{ قرار الرئيس «البشير» بإطلاق سراح ناقلات نفط جنوب السودان (المحتجزة) في ميناء «بورتسودان»، هو بلا شك قرار حكيم، ورسالة إيجابية مهمة، يبعث بها «البشير» إلى العالم، وقبلهم إلى الوسطاء الأفارقة وعلى رأسهم رئيس وزراء الجارة «إثيوبيا» السيد «مليس زيناوي», بأن السودان ما يزال هو (الكبير)، وشعبه ما يزال هو الكريم المعطاء الذي قدم للغرباء قبل القرباء الكثير، دون من ولا أذى. { ولكن إلى متى يظل «سلفاكير ميارديت» رئيساً (بلا قرار)، يملك زمام القيادة في دولته آخرون في (الداخل) على رأسهم «باقان أموم»، وفي الخارج تديره الرئاسة (اليوغندية) بالريموت كنترول؟!! { من سوء حظ شعب الجنوب أنه محكوم الآن برئيس (ضعيف) لا حول له ولا قوة، وليس بمقدوره أن يوقع على أي قرار أو اتفاق، ما لم يوافق عليه «باقان أموم» ويجيزه رئيس يوغندا «يوري موسفيني»!! { متى تملك قرارك يا (جنرال)؟! متى تصبح رئيساً؟! -2- { لبيت مساء (الخميس) الماضي دعوة كريمة من سعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى السودان السيد «فيصل حامد بن معلا» بداره الرحيبة بحي «كافوري» بالخرطوم بحري, من بين (7) رؤساء تحرير، بحضور رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفيسور «علي شمو» والأخ الدكتور «عبد اللطيف البوني» وتشريف البروفيسور «عز الدين عمر موسى» عميد كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وهو رئيس و(كبير) الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية. { دار حوار شفاف على مائدة العشاء، اشتكى خلاله سفير خادم الحرمين الشريفين من ضعف العلاقة مع الإعلام بصفة عامة، والصحافة السودانية بصفة خاصة، وبطء إجراءات الاستثمار, وقد ترافعنا عن صحفنا، ومؤسساتنا، وانبرى الأستاذ «حسين خوجلي» - كعادته - واصفاً بطلاوة ومشرِّحاً بأدب طبيعة العلائق الروحية والأزلية بين السودانيين وأرض الحرمين الشريفين، داعياً إلى مزيد من التواصل الثقافي والفكري بين البلدين. { من جانبي قلت للسيد السفير إن علاقاتنا بالسعودية، هي علاقة مفتوحة بالفطرة، لا حرج فيها ولا تخضع للحسابات، ولا للموازنات، فالسعودية في ضمير كل «سوداني»، وهي (القبلة)، وهي الحرمين الشريفين.. (المكي)، و(النبوي)، وأكدت في حديثي على ما ذهب إليه أستاذنا البروفيسور «شمو» بأن المؤسسات الصحفية في السودان مستقلة، وقائمة بذاتها في إقامة جسور العلاقات الإيجابية في الداخل والخارج، وفي (الأهرام اليوم) استقبلنا عدداً من السفراء والقناصل في مقر الصحيفة أو في احتفالاتها ومناسباتها مثل السفير اللبناني، والسفير العراقي، وسفير البرازيل، والقنصل العام لسفارة جمهورية مصر العربية، ولبينا دعوات السفراء «الأمريكي»، و«البريطاني» و«القطري» و«الكويتي»، وأكثر من دعوة للسفارة السعودية. { شكراً سعادة «فيصل بن معلا» على كميات الحب المهولة التي تحملها بين جوانحك للسودان.. شعباً.. ودولة.