{ ارهاصات تشكيل كل حكومة في ولاية النيل الأبيض نجدها تتسع بالقدر الذي يجعل وسائل الإعلام تنشر أكثر من حكومة في اليوم الواحد وعلى الأرض ووسط التجمعات وداخل صدور الحالمين يتحرك كل شيء وتتسابق المشاعر ما بين الأمل والخوف.. القدامى يمنون النفس بالعودة والقادمون الجدد يخشون خسارة فرصة جديدة قبل أن يعودوا إلى صفوف الانتظار من جديد . { بفضل كثافة الترشيحات التي تخرج من تسريبات الصحف أكاد أجزم أن من بين كل مئة شخص من مواطني بحر أبيض هناك ثلاثة مرشحين لتولي المناصب الدستورية وهذه في حد ذاتها ترضي البعض بمعنى أن الترشيح حتى وإن كان من قبل الصحف فإنه يريح الكثيرين ويجعلهم داخل دائرة الرضاء . { أحاول في بعض الأحيان حصر أعداد المتفرغين للعمل السياسي في ولاية النيل الأبيض وهم في الحقيقة إما وزراء ومعتمدون أو منتظرون يجرون اتصالاتهم بالمستوزرين لقضاء حاجياتهم و(عيشة وليداتهم) وقد تجاوز العدد الذي حصرته بمعاونة آخرين ال (400) شخص . { الحسابات التي يقوم عليها الاختيار لشغل المناصب في بحر أبيض تأتي القبيلة في المقدمة وهي تشكل كل القدرات لكثير من المتقدمين لهذه المناصب وليس لديهم ما يقدمونه غير قبيلتهم ذات الأكثرية وإن تراجعت القدرات أو حتى انعدمت تماما وبهذه الطريقة هناك من يستفيدون من قبائلهم أكثر من فائدتهم لقبائلهم وهؤلاء هم الأكثر طرقا على وقع القبلية . { إذا كانت القبلية مهمة جداً عند إجراء تشكيلات الحكومات باعتبارها الوحدة التي يقوم عليها الحساب الاجتماعي ومن ثم السياسي وصارت واقعاً فإن التعامل معها يمكن أن يكون بطريقة مختلفة لا تحرم هذه الحكومات من الكفاءات بحسبان أن الكفاءات موجودة في كل قبيلة وهؤلاء هم الذين يجب أن يتم اختيارهم وبذلك نجمع ما بين القبلية والكفاءة وهذا أفضل وضع يقوم على الواقعية . { حتى يعلن الشنبلي عن حكومته وبعدها لن يخف الضغط على السيد الوالي لا سيما وأنه من المستحيل أن يستجيب لكل الترشيحات فعدد المناصب محدود والترشيحات من قبل كافة التجمعات والقبليات والقطاعات ومكونات مجتمع بحر أبيض كثيرة جداً بعد أن شهد الناس حتى المتردية والنطيحة وما أكل السبع يجد طريقه إلى تلك المناصب وفي هذه الجزئية تحديداً أجد نفسي أشفق على السيد الوالي وليته يخرج ليحدثنا عن الضغوط التي يتعرضون لها ولكن وسائلنا الإعلامية للأسف لا تنتبه لمثل هذه التفاصيل بمعنى أن تخرج علينا وسيلة إعلامية بحوار مع السيد الوالي تكشف فيه عن هذه الأشياء بدلاً عن أن تضيف ترشيحات لما تنشره الصحف الأخرى . { عمر هذه الحكومة التي سيتم تشكيلها بحر هذا الأسبوع لن يزيد على سنتين هي الفترة المتبقية للانتخابات القادمة في العام 2014م وقد يتم حلها في أي لحظة من الآن في ظل حوار تدخل فيه الحكومة مع القوى السياسية مفتوح على كافة الخيارات ومنها إجراء انتخابات مبكرة . { الحكومة القادمة هي الفرصة الأخيرة للسيد الشنبلي للوفاء بوعوده الانتخابية وبالذات الخطة الإسعافية التي بشر بها المواطنين في عدد من المخاطبات في حملته الانتخابية وعلى سبيل المثال بشرنا في شبشة بسفلتة الطريق بين شبشة والدويم ولهذا فإن الوعود كثيرة والوقت ضيق جداً هل يسعف السيد الوالي وهل الوزراء والمعتمدون الذين سيتم اختيارهم يمكن أن يساعدوه لإنجاز كل ذلك . { ربما تكون الجولة القادمة هي الأخيرة للسيد الشنبلي في حياته السياسية في ظل انتظار طويل عاشه خصومه السياسيون حتى تنتهي فترته وتقديم مرشح آخر للانتخابات القادمة وهم يتحركون في الخفاء وفي العلن وينظمون صفوفهم ولهذا فإن المتبقي من حكم الشنبلي هو ما يحمله على التحدي وإنجاز كل الممكن وبعض المستحيل ليعود من بعيد ويفرض على الحزب وشعب بحر أبيض تجديد الولاء له وتقديمه مرشحاً لفترة ثانية.. هذا كله ما يجب أن يكون حاضراً في حسابات الشنبلي. { المغادرون سيكونون كثر، منهم من يغادر الوزارة والمعتمدية ومنهم من يغادر موكب الترشيحات بعد أن تقطع جهيزة قول كل خطيب وبهذه الطريقة تتسع دائرة الخسارة لتشمل جيشاً من المنتظرين . { ما زالت محتاراً لقرار إعفاء الوزراء والمعتمدين الذي صدر منذ فترة طويلة وانتقل بهم إلى التكليف وزيارة السيد الرئيس كانت على الأبواب فانتظره السيد الشنبلي بلا حكومة وحتى الآن لم أعرف الحكمة من ذلك لاسيما وأنه فتح لنفسه باب الضغوطات من وقت مبكر والوفود تتقاطر عليه من كل حدب وصوب ترشح وتدعم وآخرين شهدناهم يتظاهرون كما حدث في كوستي.