وقع مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا، ومدير عام جهاز الأمن والاستخبارات بجنوب السودان توماس دوث، أول أمس الجمعة بأديس أبابا على مذكرة تفاهم واتفاق أمني بعدم الاعتداء بين السودان وجنوب السودان. ويفسر الاتفاق على أنه يمنع البلدين من دعم الحركات المسلحة والمتمردين في كلا الدولتين، وينهي دعم حكومة الجنوب لحركات دارفور التي تتهم الخرطومجوبا بتوفير الدعم المسلح والعتاد والمعسكرات لها، وينتظر أن تناقش الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلدين في غضون شهر آليات وطرق تنفيذ الاتفاق. وبحسب النص الكامل للمذكرة التي تلقت (الأهرام اليوم) نسخة منها من مصادرها بالاتحاد الأفريقي بعد توقيع ثابو أمبيكي عليها، فإن المذكرة نصت على التزام الطرفين باحترام سيادة وسلامة أراضي كل منهما والامتناع عن شن أي هجوم، وخصوصاً عمليات القصف. وكشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج عن قرارات متعلقة بالعلاقات الأمنية بين البلدين على طول حدودهما المشتركة وأعلن ترحيبهم بمذكرة التفاهم التي تدعو في بنودها إلى عدم العدوان والتعاون بين حكومتي البلدين، وأشار بينج إلى أن الآلية السياسية والأمنية المشتركة بين الدولتين وبإشراف الاتحاد الأفريقي تعمل على علاج المخاوف الأمنية بين البلدين من أجل تعزيز الثقة والحد من الصراع. وينص الاتفاق الأمني على الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى، ورفض استخدام القوة، فضلاً عن الالتزام بالتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة في حدود البلدين. وشدد الاتحاد الأفريقي على وقف تصاعد التوتر بين البلدين والتنفيذ السريع والكامل لمذكرة التفاهم لتعزيز السلام والحد من احتمال وقوع صراع بين السودان وجنوب السودان. وقال الاتحاد الأفريقي إنه بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين الدولتين اعتمدت الآلية السياسية والأمنية المشتركة عدداً من القرارات بشأن الخطوات اللازمة لتخفيف حدة التوتر على طول حدودهما المشتركة، وأشار إلى اتفاق الجانبين على التفعيل الفوري للبعثة المشتركة لمراقبة الحدود المعروفة اختصاراً ب(JBVMM) لتكون لها مهمة مراقبة المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح التي تعرف اختصاراً ب (SDBZ) بين البلدين، والتحقيق في أي مزاعم عن انتهاكات تقع من جانب الدولتين. وأشار الاتحاد الأفريقي إلى أن السودان وجنوب السودان اتفقا على أن يعقد الاجتماع المقبل للآلية السياسية والأمنية المشتركة في اليوم الثامن من مارس المقبل. وأعرب جان بينج عن تقديره لدور الرئيس السابق ثابو أمبيكي، وفريقه المكون من الرئيسين السابقين عبد السلام أبو بكر وبيير بويويا، وفريق الدعم، لعملهم الدؤوب في تعزيز السلام وتسهيل المفاوضات بين السودان وجنوب السودان في جميع القضايا العالقة بعد الانفصال. ودعا الاتحاد الأفريقي كلا الطرفين لمضاعفة جهودهما من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن جميع القضايا المعلقة.