في صدر الأسبوع الفائت، وبرعاية كل من جان بينج وثامبو إمبيكي وبإشراف الإتحاد الإفريقي، تم الاتفاق وإعلان مبادئ عامة بين دولتين السودان الشمالي والجنوبي. والإعلان هو باتفاق حول مبادئ عامة أقرتها اجتماعات اللجنة الأمنية والسياسية بين البلدين،وقّع عليه مديرا مخابرات السودان وجهاز الأمن السوداني محمد عطاء فضل المولي، وعن الجانب الجنوبي توماس دوت. الاتفاق ينص علي أنه يتعين علي كل طرف احترام سيادة وسلامة أراضي الطرف الأخر والكف عن شّن أي هجوم خاصة عمليات القصف الجوي أو البري والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى، ورفض استخدام القوه فضلاً عن الالتزام بالتعايش السلمي والمنفعة المتبادلة في حدود ما بين البلدين. هذا ما نصّت عليه ورقة الاتفاق. بداية أي اتفاق بين دولتين لا يعتبر مجرد ورقة تم التوقيع عليها أو إنما هي تعني الكثير في مستقبل العلاقات بين البلدين، ويمكن الاعتماد علي ما سوف يحدثه هذا الاتفاق. وصف الاتفاق أو سمي باتفاق وقف العدائيات وتعني في شكلها ومضمونها وهي ليست بالعدائيات الصريحة والمباشرة والتي تحمل مسمي الحرب بل هي دعم عمل عدائي أو تخريبي اومناوشات من جانب وكلاء في الدولة الأخرى أي "حرب وعداء بالوكالة". الاتفاق يلقي علي ذهن المراقب سؤال أوحد هل يدفع الاتفاق بالسير في تحقيق تقدم ملموس ومحسوس علي أرضية القضايا الأخرى؟ الإجابات تجي عديدة إذا بإمكان هذا الاتفاق أن يسير إطاراً عاماً لم سوف يتمخض عنه التفاوض في شتي المناحي كبداية مبشره لتجاوز حالات الاحتقان الحالية بين البلدين وهو خروج من النفق المظلم"التصعيد الحربي" ودوامة الخلاف إلي سوح يحترم فيه الجار جاره. وبنظره موضوعية لنصف الكوب الممتلئ من الاتفاق أن الجانبين لا يملكان خياراً عملياً غير الاتفاق، مما يعني إن الاتفاق يمنح الطرفان الخروج الفعلي وهو فرصة مناسبة للخروج من عنق زجاجة التصريحات الساخنة والمواقف التفاوضية غير المرنة ربما يحفزها هذا الاتفاق وربما تقود إلي تسوية السلمية وربما تفضي إلي طريق ثالث يكون أكثر أمنا. من ناحية أخري لا بد أن تبنى كل المواقف اللاحقة للحكومتين علي أساس هذا الاتفاق المبدئ. هذا إذا ما طبق بصدق وإخلاص خاصة من جانب دولة الجنوب التي ابتدرت إعلان العداوة، والاستعداء. خصوصية هذا الاتفاق تكمن في أساسه الأمني . تحتم إحراز المزيد و إعلان حسن النوايا وأن تبري جوبا ساحتها وفوراً تقوم بطرد أكثر من سبعة ألف متمرد سوداني. من معسكراتها المختلفة جانب الأمن والسلم مهم للقيام بادوار فعالة في الصعد الاخري. "النفط، التبادل التجاري، حركة المواطنين، الخ". وصمود الاتفاق كما أشرنا يعتمد علي تحرير الاتفاق إلي التنفيذ وصدق النوايا خاصة أنه ربما هنالك سحب مهددات جديدة وإنه جاء بعد مخاض عسير من الإشكالات حقيقة وأن الدولتين جربا حالة الشد والجذب وكافة الخيارات بما فيها الحرب اسواء المتشائمين ذهب مذهب أخر وربط نجاح هذا الاتفاق بنتائج مباحثات البلدين الحالية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. حيث يبرر علي أن وجود أزمة بين المتفاوضين هي التي خلقت الاتفاق حيث إنهم يريدون أن يبرهنوا علي أن ما بذلوه من جهد لم يذهب سداً. وهي محاولة لحفظ ما وجده الوسطاء وليست تعبير عن حقيقة الأوضاع بين الطرفين. وهذا المذهب المتشائم غير واقعي إذا وربما أنهم ترضوا علي أتفاق ذلك يدل علي انحسار أزمة التفاوض. من ناحية أخري الاتفاق يحتاج إلي رقابة لصيقة من أطراف أخري كما الواسطة الإفريقية ولان مثل تلك الاتفاقات تحتاج رعاية خاصة حتى لا يشذ طرف ويحيد عن الطريق المرسوم له السير فيه وحتى لا يلجي أي من الطرفين لاستخدام القوة في حل القضايا المتبقي والعالقة بين البلدين،هذه الرؤية أوجدت لها حل حيث خرجت الوساطة الإفريقية بالبعثة المشتركة لمراقبة الحدود المعروفة اختصار"jbvmm"وثانيا ًخلق مهمة المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح"sdbz". رغم شماتة الشامتين وتشاؤم المتشائمين إلا أن الكوب امتلئ نصفه ويبقي علي جهود الطرفين ملئ ما تبقي من الكوب.