قال نائب رئيس دولة جنوب السودان الدكتور رياك مشار إن إيقاف النفط من قبل حكومته لا يعني الدخول في المواجهة مع دولة السودان، وتابع «النفط موردنا ومن حقنا أن نتعامل معه بما نريد»، وأكد أن حكومة الجنوب لا تسعى إلى خوض أية حرب، ردا على حديث رئيس الجمهورية عمر البشير أن الأجواء مع دولة الجنوب متوترة وأن السودان لن يسعى إلى الحرب إلا إذا فرضت عليه. وقال مشار ل «الشرق الأوسط»: «لن نخوض حربا مع الشمال، ليس خوفا ولكن لأن هذا هو المنطق وصوت العالم كله مع السلام.. لماذا نلجأ إلى الحرب وفي أيدينا طريق السلام عبر الحوار؟!»، وقال: «برنامجنا هو السلام مع الشمال وسنعمل على ذلك». وزعم مشار أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي هدد بأن بلاده سوف تستخدم الجنوبيين الموجودين في الشمال، وعددهم 700 ألف جنوبي، للحرب ضد بلادهم، وقال إن الجنوبيين سواء في الشمال أو الجنوب لا يريدون خوض الحرب. وأضاف أن القبائل العربية الشمالية ترعى مواشيها في الجنوب وعددهم أكثر من مليونين، وأن وجودهم حسب اتفاقية السلام سينتهي في الحادي والثلاثين من مارس القادم وسيصبحون مواطني دولة أخرى، وقال: «هل ستقوم الخرطوم باستخراج جوازات سفر لهم جميعا قبل الموسم الجديد في ديسمبر القادم في عودتهم للجنوب، وبذلك الرقم الضخم، أو لديها بدائل أخرى؟»، وأضاف إن الحرب لا تنفع الشماليين لأن جوبا يمكن أن تقوم بترحيل مواطنيها الموجودين في الشمال خلال ستة أشهر، وتابع «لكن ماذا سيفعلون مع أكثر من مليونين يأتون سنويا لمصالحهم في الجنوب؟ لذلك نحن نرى أن السلام هو المنطق الذي يجب أن يتبع لأنه ليس هناك سبب يمكن أن يؤدي إلى أن تخوض الدولتان الحرب مرة أخرى». وتابع «على كل حال نحن سنذهب إلى المفاوضات مع الحكومة السودانية في العاشر من فبراير الجاري في العاصمة أديس أبابا وسنواصل معها الحوار، لكن التهديد لا يجدي في مثل هذه المفاوضات بل المطلوب التقدم بحلول». من جانبه، قال وزير الإعلام في جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين، إن موقف رئيس بلاده سلفاكير ميارديت واضح جدا، حيث «إننا لا نؤيد الحرب.. نريد السلام لأن السودان ليس عدونا». إلى ذلك، كشف مصدر قيادي في الحركة الشعبية، الحزب الحاكم في الجنوب، ل«الشرق الأوسط»، عن أن المكتب السياسي سيعقد اجتماعا برئاسة سلفاكير ميارديت، وقال إن الاجتماع هو الأول منذ إعلان استقلال الدولة في يوليو الماضي، وسينظر إلى قرارات الحكومة في إغلاق آبار النفط ومنع تصديره عبر دولة الشمال والنظر في البدائل الاقتصادية بعد إيقاف إنتاج النفط، خاصة أن الدولة الجديدة تعتمد بنسبة 98 في المائة في اقتصادها على النفط، وأضاف أن المكتب السياسي سيجري تقييما شاملا للمفاوضات التي جرت مع حكومة السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا نهاية يناير الماضي، وتابع «كل هذه القضايا والوضع الراهن في الجنوب من صراعات قبلية وتحديات اقتصادية، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها الدولة ووضع إستراتيجية شاملة للمرحلة القادمة سيتناولها اجتماع المكتب السياسي خلال يومين أو ثلاثة».