قبل مباراة الرابطة كوستي والمريخ في مسابقة الدوري الممتاز التي أقيمت أمس الأول بإستاد المريخ وانتهت بانتصاره على الرابطة بستة أهداف دون مقابل، سرح الناس في كوستي وارتفعت آمالهم وتوقعاتهم إلى درجة أن من الممكن جدا أن تخرج الرابطة بنتيجة طيبة مثل التعادل أو حتى الانتصار أو الهزيمة المشرفة في أسوأ الاحتمالات، هذا إذا ما صح أنه يمكن أن تكون هناك هزائم مشرفة. وكانت هذه الآمال مبنية على البداية الجيدة التي استهل بها فريق الرابطة مشواره في المسابقة الكروية الأولى والأهم في السودان، التي هي مسابقة الدوري الممتاز التي يشترك فيها للمرة الأولى، فقد انتصر في كوستي على الخرطوم، وتعادل مع هلال بورتسودان، لكن هذه الآمال سرعان ما خابت ليلة السبت في إستاد المريخ بأم درمان. ويظهر أن لاعبي الرابطة دخلوا إستاد المريخ مغرورين وربما دخلوه خائفين، وما كان لهم أن يدخلوه مغرورين فالمريخ هو المريخ ثاني اثنين في الكرة السودانية، وهو مع الهلال الأكثر شعبية وعراقة وإنجازات، وحتى الإنجازات القليلة التي حققها المنتخب الوطني فإن الفضل فيها يرجع أساسا إلى لاعبي الهلال والمريخ الذين يشكلون غالبية لاعبي المنتخب منذ صديق منزول وبرعي وحتى بشة وكاريكا. والاحتمال الثاني الذي كان أحد أسباب الهزيمة الكبيرة التي تجرعها فريق الرابطة كوستي ليلة السبت بإستاد المريخ هو أنهم دخلوا الإستاد خائفين، وأيضا ما كان لهم أن يخافوا رغم أن المريخ هو المريخ فهي في النهاية مباراة وكما هو معلوم فإنه في أية مباراة فإن النتيجة لا تكون معروفة تماما قبل نهايتها حتى لو كان أحد الفريقين هو برشلونة. ولأن الدوري الممتاز ما زال في بدايته، فإننا نرجو ألا تؤثر هذه الهزيمة كثيرا على لاعبي الرابطة وألا تهتز ثقتهم ولا طموحاتهم وأن يصمموا مع بقية أندية الولايات المشتركة في مسابقة الدوري الممتاز على أن تستمر المسابقة قوية وأن يكون في مقدمة أهدافهم كسر احتكار الهلال والمريخ لبطولة هذه المسابقة وأن يدركوا أن التفوق الكروي ليس بالضرورة حكرا على أندية العاصمة فبرشلونة شخصيا هو أحد فرق الولايات ومانشستر يونايتد وغيرهما. وعليهم أن يدخلوا أية مباراة وليس فيهم ذرة واحدة من الخوف أو الغرور ونرجو أن يرجع فريق الرابطة إلى مستواه قبل مباراة المريخ وألا يخذل كوستي مرة ثانية، كوستي التي كان جمهورها قبل الرابطة أحجم عن دخول الإستاد ثم أعادته الرابطة مرة ثانية للإستاد. مع التهنئة الصادقة للمريخ.