اختلفت العصور وارتقت مستويات التعليم، بالمقابل تدرجت المناسبات وشاكلاتها، والواقع لا يعكس غير ذلك. كرنفالات التخاريج وما يتبع ذلك من طقوس احتفائية تهز مجتمع الخريج. والتخاريج نوعان وأكثر، ولكن في الغالب تخاريج الجامعات أو رياض الأطفال هي الأكثر شيوعاً. أذكر أنني سافرت حتى ولاية نهر النيل لأبارك تخريج طفل من أطفال الرياض، وكنت أستحي أن أجيب على سبب سفري أو أجاوب على مضض، فتزداد دهشتي حينما أسمع من أتحدث إليهم يروون عليَّ قصصاً من تخاريج الأطفال، منهم من غادر من الخرطوم إلى كسلا، ومنهم من واصل حتى بورتسودان.. هذا طبعاً بالإضافة إلى ما يصاحب تلكم الفعاليات من ضيوف و(خبائز) أشكال وأنواع وما إلى ذلك (يعني التخريج ده ذاتو فلة جيب). ولكني أتفق مع هذه الطقوس إلى حد ما؛ لأنها تعطي الدافع النفسي للطفل لولوج مرحلة جديدة كانت أحد أحلامه وأصبحت واقعاً ملموساً، فمساندة الأهل له وفرحتهم به تضعه أمام نافذة الأمل والفرح معاً، وما أعظم هذين الشعورين عند الأطفال (والله أنا غايتو إتمنيت لو كنت لسع في الروضة عشان يعزوني قُدر دا). نافذة على الجامعات: أما تخاريج الجامعات فقد أصبحت مجالاً للتنافس حول خبرات الشركات المنظمة للكرنفالات، منها ما يجتهد أربابها في العمل لينالوا رضا الخريجين، ومنهم من يهتم بالعائد المادي أكثر من اهتمامه باسم الشركة الذي بناه! وبمتابعة مني على هذا الصعيد تعاملت مع الكثير من الشركات هؤلاء، وهؤلاء، ولكن لتلكم الشركة الولاء والفطنة (الدوحة) بقيادة ربانها الباشمهندس أحمد الشيخ حاج الزين. أدهشني التعامل الرائع الذي يقدمه طاقم العمل للخريجين، وأعجبتني هالة الحب التي يحيطهم بها الخريجون أنفسهم، وكنت أتساءل دوماً عن علاقة الخريجين بهم، فتكون الإجابة لا شيء سوى هذا التخريج!! تحيتي عبر نافذة هذا اليوم لذلك الشاب الخلوق وللدوحة التي يرتاح عليها الخريجون من رمضاء أبواب العطالة المشرعة!! خلف نافذة مغلقة: رغم أنو ما كفى الحرف.. ولا زول من الحاضرين عِرف.. ولا مرة فارقني الوِلف بس بعترف.. مشتاقة ليك شوق رغم طولة عمرو لا شاب لا خِرف.