لأنها دوحة الابداع الأولى في بلادنا ولا تتبع لمرفق حكومي.. ولأنها وحدها ظلت لعشر سنوات تستنهض الهمم وتشد من ازر الشباب ليأتوا بالفعل الابداعي دون منافس.. ولأنها بأنشطتها المتعددة وكواكبها المنيرة التي اكتملت أحد عشر كوكباً في شتى ضروب المعرفة وأصبح اسمها في كل لسان داخل وخارج السودان، جاءت احتفاليتها بإكمالها العشر سنوات مساء أمس الأول الثلاثاء مختلفة عن كل احتفالية شهدتها بلادنا، معلنة تفوق مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم كرافد حي يغذي الجسم الثقافي السوداني ويهبه الحياة دون انتظار أجر أو تقريظ من أحد. { السموأل يشرَّف ويتشرف! وزير الثقافة الاتحادي السموأل خلف الله القريش لم يكن قائداً للركب في هذه الليلة برغم أن أروقة كانت قد خرجت من بنات افكاره قبل عقد من الزمان فهو الشيخ الأديب الذي تخرج في جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية وتلقى علومه في أروقتها المعروفة منذ الدولة السنارية ورواقها الشهير ب (رواق السنارية) بالأزهر، فظل السموأل يجلس في المقدمة برهة ثم يعود للخلف ليجلس مع عامة الناس وحوله أهل الابداع يباركون له ذكرى الميلاد العاشر لأشهر منظمات المجتمع المدني شهرة وعطاء على الإطلاق. { جموع المبدعين تترى وتقاطرت جموع المبدعين من كل صوب فكان هناك اتحاد التشكيليين واعضاؤه ومجلس المهن الموسيقية والمسرحية، اتحاد فن الغناء الشعبي، دار فلاح، اتحاد المهن الموسيقية، الاتحاد العام للدراميين السودانيين، اتحاد فرق الموسيقى الحديثة، اتحاد المدائح النبوية، اتحاد الكتاب السودانيين، الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين، ممثلو الهيئات الدبلوماسية ورجالات الدولة من رسميين وشعبيين وكل قبيلة (الأروقيين) من المبدعين الذين تخرجوا في جامعة أروقة للثقافة والعلوم في كل ضروب المعرفة والابداع. { الفيلم الوثائقي عقب قراءة آيات من الذكر الحكيم لم يتفوه مذيع قط فقد بدأ بث الفيلم التوثيقي الذي حكى مسيرة عشر سنوات من الابداع متناولاً كل رواق على حدة فتكاملت جميعها وكانت بالترتيب (رواق القرآن الكريم، السنة النبوية، الكتاب، الشعر، الشباب، الترجمة، التاريخ، التشكيل، الطفل، صالون أروقة ورواق الموسيقى والغناء). وظلت أكف الحضور الذي ملأ مقاعد المسرح الداخلي لقاعة الصداقة تجود بالتصفيق لحظة عرض فعاليات كل رواق حتى انقضت مدة الفيلم الذي اعده وأخرجه الكاتب والمسرحي خليفة حسن بلة الأمين العام لمؤسسة أروقة فأجاد. { أغنيات سودانية ثم رفعت ستارة المسرح فعزفت اوركسترا أروقة المتكاملة بقيادة الموسيقار محمد حامد جوار مدحة (متين ازورك ويبهرني نورك يا نبي) أداها المطرب أنس عبد الله اعقبه المطرب أبو بكر سيد أحمد بأغنية الراحل عثمان حسين (لمتين يلازمكم في هواك مر الشجن) ثم المطرب عوض كسلا في رائعة الموسيقار محمد وردي (حلفتك بي ربي خليهو الغرام) وأجادها، أعقبته المطربة مها عبد العزيز بأغنية (حمام يا زاجل) لاحدى رائدات الفن السوداني، أما الشاب منتصر التقانة فقدم رائعة أبو داؤود (صباح الخير يا جميل)، المطرب هشام درماس حيا الحضور ب (ولى المساء) للراحل سيد خليفة، أما سليمان أبو علامة حامل جائزة الأغنية العربية فقدم (المصير) للراحل إبراهيم عوض، المطربان أنس عبد الله وأبو بكر سيد أحمد قدما دويتو لرائعة الجابري (حد يشعر بالسعادة ويمشي يختار البعاد). { سياحة في أروقة وزير الثقافة السموأل خلف الله حيا جموع الحاضرين وقال ان الحضور يمثلون اروقة وحتى الأوركسترا لبست ثوباً جديداً بعد أن كانت تعرف بالأوركسترا البيضاء نالت لقب (الخضراء) وكل الاغنيات التي قدمها المطربون هي نماذج بانوراما ل (60) مطرباً سودانياً كرمتهم أروقة وهم أحياء قبل رحيلهم وكذلك مثلهم ويزيدون من كبار شعراء البلاد، ثم حيا رفاقه بمؤسسة أروقة وعلى رأسهم امينها العام خليفة حسن بلة بعد أن تركهم ليصبح وزيراً للثقافة فما لانت لهم قناة وما عرفوا التقصير. { فعاليات مستمرة وتستمر ليالي أروقة طوال شهر فبراير الجاري ويشهد آخر يوم ختام احتفالات العشرية الأولى بقاعة الصداقة أيضاً.