{ 2 سبتمبر 1980م أول ظهور لرجل من أهل شبشة على الصفحة الأولى فى صحافة الخرطوم منذ انطلاقتها فى عشرينات القرن الماضى، ذلكم هو الملازم ثانى شرطة وقتها الغالي حمد عبد الرازق، الأول على دفعته، بشرت به صحيفتا الصحافة والأيام أهله فى بحر أبيض والرئيس جعفر نميرى يقلده سيف التفوق والجدارة والصلابة والشطارة والعسكرية والتميز، ومن يومها انخرط الرجل فى خدمة الشرطة السودانية تسبقه كفاءته وحسن تدبره الذى عُرف به وسمعته كأول دفعة من دفع الشرطة السودانية. وما أروع الحديث وأحقيته عندما يتصل الأمر بأوائل الدفع فى العسكرية والشهادة السودانية والناس فى هذا البلد تلهج ألسنتهم بالثناء لكل أول وتستوعبهم ذاكرتهم الحية ويعددونهم ويسترجعون السنوات ويذكرونهم فرداً فرداً ويبقى الاحتفاء بهم دوماً، وكذلك يخرج الحديث عن الأوائل من داخل أسوار العسكرية وتجد عامة الشعب يعددون أوائل الدفع فى الشرطة والقوات المسلحة، أما داخل هذه الأجهزة فإن الاحتفاء بهم توثقه صورهم على الجداريات داخل قاعات بمقار تلك الأجهزة، دفعةً إثر دفعة وأولاً أثر أول يملأ الكادر ببزته العسكرية الجميلة.. هكذا الغالي حمد متفوقا وسط هؤلاء المتفوقين. { الرجل تم اختياره مؤخراً معتمداً برئاسة ولاية النيل الأبيض لكفاءته فى سلك الخدمة العسكرية لأكثر من ثلاثين سنة طوّف فيها فى ولايات عدة فأثرى تجربته وحنكته الإدارية واتصل نشاطه داخل أروقة المؤتمر الوطنى لسنوات طويلة اكسبته تجربة سياسية مقدرة ستضيف الى الحراك السياسى بالولاية كماً وكيفاً. والرجل صاحب قاعدة عريضة وإجماع فريد وسط أهله وعموم بحر أبيض، ولهذا من المتوقع أن يدفع السيد يوسف الشنبلى من بين الملفات المهمة التى يمكن أن يسندها للرجل ملف المشاكل القبلية وكل ما يتصل بهذه القبائل لاسيما وأن الولاية تعاني من بعض الاحتكاكات التى طفت الى السطح مؤخراً بين الشنابلة والبزعة وهى قبائل ودودة ولا يُعرف عنها شر ولكنها الأقدار حين تنفلت. { الغالي سيكون قبلة أهله وملاذهم باعتباره أول مسؤول من داخل شبشة تدفع به الدولة وينال رضا قومه وقبيلته وعشيرته، أول مرة تنصفهم الإنقاذ وقد قدموا الشهداء والكوادر وبنوا مؤسساتهم التعليمية والصحية والخدمية بحُر مالهم بما فى ذلك الكهرباء التى نصبوا أعمدتها وأسلاكها ومحولاتها لسبعة عشر كيلومتراً وحدهم، ولكن مازال هناك الكثير الذى ينتظر رجلاً مثل الغالي حمد ليدفع به الى الأمام وقد عز النصير لقضايا ظلت معلقة لسنوات دون أن يحركها أحد خطوة واحدة بالرغم من توجيهات واضحة من السيد الرئيس لم تجد من يتابعها ويستصدر قراراتها ويحيلها الى مشروعات وعلى رأسها توجيه السيد الرئيس بتحويل مستشفى شبشة الى مستشفى تعليمى وتشييد دار الرياضة وسفلتة الطريق بين شبشة والدويم الذى لا يتجاوز الأربعة عشر كيلومتراً تحتاج فقط لصيانة الردميات التى رصفت منذ العام 1978م وسفلتتها، فقط هذه كل أحلام أهل شبشة وهي بسيطة ولهم فى سبيل تمامها سهم كبير من الدعم المادي والمعنوي. { لن نلزم السيد المعتمد الغالي بقضايا شبشة وإنما نذكره بدوره تجاه ولايته وإنسانها وقضاياها والوطن السودان وتحدياته وسيجد المؤازرة من كافة القطاعات ومن الشباب والطلاب والمرأة كلنا ساعد واحد وقلب واحد خلف الرجل. { شبشة أيها السادة أقدم مدن بحر أبيض وهى صنو الكوة المدينة الأثرية فى الحضارة المروية وشبشة هى أيضاً مدينة أثرية حسب رصد الهيئة القومية للآثار حيث توجد شواهد أثرية من قطع وأوانٍ فخارية تحت الكثبان التى تحيط بها ويقول علماء الأنثربولوجيا إنها لغة «سبأ ساه» و«سبأ» تعنى مملكة و«ساه» تعنى روح وهى ترجمة روح المملكة وعمرها أكثر من ألفيْ عام. { أيها الشنبلى وقادة الدولة إنكم حين تنصفون شبشة تنصفون تاريخ بحر أبيض وحضارته وآثاره ومازلنا ننتظر إنصافاً بحجم تاريخنا ودورنا وتعبئتنا لك التى شهدتها وكانت متميزة وحاشدة.