نجا وزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي ضمن (10) أشخاص، من حادثة احتراق طائرة هيلكوبتر (Mi17) بمطار الفاو، وأصيب الوزير إصابات «طفيفة»، بينما جرح (9) آخرون وصفت إصابات (3) منهم بالخطيرة، وتوفي في الحادثة مدير هيئة البحوث الزراعية بودمدني بروفيسور الطاهر الصديق والناطق الرسمي مدير الإعلام بوزارة الزراعية الاتحادية عيسى الرشيد ومساعد الطيار مهندس جوي محمد علي. واشتعلت النيران في الطائرة التي تتبع لشركة الراية الخضراء بعد إقلاعها بدقيقتين حيث كانت تنقل الوزير ووفدا من وزارة الزراعة في ختام جولات تفقدية للمشاريع الزراعية بالفاو في ولاية القضارف في طريقه إلى حلفا. وقالت مصادر ل(الأهرام اليوم) إن الطائرة التي كان يقودها الكابتن كمال فضل إبراهيم أصيبت بعطل قبل تحركها من الفاو. وروى قائد مطافئ الدفاع المدني بالفاو المساعد خضر عبد اللطيف المهدي تفاصيل الحادثة، وقال: «أثناء صعود وفد وزارة الزراعة برئاسة الوزير د.عبد الحليم إسماعيل المتعافي إلى الطائرة ظلت محركات الطائرة تعمل لأكثر من (45) دقيقة في انتظار شخص تأخر عن الوفد وحينما بدأت الطائرة في التحرك في مهبط الفاو بمسافة (20) مترا على الأرض وحاولت الإقلاع لمرتين وطارت في الجو وانقلبت على الجانب الأيسر وارتطمت بالأرض واشتعلت فيها النيران مما أدى إلى تفحم الطائرة». وأكد المساعد ل(الأهرام اليوم) أمس الاثنين أن فريقاً من الدفاع المدني خف إلى داخل الطائرة وتمكن من إنقاذ (6) وإخراج (3) جثث اثنتان منها متفحمتان، وكشف عن أن مساعد الطيار لقي مصرعه إثر تعرضه لضربة من مروحة الطائرة في عنقه أثناء إخراجه للناجين بعد أن هشم الزجاج الأمامي للمروحية وأنقذ الوزير المتعافي وآخرين في الوفد. وصلى المتعافي على جثماني مدير هيئة البحوث الزراعية ومدير إعلام وزارة الزراعة وهما داخل أنقاض حطام الطائرة المتفحم. وقال شهود عيان إن المتعافى وصل إلى الخرطوم على متن طائرة مروحية أرسلتها الشرطة عصر أمس (الاثنين) قبل مواراة الجثمانين الثرى بمقابر الفاو، وأكد المساعد نقل جثمان مساعد الطيار في ذات الطائرة التي أقلت المتعافي وعددا من المصابين بينهم رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان د. عمر علي محمد الأمين بينما تم نقل الآخرين إلى مستشفى الفاو لتلقي العلاج. وكان من بين الوفد مستثمر إيراني يدعى مسعود، وتعرض مصور إعلام الوزارة سليمان السر وعزت عز الدين من وزارة الزراعة وصلاح حسن مدير البنك الزراعي فرع الرئاسة والحارس الشخصي للوزير المتعافي جمعة مايكل لإصابات خطيرة. وأكد شهود عيان إطاحة أجنحة الطائرة بسقف عربة الأمين العام لاتحاد مزارعي مشروع الرهد أحمد إبراهيم العربي التي كانت تتوقف بالقرب من مكان تحطم الطائرة. وكان الوفد ناقش مع إدارة مشروع الرهد الزراعي بالفاو خطتي الموسم الماضي والقادم. وخف إلى مكان الحادث قائد اللواء الخامس مشاة العميد ركن عادل حمد النيل وحكومتا ولايتي القضارف والجزيرة ومدير شرطة ولاية الجزيرة. وعند هبوط طائرة الشرطة في مطار الخرطوم الدولي، أطل وزير الزراعة عبدالحليم المتعافي بابتسامته المعهودة وهو يرتدي جلبابا أبيض ويهتف «الله أكبر» قبل أن يصافحه نائب الرئيس الحاج آدم ووزير الداخلية إبراهيم محمود ووزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إبراهيم وقيادات من الحكومة والشرطة. وتعالت صيحات البكاء داخل المطار من أقارب وزملاء الشهداء في وزارة الزراعة بينما حملت سيارات الإسعاف الجرحى إلى المستشفى وأحد الجثامين إلى مثواه الأخير. تفاصيل (تقارير)