افترش عدد من مرضى الكلى وذويهم أمس الأربعاء شارع الإسفلت أمام مستشفى الخرطوم وأغلقوا الطريق أمام حركة السير لساعات، بسبب توقف الأطباء والعاملين بالمركز عن العمل جراء شح أموال التسيير وعدم صرف الحوافز ونقص المستهلكات الطبية من «محاليل وريدية وشاش وهيبورين»، وحمل مسؤولون في مستشفى الخرطوم وزارات المالية والصحة الاتحادية والصحة ولاية الخرطوم مسؤولية أرواح المرضى. وهتف المرضى وذووهم بشعار (نموت في الشارع)، احتجاجا على توقف عمليات غسيل الكُلى، وعدم تدخل السلطات الصحية لحل أزمتهم، وطوقت قوات الشرطة المكان دون أن تتدخل وحمل أطباء بمستشفى الخرطوم المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى التابع للصحة الاتحادية مسؤولية أرواح المرضى، مشيرين إلى أن لديهم مستحقات على المركز القومي للكلى تقدر بملياري جنيه بجانب النقص الحاد في المستهلكات الطبية ومواد الغسيل وأنهم رفعوا مطالبهم للمركز منذ 22 يناير الماضي ولم يستطع الدفع بأي حلول وحذروا من أن عدم الاكتراث للأزمة من شأنه أن يعرض المرضى ل(خطر الموت). وأرجع أطباء تحدثوا ل(الأهرام اليوم) أسباب الأزمة إلى سوء توزيع أموال التسيير المصدقة في الميزانية من قبل وزارة المالية، وأشاروا إلى أن مركز مستشفى الخرطوم لأمراض الكلى يحتوي على (32) ماكينة غسيل بواقع (4) ورديات في اليوم ل(116) مريضا يوميا فضلا عن عمل طوارئ خلال 24 ساعة يوميا دون توقف على مدار الأسبوع وقالوا إن المركز بالإضافة إلى إجراء عمليات غسيل الكلى يجري عمليات «قساطر داعمة ومؤقتة» ما بين (10 إلى 17) عملية في اليوم مجانا. وخف كل من وكيل وزارة الصحة عصام محمد عبد الله، ومدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم بابكر محمد علي، ومدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى الدكتور محمد السابق إلى المستشفى لتلافي المشكلة وتعهدوا بحل الأزمة. وقالت مصادر (الأهرام اليوم) إن الأطباء زاولوا العمل وإن المسؤولين وعدوهم بالحل خلال أسبوع.