{ في ذكرى المولد سقنا الحديث عن شعرائنا الكبار وعلى رأسهم عبد الله محمد عمر البنا، فذكرني ما سقته من حديث عن ظلمنا لشعرائنا الذين احتفت الدنيا بهم، ولم نحتف بهم نحن. { فعبد الله البنا، تم تتويجه أميراً للشعراء العرب في مهرجان الشعر العربي بدمشق في ستينات القرن الماضي. { وبرغم أن منافسه كان الشاعر المصري صالح جودت، وكان وقتها رئيساً لتحرير مجلة المصور، إلا أن «المجلة» نشرت القصيدة كاملة وصورة الغلاف للبنا بعمامته الشهيرة، واحتلت القصيدة مكان المقال الرئيسي للمجلة. { وفي ثمانينات القرن الماضي، فاز بلقب أمير الشعراء العرب الشاعر عبد الله الشيخ البشير، وكانت «العباية» - وهو يلقي قصيدته البحث عن بيت شعر (على حد السنا) - قد انزاحت عن كتفيه.. { فقام رئيس وزراء مصر وقتها الراحل السيد فؤاد محي الدين بإعادتها إلى كتفي الشاعر، ثم عاد وجلس يستمع، «والأوبرا» كلها أذن صاغية لأشهر قصيدة في ثمانينات القرن الماضي. { وفي تسعينات القرن الماضي، وفي مهرجان الشعر في بيروت، تم تتويج العبقري الراحل مصطفى سند أميراً لشعراء العربية، وصاحب البحر القديم هو أيضاً صاحب أشهر قصيدة في مولد المصطفى بعد محمد المهدي المجذوب. { بمعنى أن للسودان ثلا ثة من الشعراء الأمراء لا يحتفي بهم أحد، بينما ظلت القاهرة تحتفي بأمير شعراء العربية الشاعر أحمد شوقي سنوياً. { وهذا الاحتفاء كان سنّة استنّها الشاعر حافظ إبراهيم في تكريم شوقي في مهرجان للشعر أقيم بمدينة (زحلة) اللبنانية التي خلدها شوقي بقصيدة «كافيّة» مشهورة. { في ذلك المهر جان وقف حافظ إبراهيم يمدح شوقي بقوله: أمير القوافي قد أتيت مبايعاً.. وهذي وفود الشرق قد بايعت معي.. ومن يومها نصت السنة الراتبة في مبايعة أمير شعراء العرب أميراً للقوافي. ودمتم