شاهد بالفيديو.. البرهان يصل من تركيا ويتلقى التعازي في وفاة ابنه    ديمبلي ومبابي على رأس تشكيل باريس أمام دورتموند    عضو مجلس إدارة نادي المريخ السابق محمد الحافظ :هذا الوقت المناسب للتعاقد مع المدرب الأجنبي    لماذا دائماً نصعد الطائرة من الجهة اليسرى؟    ترامب يواجه عقوبة السجن المحتملة بسبب ارتكابه انتهاكات.. والقاضي يحذره    محمد الطيب كبور يكتب: لا للحرب كيف يعني ؟!    القوات المسلحة تنفي علاقة منسوبيها بفيديو التمثيل بجثمان أحد القتلى    مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إمام الأنصار ورئيس حزب الأمَّة القومي "الصادق المهدي" في حوار الصراحة مع (الأهرام اليوم) (3 - 3)

دحض الإمام "الصادق المهدي" رواية الكاتب المصري "هيكل" حول مقتل الإمام الهادي تسميماً ب (المانجو)، وتناول تفاصيل الحادثة وضرب الجزيرة أبا وما تبعها، وأكد أن (الشيوعي) - كحزب - لم يخطط ل (مايو) - وإن كان الأمر يحتاج إلى تحر أكثر - لكن أعضاءً به شاركوا في حكومة نميري وأيَّدوا (ضربة أبا).
وقال الإمام المهدي إنَّ من لا يؤمن بالإشارات الغيبية لا يؤمن بالدين، وأشار إلى أنه رأى (20) رؤية تحققت كلها، آخرها عن الإطاحة بنظام "مبارك".. وأكد أن الجهاد المدني أو القوة الناعمة هي الأنسب في مواجهة النظام الحاكم، وحذر من تصاعد الأحداث بين السودان وجنوب السودان إلى مرحلة الحرب.. وتناول "المهدي" مشاركة نجله "عبد الرحمن" في الحكومة، وقال إنه لا يمثل كيان الانصار.. كما تحدث عن المذكرة التي قُدمت في حزبه، وعرَّج إلى طرح رؤية حزبه للدستور القادم..
كل هذه الإفادات وغيرها وردت في ثنايا حوارنا المطول مع إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي "الصادق المهدي"، الذي يأتيكم في ثلاثة اجزاء.
{ الإمام الصادق المهدي.. إلى من تميل من أولادك ومن الأقرب إلى قلبك، ومن تتوقع من الأبناء أن يتولى قيادة الحزب، والكثيرون يرون أن مريم الصادق بشخصيتها السياسية المميزة ستتولى قيادة الحزب في مقبل السنين.. أمد الله في عمرك؟
- هل تتوقعون أن أجيب على هذا السؤال، لا والد ولا أي إنسان، أنا بقول عملت مؤسسات حقيقية، الكيانات الدينية والقبلية في السودان تعمل بهذا النمط.. وراثة.. يجيبوا واحد ويقدموهو.. أنا عملت مؤسسة لتختار إمام الأنصار وليس الصادق، أنا بأثر في أولادي وبناتي وفي وعيهم، ولكن لا أعتبرهم عميانين وأسوقهم بالعكاز، أترك لهم أن يقرروا لأنفسهم.. تربوياً ما صحيح إذا قلت إن (فلان) من أبنائي أقرب إلى قلبي.
{ حدثنا عن المذكرة الأخيرة التي قدمت لك في حزب الأمة؟
- لا نفهم الآن كيف تقدم مذكرة لحزب الأمة، المذكرة للمؤتمر الوطني مفهومة، لأنه حزب أتوقراطي، سوته السلطة، وحزب بوليسي.. أيضاً أفهم أن حزباً مثل الاتحادي الديمقراطي تكتب له مذكرات، لأنه حزب لم يعقد مؤتمرات، والناس في الحزب عايزه تتكلم.. حزب الأمة حتى الآن عقد سبعة مؤتمرات، والقضية فيه مفتوحة ولدينا مؤسسات يحكمها دستور، والدستور يحدد من هو الرئيس بالانتخاب ومن يحاسبه بالديمقراطية، ومن هو الأمين العام ومن يحاسبه بالدستور، وكيف يكوّن المكتب السياسي ومن يحاسبه بالدستور، وليس بإمكان أحد أن يتهمنا بأن أجهزة الحزب معطلة، لأنها تعمل، وكل المؤتمرات والنقاشات في داخل الحزب مسجلة، لذلك لا نفهم لماذا تكتب لنا مذكرة ولماذا، المذكرة تكتب لنظام بوليسي قائم على القهر، وتكتب لجهة لا تعطيك منبراً تتحدث فيه، ونحن في حزب الأمة منابرنا موجودة، المؤتمر العام الهيئة المركزية والمكتب السياسي الذي يجتمع مرة أو مرتين في الشهر باستمرار، وليس هنالك عضو في أي مؤسسة من مؤسسات الحزب لم يسمح له بالحديث بحرية أو نقول له ما تقول كلامك دا، وفي النهاية مؤسسات، ولكن أن يأتي أشخاص ويضربوا صفحاً عن المؤسسات ويقولوا لا نحن لا نريد أن نعمل فوضى.. أنا أفهم أن يأتيني شخص من الحزب ويقول لي: (يا الصادق أداؤك أنا ما موافق عليه بالله من فضلك قول لينا حندعو للمؤتمر العام متين عشان نحاسبك)؟، أنا أقدّر أفهم مثل هذا الكلام، لأنه أصلاً في كل مؤتمر عام الناس بحاسبوني ويقولون كلامهم، أما أن يأتي أفراد يلغون المؤسسات ويتكلمون من (فوق راسك) هذه تكون فوضى لأن الحزب ما (زريبة) كل واحد يقول ذي ما عايز.
715 شخصاً هم الذين قدموا المذكرة، وعملت دراسة محددة فوجدت الذين وقعوا في المذكرة 138 شخصاً والبقية وضح أنهم لم يوقعوا وغير موافقين، حتى الذين وقعوا عليها قالوا إنهم عُرض علينا كلام غير الكلام في المذكرة، وعلى كل حال سوف يتبين تماماً أن كل الحكاية لعبة فارغة وليس لديها معنى، خصوصاً في حزب أجهزته موجودة ومحمية بالدستور وليس فيه أحد ممنوع من الكلام، وسوف يتضح أنها فرقعة أعطاها صوتاً أكبر الصحف المنحازة للمؤتمر الوطني، ولاحظنا أن الصحف التي تأتي بشيء إيجابي لحزب الأمة هي التي اهتمت بأمر المذكرة لأسباب، لأن الأوتقراطية تريد أن تكسّر الأحزاب، ثانياً لأنهم يريدون أن يقولوا كلنا في الهم شرق، وتريد الأتوقراطية أن تفهّم الناس أن كل الأحزاب مرفوضة، وأنا لا أقبل أن تقول لي الأحزاب.. سمي لي أي حزب.. لأنه لا نقبل أن توضع كل الأحزاب في جانب واحد، قول لي حزبكم فعل كذا وهذا الحزب فعل كذا، ولكن الآن بكل أسف هنالك محاولة لتلويث سمعة الأحزاب، والمذكرة لحزب المؤتمر الوطني مقبولة لأنه ليس به ديمقراطية وكونته السلطة لكن حزب الأمة كونته جماهيره باختيارها ولم تكونه السلطة، الرأي والرأي الآخر متوفران في حزب الأمة في أي قضية وممثل في كل أجهزتنا، إلا أن تكون المذكرة تخريباً لحزب معروف من أين تأتي محاسبة قياداته.
{ هنالك من يعتقد أن الصادق المهدي منح ابنه «عبدالرحمن» الضوء الأخضر ليتم إعداده داخل القصر الجمهوري كرئيس قادم للسودان...؟
- (مقاطعاً): هذا ليس رأينا، وأنت يمكن أن تتخيل وتكتب رواية مثل الطيب صالح، بالعكس هنالك من يعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يكسِّر عبد الرحمن ويحطمه، وفي ناس يفتكروا أن هذا يمكن أن يحدث، ولكن حكاية عبد الرحمن يدخل الحكومة هذا ما رأيي، رأي عبد الرحمن شخصياً، وأمشي أسال عبد الرحمن رأيك هذا مبني على أي أساس.
واحدة من مشاكلنا أن القوات المسلحة ما كنا مهتمين بالدخول فيها، وهذا غلط، لأن هذه مؤسسة قومية، ونحن سعينا بكل الوسائل لا بد أن تكون القوات المسلحة قومية وإرجاع كل الضباط، وعملنا لهم اجتماعات، أنا عندي أولاد ضباط وأنا بقول لا بد يدخلوا القوات المسلحة، عندما جاء النظام أصغر ملازم لم يحال إلى المعاش وأحيل عبد الرحمن، والآن النظام رد له اعتباره هل أقول لا؟ وأنا أرى أن بشرى أو أي واحد من الأنصار وأهلنا في حزب الأمة يجب أن يدخل القوات المسلحة على أساس أنها مؤسسة قومية، ونحن لسنا ضد الدولة السودانية ولكن ضد المؤتمر الوطني، ونريد أن يدخل الناس الخدمة المدنية؛ والقضاء، وأي طريقة نجدها ليدخل الناس في القضاء والقوات المسلحة أو الشرطة أو الخدمة المدنية نعمل على ذلك بكل الوسائل، لأنها مؤسسات الدولة، وصحيح أن المؤتمر الوطني يمسك بالمفاصل وهذا غلط ولكن لا يعني ذلك أن تلغى المؤسسات ولا تعترف بأنك لا تريد أن يكون لك وجود فيها.
{ مقاطعة: السيد الإمام لماذا وافقت على عودة أبنائك للقوات المسلحة وهنالك مئات الضباط من أبناء الشعب السوداني لم يعودوا.. عاد أبناء الصادق المهدي والآخرون لم يعودوا؟
- الموقف الأخلاقي واضح، نحن نريدهم أن يرجعوا جميعاً، ولكن لو قالوا لينا رجعوا فلان وفلان نقول ليهم رجعوهم، ونحن لم نقل لهم رجعوا عبد الرحمن وما ترجعوا الآخرين، ولكن اسألوا النظام لماذا يعمل (خيار وفقوس)، ولم نقصر في دعم موقف الضباط وطالبنا بقضيتهم، ولكن كون أنه لم يستجب لا نقول له إما جميعهم أو لا.. لماذا؟ نحن نعتبر النظام لديه ميزان حق، نحن مطالبين النظام أموال هل يعقل أن نقول له إما جميعها أو لا؟
{ ما آليات حزب الأمة والصادق المهدي لتنفيذ الأفكار والآراء والمبادرات والمشروعات التي تتحدث عنها وتتبناها؟
- نحن لدينا آلية ولجنة قومية تحركت في قضية المناصير وحققت، وكذلك نحن متبنين كل الحركة الوطنية المطلبية، ولدينا لها آلية، ولدينا آلية للجهاد المدني والتعبئة ودعم الاعتصامات، ولدينا جهاز تنفيذي في حزب الأمة وهيئة شؤون الأنصار من أكفأ الأجهزة في بلدان متخلفة مثل السودان، وفي قضية التكفيريين.. ونحن في حزب الأمة بدأنا في طريق أن ندعو أهل القبلة ونقدم لهم ورقة نسميها (صحيفة أهل القبلة في السودان)، تعمل على جمع أهل القبلة وتعمل على عزل التكفيريين ودعم خط القوانين التي تجرم التكفير، ولدينا آلية للقضايا والمشاكل السياسية وآلية أخرى أنصارية تعمل في المسائل الدينية والأنصارية، ولدينا ورش تفوق 100 ورشة لكل قضية من القضايا، ونملّك الناس الحلول، وكذلك العمل التعبوي آليته الندوات، وكذلك نحن الحزب الوحيد الذي لديه آلية مستمرة في العمل الإعلامي ليست على أساس حزبي، بل على أساس الصحافة والسياسة، وصلت إلى 89 منبر شهرياً، تناول حتى قضية ستات الشاي وقضايا الحرب والحريات، وتخلق أثراً كبيراً ورأياً عاماً حول مجمل القضايا، وآلية للمنابر القومية للمناصير والبترول، ولدينا اجتماعات دورية في العمل التعبوي وهذه من آلياتنا.
{ من الواقع السياسي الآن هل تعتقد أنه سيحدث تغيير في (الوطني) من داخله أم تغيير من القوى السياسية المعارضة التي يرى البعض أنها عاجزة عن التغيير واللحاق بالثورات العربية لإسقاط النظام؟
- لما تكتمل الظروف للتغيير فهو غير محتاج لحزب من الأحزاب، وحدث ذلك في أبريل وأكتوبر وفي ثورة 25 يناير في مصر، ليس هنالك حزب معين قادها.. ظروف معينة هي التي تؤدي إلى الغليان، أما رأينا في حزب الأمة فهو واضح جداً، هذا النظام يواجه ضغوط جبهات حربية وضغوط مطلبية ويواجه ضغوطاً في المشاكل الاقتصادية وجهوداً دولية وضغوطاً من قبل التيار العام في الرأي السوداني.. ويواجه ضغوطاً من انقسامات داخل المؤتمر الوطني، كل هذه الضغوط وارد أن تصب في خانتنا نحن، وهذا حدث في بلدان كثيرة؛ أسبانيا، فنزويلا، شيلي وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية؛ أدى هذا الغليان إلى أن السلطة اقتنعت بأنها لا بد أن تقبل بمخرج ديمقراطي يرتضيه الناس، ونحن نأمل أن يحصل ذلك في السودان، ولكن حتى إذا لم يحصل ذلك في السودان فإن الضغوط لن تزول إلا إذا حدث إجراء استباقي ليحقق الأهداف، ثم إن هنالك ضغطاً معنوياً كبيراً جداً الآن هو الربيع العربي، نتائج الربيع العربي خلقت شعوراً واحداً في الشعب العربي كله، وحينما يسقط واحد من الطغاة الشعب يسجد ويصلي صلاة شكر وتظهر حركات فرح، وواحدة من نتائج الربيع العربي أنه خلق وجداناً سياسياً واحداً في المنطقة، أعدم الطغيان والآن أصبح الطغيان مرفوضاً، كما أن كل الناس أصبحت متطلعة لنظام سياسي فيه حرية، وأنه إذا لم يحدث ذلك هنالك وسائل تتعامل بها الشعوب، والشعوب كانت تخاف في السابق، ولكن الآن هناك اعتصامات ووسائل الإضراب، وصحيح أنها تقمع في بعض البلدان، ولكن مهما تقمع ما دام موجوداً هذا التوجه فإن هذا التيار سيضغط في كل البلدان، وكثير من البلدان عملت إجراءات استباقية، وفي السودان عملوا إجراءات استباقية.. كتيبة استراتيجية لمواجهة هذا الاحتمال الذي يمكن أن يحدث، وأعتقد أن كل ذلك يشكل ضغوطاً، ولكن واجبنا بخبرتنا ومسؤوليتنا ووعينا أن نسخر كل ذلك في اتجاه استباق هذه الأمور لقيام نظام جديد يحقق الأهداف الديمقراطية ويوقف الحرب، هذا هو الخط الذي نسير فيه، ننجح أو لا هذا موضوع آخر، ولكن أعتقد أن كل التيارات بما فيها التحركات داخل المؤتمر الوطني تصب في اتجاه واحد وهو ضرورة التغيير في اتجاه الديمقراطية.
{ هنالك اتهام يطال أشخاصاً داخل حزب الأمة بأنهم حرّكوا المذكرة الأخيرة داخل الحزب، من بينهم مبارك الفاضل، وهنالك اتهام للمؤتمر الوطني واتهام للإعلام.. من الذي يقف خلف هذه المذكرة صراحة؟
- أنا لا أستطيع أن اقول ذلك الآن، ولكن سوف يعقد مؤتمر صحفي سيقول فيه المسؤولون ما الذي حدث بالضبط، ولا أريد أن أتحدث بكلام عفوي، المذكرة مؤامرة سخيفة ليس لها أثر ولا معنى، وسوف يبين المسؤولون من الذي حرك المذكرة وكيف تحركت والأسماء التي تقف خلفها ومن الذي حصل له غش ومن هو المؤمن بالفكرة في حقيقتها، وسيأتي مختصون يتكلمون عن الموضوع تفصيلاً وعن أسماء الناس الذين ذكروا والذي حصل في مؤتمر صحفي، المكتب السياسي ناقش الموضوع خلال الأيام الفائتة ليكشف المؤتمر الصحفي للرأي العام تفاصيل الأمور بعد أن عرضت تفاصيلها على المكتب السياسي.
{ أنت وصفت دستور 83 بأنه لا يساوي الحبر الذي كتب به، والآن هناك جدل كثيف بخصوص الدستور.. ما هي رؤيتكم لهذا الأمر؟
- هناك ناس في الجبهة الإسلامية القومية كانوا يتحدثون قبل 25 سنة بلغة الشريعة.. نتيجة لهذا الكلام جاء انقلاب يونيو 1989 وقعدوا على رؤوسنا 24 سنة باسم تطبيق الشريعة، سوينا شنو ورجعنا لي وين، قضية الإسلام ليست قضية أماني وهي مهمة جداً وخطيرة، والناس الذين تكونوا الآن لم يعوا الدرس أصلاً عن ما حصل في السودان، ولا الكلام العفوي هذا سيأتي بنتيجة، موضوع الدستور قضية أساسية، ونرى أنه لكل أحد الحق في أن يدعو لما يشاء في الدستور، لكن لا أن تضعه جهة معينة وتحاول أن تفرضه على الناس، لأن هؤلاء ناس لديهم من الغفلة والاستخفاف بالإسلام والسودان، إنهم يقولون هذا الدستور إما أن يقبله الناس أو أننا سوف نحاربهم، هل هذا كلام إنسان عاقل يقول ليك هذا دستورنا إما أن يقبله الناس أو نعلن الجهاد؟ هذا كلام لأناس مؤكد أنه ليس بهم أدنى عقل، والناس يمكن أن يقولوا هذا رأي حزبنا، لأن الدستور قضية تشمل كل الناس، ونحن سوف نشترك في هذا الرأي وسنمتثل لرأي الجماعة، هذا الكلام يقال في كل مكان في مصر وتونس وأي مكان فيه عقل، هؤلاء ناس يتكلمون بعواطف ويحاولون إثبات انتمائهم للدين بحماسة غير مربوطة بالواقع، نحن نرى أن هذا نهج خاطئ وغلط ويضر بالإسلام والسودان، النهج الصحيح أي مجموعة تجتمع وتتحدث عن رؤيتها في الدستور، لكن لا بد أن يكون هنالك منبر قومي يجمع كافة الناس ويضع مسودة للدستور، ويتم الاتفاق أيضاً بأن الدستور تجيزه مؤسسة منتخبة انتخاباً حراً ويتفقون على المشاركة في العملية ومباركة النتيجة التي يتم التوصل لها، لكن هذا رأينا، إما أن يقولوا هذا رأينا وإذا لا يقبل ومن يخالف نعلن الجهاد ونقاتل هذا يعني أنهم مستهترون بالدين والسودان ويريدون توليد مزيد من الحروب في السودان، وفيه خطر وفتنة للدين والوطن لأن هذا ليس النهج الصحيح مثلما يقول المثل (يا إما تدري يا أكسر قرنك)، عليهم أن يقولوا هذا رأينا والآخرون يقولوا رأيهم ونضع مشروعاً للدستور وآلية ديمقراطية تجيز الدستور لأن كل العقلاء في العالم الإسلامي يقولون هذا الكلام في الحركات الإسلامية.
{ ما رؤية حزب الأمة في الدستور القادم؟
- حزب الأمة عمل ورشة ووضعنا رؤى ومبادئ، ونحن الآن لا يمكن أن نكتب دستوراً نهائياً، والورشة حددت ما هي معالم الدستور الجديد، والورشة ليست للشكل النهائي للدستور وإنما المبادئ التي يجب لها أن تحكم الدستور وتضمن فيه، ونحن نعتقد أنه يجب أن يكون الدستور السوداني القادم مدنياً بمرجعية إسلامية، وهذا قلناه في إعلان المبادئ، ويجب إلا يكون الدستور على أساس واتجاه مجرد حماسي، وإنما باتجاه واعٍ لأنه خلقت عندنا جبهتان: إحداهما تقول إما أن يطبق دستورنا أو الجهاد، وآخرون يا إبعاد الإسلام عن السياسة أو نقاتل، والسودان الآن يعاني من أفكار صبيانية فقيرة ولا بد أن يكون السودان الآن أخذ درساً، ولا بد أن نكون بالنسبة للعالم العربي كله مدرسة في تجنب الحماقات والشعارات المحرجة، لأننا جربنا التجربة الشيوعية والإخوانية والليبرالية، وكل التجارب جربناها وعشنا فيها، نحن أكثر جهة يمكن أن نتحدث كمدرسة دستورية، ولا نتبنى أفكاراً ولغة (روضة) في الدستور ومفترض نكون أخذنا تجربة دراسات عليا في الدستور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.