «الان 50% من الآبار توقفت عن الانتاج»، لكنه لم يوضح هل كان يشير الى الحقول في جنوب السودان كله أو ولاية اعالي النيل فقط. وتأخرت الجلسة الافتتاحية لقمة الإيقاد لقيام رؤساء كل من السودان وجنوب السودان وكينيا ورئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي بعقد جلسة مغلقة حول الوضع بين الخرطوم وجوبا. الجدير بالذكر أنه وبعد جلسة طويلة للرؤساء الأربعة انعقدت جلسة مغلقة بين البشير وسلفاكير بوجود الوساطة الافريقية خرج بعدها كل من الرئيسين ليقدما تنويرا لقيادات الوفود المشاركة.