قال نائب رئيس دولة جنوب السودان الوليدة، د. رياك مشار، إن بلاده لا تسعى إلى خوض أي حرب مع جارتها السودان، مشدداً على أنها تقف مع السلام ومواصلة الحوار للتوصل إلى حلول في القضايا العالقة. ودعا مشار في تصريحات نشرتها، يوم الإثنين، جريدة "الشرق الأوسط" السعودية رداً على إعلان الرئيس عمر البشير أن الأجواء مع الجنوب أقرب إلى الحرب، دعا الأخير إلى تشجيع الحوار والتفاوض بدلاً من دق طبول الحرب. وسيعقد المكتب السياسي للحركة الشعبية الحاكمة في الدولة حديثة الاستقلال اجتماعاً، الإثنين، هو الأول منذ استقلال الدولة في يوليو/تموز الماضي، يتوقع أن ينظر إلى القرارات التي اتخذتها الحكومة بغلق آبار النفط، والتحديات التي ستواجهها الدولة. وقال نائب رئيس دولة جنوب السودان، إن الرئيس البشير بإعلانه الحرب لن يجد شريكاً له في الجنوب لخوضها، لكنه سيجد هذه الدولة شريكاً له في السلام. صوت العالم وأضاف مشار قائلاً: "لن نخوض حرباً مع الشمال، ليس خوفاً ولكن لأن هذا هو المنطق وصوت العالم كله مع السلام.. لماذا نلجأ إلى الحرب وفي أيدينا طريق السلام عبر الحوار؟!". وقال "برنامجنا هو السلام مع الشمال وسنعمل على ذلك"، معتبراً أن إيقاف النفط من قبل حكومته لا يعني الدخول في المواجهة مع دولة السودان، وتابع: "النفط موردنا ومن حقنا أن نتعامل معه بما نريد، وكان على البشير أن يشجع الأطراف للحوار". وذكر مشار أن وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، هدد بأن بلاده سوف تستخدم الجنوبيين الموجودين في الشمال، وعددهم 700 ألف جنوبي، للحرب ضد بلادهم، وقال إن الجنوبيين سواء في الشمال أو الجنوب لا يريدون خوض الحرب. وأضاف أن القبائل العربية الشمالية ترعى مواشيها في الجنوب وعددهم أكثر من مليونين، وأن وجودهم حسب اتفاقية السلام سينتهي في الحادي والثلاثين من مارس/آذار القادم، وسيصبحون مواطني دولة أجنبية. وقال: "هل ستقوم الخرطوم باستخراج جوازات سفر لهم جميعاً قبل الموسم الجديد في ديسمبر/كانون الأول القادم في عودتهم للجنوب، وبذلك الرقم الضخم، أم لديها بدائل أخرى؟". الحرب والشمال ورأى مشار أن الحرب لا تنفع الشماليين لأن جوبا يمكن أن تقوم بترحيل مواطنيها الموجودين في الشمال خلال ستة أشهر، وتابع: "لكن ماذا سيفعلون مع أكثر من مليونين يأتون سنوياً لمصالحهم في الجنوب؟ لذلك نحن نرى أن السلام هو المنطق الذي يجب أن يتبع لأنه ليس هناك سبب يمكن أن يؤدي إلى أن تخوض الدولتان الحرب مرة أخرى". وقال مشار إن على البشير أن يحل مشاكله الداخلية وكلها من الأسباب الاقتصادية، وأضاف أن السودان به حروب في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وفي الشمال مع المناصير، وهناك تململ في شرق البلاد، فليس من العقل أن يفتح جبهة أخرى مع دولة مجاورة. وقال: "حتى الآن الخرطوم لا تريد أن تقتنع بأن جنوب السودان أصبح دولة ذات سيادة، وعلى حكومة الشمال أن تحترم ذلك وتتعامل على أساسه". وتابع: "على كل حال نحن سنذهب إلى المفاوضات مع الحكومة السودانية في العاشر من فبراير/شباط الجاري في العاصمة أديس أبابا وسنواصل معها الحوار، لكن التهديد لا يجدي في مثل هذه المفاوضات بل المطلوب التقدم بحلول"، وقال إن وفد بلاده في المفاوضات أبدى مرونة كبيرة للتوصل إلى السلام. أول اجتماع إلى ذلك، كشف مصدر قيادي في الحركة الشعبية، الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان، عن أن المكتب السياسي سيعقد اجتماعاً، يوم الإثنين، برئاسة سلفاكير ميارديت. وقال إن الاجتماع هو الأول منذ إعلان استقلال الدولة في يوليو الماضي، وسينظر إلى قرارات الحكومة في غلق آبار النفط ومنع تصديره عبر دولة الشمال والنظر في البدائل الاقتصادية بعد وقف إنتاج النفط، خاصة وأن الدولة الجديدة تعتمد بنسبة 98 في المائة في اقتصادها على النفط. وأضاف أن المكتب السياسي سيجري تقييماً شاملاً للمفاوضات التي جرت مع حكومة السودان في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إلى جانب الاجتماع الذي عقده رئيسا الدولتين البشير وسلفاكير بحضور رئيس كينيا، مواي كيباكي، ورئيس وزراء أثيوبيا، ملس زيناوي. وقال إن المفاوضات والاجتماع الرئاسي قد انهارا، وإن الخرطوم أعلنت الحرب من جانب واحد على دولة جنوب السودان. وتابع المصدر: "كل هذه القضايا والوضع الراهن في الجنوب من صراعات قبلية وتحديات اقتصادية، والمرحلة الدقيقة التي تمر بها الدولة ووضع استراتيجية شاملة للمرحلة القادمة سيتناولها اجتماع المكتب السياسي خلال يومين أو ثلاثة".