قال مائير داجان الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد إن أي هجوم إسرائيلي عسكري على إيران قد يؤدي إلى هجوم مضاد تكون له تأثيرات مدمرة على إسرائيل. وقال في الحوار الذي أجرته معه قناة سي بي إس الأمريكية إن الهجوم العسكري على إيران سوف يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية والجميع يعرفون كيف تبدأ الحرب لكنهم لا يعرفون كيف ينهونها وإذا ما شنت إسرائيل هجوما على إيران فإنها لوقت قصير سوف تمر بموقف في غاية الصعوبة. وأبدى داجان تشككه في التأثير الحقيقي الذي يمكن أن يحدثه الهجوم على إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي وقال إن المنشآت النووية الإيرانية كثيرة وليست أربعا كما تردد من قبل، وقال داجان إن الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية لن يجبر إيران على التخلي عن برنامجها النووي لكنه قد يؤدي إلى تعطيله وقال إنه لا يعتقد أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إن الإيرانيين يعرفون ما يمكن أن يترتب على استمرارهم في برنامجهم النووي وسوف يدفعون الثمن غاليا. ويعتقد داجان أنه بدلا من اللجوء إلى القوة العسكرية يجب على الغرب أن يركز على المساعدة في إحداث تغيير من داخل إيران، وقال: إن من واجبنا أن نساعد كل الذين يريدون معارضة النظام الإيراني. وقال إنه يثق في الولاياتالمتحدة وفي عزم الرئيس أوباما الذي قال إن الخيار العسكري أحد الخيارات المحتملة وإنه لن يسمح بأن تصبح إيران دولة نووية. وعلق داجان على كلام الرئيس أوباما بقوله إن خبرته علمته أن يثق برئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال إن مسألة امتلاك إيران للسلاح النووي لا تخص إسرائيل وحدها لكنها تخص العالم كله، وقال: إذا كان لي أن أتمنى أن يتولى آخرون مهمة الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية فإنني أتمنى أن يكون هؤلاء «الآخرون» هم الأمريكيين. وهكذا نلاحظ أن الإسرائيليين السياسيين منهم والعسكريين عملوا ويعملون بمختلف الوسائل على استدراج الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي أقوى دولة في العالم لا لتغض الطرف عن الهجوم العسكري الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية وهو الهجوم الذي يتوقعه كثيرون وإنما لاشتراكها في هذا الهجوم بل إنفرادها به إذا ما رغبت في ذلك كما ذكر الرئيس السابق للموساد في الحوار السالف ونقلنا بعضه. وفي كل مرة يرد فيها الحديث عن البرنامج النووي الإيراني الذي لم يخرج حتى الآن عن دائرة الأغراض السلمية يتجدد استياؤنا من الطريقة التي يتعامل بها الأمريكيون والأوروبيون مع هذا البرنامج وإصرارهم على إيقافه وصمتهم أو عدم اعتراضهم على البرنامج النووي الإسرائيلي الذي وصل من سنوات عدة إلى مرحلة إنتاج السلاح النووي. وما زال العالم الإسلامي الممتد من طنجة غربا إلى جاكرتا شرقا والعربي الممتد من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي الفارسي لا يملك في تعامله مع البرنامج النووي الإيراني أو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين سوى الاستياء؟