حكى لي الأستاذ كمال النقر النقابي المعروف والقيادي بمشروع الجزيرة والمناقل .. حكى لي وهو سعيد جداً بأن المحالج بالجزيرة قد تحركت حركة كبيرة حيث تم حلج جميع الأقطان التي وصلت، وأضاف بأن محصول القطن قد أدى إلى حراك اقتصادي كبير بولاية الجزيرة وانتعشت الحياة الاقتصادية وتحركت (القروش) رغم قلتها حتى السكة حديد انتعشت هي الأخرى لكونها تنقل القطن إلى المحالج. وتحركت وفقاً لذلك - والحديث مازال للنقر- الحركة الاقتصادية وانتعشت الأسواق فحتى (ستَّات الشاي) تحركنَّ وتحركت وفقاً لشراء حركة شراء السكر والشاي وصابون البدرة والفحم باعتبارها إحدى معينات عمل (ستَّات الشاي) .. أيضاً تحرك عمال اللقيط الذين يأتون من كل ولايات السودان للجزيرة الخضراء من أجل (في الجزيرة نزرع قطنا).. نعم القطن هو سيد الموقف كما قال النقر حيث أن الانتعاش الذي حدث كما أكد لدحض كل الافتراءات التي تُحاك ضد السودان والتي تؤكد أن اقتصاده الزراعي قد انهار. إذن.. لابد من الاهتمام بالقطن طالما أنه هو سيد الموقف وطالما أنه هو الذي أدى إلى كل هذا الحراك بما في ذلك عمال اللقيط، (وستات الشاي) والسكة حديد التي اندثرت بالجزيرة حيث كان لها ماضٍ تليد وهي تحمل الأقطان من اللغيط إلى المحالج لتزرع الفرح في قلوب الصغار وهم يتابعون حركة القطار وهو يُُُُطلق صافرته المميزة من بعيد. الآن هنالك اهتمام كبير من قبل الدولة بالزراعة، إذ هي عصب الحياة الاقتصادية. ولكن قد أُهملت. فطالما اعترفنا بالخطأ وبدأنا الآن في المعالجة فهذا لعمري يعدُّ إنجازاً كبيراً.. كذلك لابد من التركيز على القطن باعتباره سلعة إستراتيجية ذات عائد اقتصادي كبير على المنتجين وعلى الدولة خاصة وأنه يؤدي إلى توفير العملات الصعبة والبلاد في حاجة كبيرة إليها ونحن نعاني شُح الدولار بعد أن أحجمت مؤسسات التمويل الدولية عن منحنا القروض والمنح، متعللة بأسباب غير منطقية رغم أن السودان قد استوفى كل الشروط التي تؤكد إعفائه من الديون، ومن ثمَّ السماح له بالحصول على القروض من مؤسسات التمويل . الغريب في الأمر أن كل البعثات الدولية الخاصة بالمؤسسات التمويلية عندما تزور السودان تُطلق تصريحات تؤكد بأن السودان يسير في الاتجاه الصحيح من حيث الأداء الاقتصادي، إلا أن ذلك لم يأت بالنتائج المرجوَّة والإيجابية عندما تعود إلى رئاسة مؤسساتها. نعم قد أحجموا عن كل المنح والقروض ولكننا مازلنا نعتز ونفتخر بسوداننا ذو الموارد الطبيعية الهائلة والتي ستتفجر قريباً لتغذي كل أهل العالم ونقول ليهم: نحن الما بسمونا العريب من جم نحن البنركب العاتي البقوم منضم نحن البنسقي عدونا كأس السم نحن الفي سنة ستة بنقول حرَّم.