د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    السجن لمتعاون مشترك في عدد من قروبات المليشيا المتمردة منها الإعلام الحربي ويأجوج ومأجوج    الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    المرِّيخ يَخسر (سُوء تَغذية).. الهِلال يَخسر (تَواطؤاً)!!    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي: رئيس مصر القادم أطول وأصلع وأشيب.. النظام السوداني " تخندق " لمواجهة أية احتجاجات .. وأي انتفاضة سيكون مصيرها مثل سوريا واليمن وليبيا
نشر في الراكوبة يوم 27 - 03 - 2012


الصادق المهدي: رئيس مصر القادم أطول وأصلع وأشيب
الشعارات الدينية غير كافية لمواجهة الوضع المصري
هيكل أسير لوثائقه وروايته عن مقتل الإمام الهادي ربما كانت من التدابير ولكنها لم تحدث.
النظام السوداني " تخندق " لمواجهة أية احتجاجات .. وأي انتفاضة سيكون مصيرها مثل سوريا واليمن وليبيا
نقدم طوق نجاة للوطن وليس النظام ولا يوجد أحد يمكنه أن يزايد علينا.
الخرطوم- أفريقيا اليوم: صباح موسى
[email protected]
الصادق المهدي أحد أشهر الشخصيات السياسية بالسودان والمنطقة، يختلف كثيرون حول شخصه ، فعلي الرغم من أنه ينبع من جذور دينية وإسلامية تعود لجده الإمام المهدي، إلا أنه يفاجئك بشخصية مستنيرة تصطدم آراؤها مع من لديهم أفكار سلفية، فيراهم الرجل مغالون في الدين، وكما اختار الصادق المهدي الوسطية في الدين، إختار لنفسه أيضا طريقا وسطيا في السياسة، ففي السودان يحتار الجميع في أسلوبه فهو معارض للنظام، ولكنه يتحاور معه، يريد تغييره ولكن بالحوار وليس بالعنف، ويبرر ذلك بأن بلاده لا تحتمل مواجهات سوف تكون هي الأشرس من نوعها في المنطقة، وأنه إذا ساعد في ذلك - وهو قادر لأنه يمتلك شعبية كبيرة من الأنصار بالسودان- فسوف يقدم في نظره على عمل لن يغفره الوطن له ولا التاريخ.
الصادق المهدي اتفقت أم اختلفت معه لا يمكنك إلا أن تحترمه لوضوحه ووطنيته التي تنبع من حديثه الذي تحسه صادقا، كثيرون يعتبرونه رمانة الميزان في الحياة السياسية بالسودان لما يملكه من إعتدال يميل دائما للحفاظ على الوطن ومنعه من أي مواجهات... التقينا الصادق المهدي بالخرطوم وتحدثنا معه عن مجمل القضايا الداخلية بالسودان ومصر، وحكى لنا كيف قتل عمه الإمام الهادي المهدي.
وفيما يلي نص الحوار :
في البداية مصر في مرحلة مفصلية ومهمة على مر تاريخها... نريد منك تعليقا على الوضع السياسي في مصر الآن؟
- نحن سعداء جدا أنه حدث تحول ديمقراطي بمصر، ونعتقد أن التحول في مصر سيكون له بعد واضح في المنطقة، ونقول أن النتائج الموجودة في مصر الآن متوقعة وموضوعية، وأمام القوى السياسية المصرية تحد كبير، فيجب أن يدركوا أن الشعار الإسلامي وحده لا يكفي، لا بد أن يكون هناك برنامج ناجح وواضح في حل مشاكل البلاد، وهناك لابد من النظر إلى تجربتين السودانية لأن الشعار الإسلامي وحده غير كاف، وكذلك الدرس التركي، فعندما كان أربكان قد أعلن الشعارات الإسلامية أدى ذلك إلى إخفاق التجربة، ولكن عندما فكر في التعامل مع الواقع أتى بنتائج موفقة وناجحة، فلابد أن يسعدوا بالديمقراطية في مصر، وأصبحت هناك قوى لديها صلة بالشعب، ويجب أيضا السعادة بهذا الحدث، ويجب على القوى السياسية أن تعتبر الذي حدث لابد فيه من مواجهة التحديات مع الأخذ في الإعتبار أن الشعار وحده لا يكفي في حل المشاكل، وأن الحل يقتضي أخذ الدرس من التجربتين السودانية والتركية.
وما هي نصيحتك للمصريين في هذا التوقيت حيث إختيارهم لقائد للبلاد؟
- على القوى السياسية المصرية كلها أن تجتهد في الإتفاق حول شخص الرئاسة في مصر ليناسب المرحلة المقبلة، وتنتقل الصفات المهمة للرئيس بالإختيار، وعلى الذي يريد أن يكون رئيسا أن يكون لديه إدراك بأهمية المرجعية الإسلامية وضرورة الحفاظ علي الوحدة الوطنية والوعي الكافي للمصير المشترك لمصر والسودان، ومن المهم جدا أن يتفق على شخص يكون مؤهلا لقيادة المرحلة القادمة وهذا الأمر لا يقبل مواقف المتفرجين ، لأننا لم نشارك في هذا الأمر، وكتم الشهادة أمر منهي عنه نقلا وعقلا.
هل ترى أن الصفات التي ذكرتها متوفرة في أحد المرشحين؟
أنا رأيت في منامي رئيس مصر وكان ذلك في نوفمبر 2010 قبل رحيل مبارك، فقد رأيت ان هناك أحد يقول لي أني سأتناول الإفطار مع الرئيس المصري، وأذهب ولم أجد مبارك رأيت شخصا أطول منه وأشيب وأصلع. فأنا قلت للناس وقتها أن مبارك "خلاص "، ولدي 20 رؤية تحققت من قبل، منها نهاية نميري وانتهاء نظامه، وأنا أؤمن بالإشارات الغيبية لأنها من الدين، وهناك أمثلة كثيرة تؤكد ذلك رؤية يوسف بأنه رأي أحد عشر كوكبا، وكذلك رؤية عزيز مصر عن السنابل، فإبن آدم فيه من روح الله، وهذا الحديث موجود كثير في السيرة وفي الحياة.
لو تناولنا الشأن السوداني .. تعاونك مع الحكومة السودانية به روح تسامحية فكلما دخلت في محنه تلقى لها أنت طوقا للنجاة كما يرى البعض، هل يمكننا أن نفهم من ذلك أن هذا التسامح مبني على رؤية صالحة لمن يحكمون السودان الآن؟ للوضع؟
- أنا لم ألقي لهم طوقا لنجاة، أنا أوسع مجال الحريات والرأي الآخر، لأني أعتقد أنه أكتر وسيلة لمواجهة أي نظام ظالم هي وسائل اسميها الجهاد المدني أو القوى الناعمة، فقد تجنبنا القوى الخشنة كثيرا من قبل، فنحن استخدمنا القوى الناعمة مع عبود ومع نميري ونستخدمها الآن، حتى الكلام عن أن النظام يواجة معارضة مسلحة وارد يحدث ذلك، لأن إتفاقية السلام كانت بين الجنوب والشمال وزادت المشاكل وتركت مشاكل مثل أبيي معلقة على أساس أنها ستحل ولم تحل ولذلك قامت هذه الحرب، وهي جزء لا يتجزأ من عيوب الإتفافية، ولذلك أرى في نهاية المطاف هذه الحرب المتجهة لإسقاط النظام اذا نجحت سوف تنجح بحرب مابين الشمال والجنوب، واذا قامت ستضيع قضية التحول الديمقراطي، وهناك أيضا خط للإنتفاضة ويمكن أن يحدث وهو وارد، لكن هذا الخط اذا حدث فعلا لن يقوم مثلما حدث بمصر أو في تونس، سيكون مثلما حدث في سوريا وليبيا واليمن، لأن الذي حدث بمصر وتونس الميزة فيه أنه حدث مفاجأة، ولكن النظم بعدها إستعدت وتخندقت والنظام السوداني استعد أيضاوتخندق، فلدينا الآن عندنا الجبهة الثورية ولديهم قضية وهي مشروعة لأن حقوقهم سقطت في إتفاقية السلام، لكن هذه القضية متابعتها بالطريقة المسلحة ستؤدي إلى حرب بين الشمال والجنوب، وهذا سيضيع قضية التغيير في رأيي، ثانيا موضوع الانتفاضة أقول أن الإنتفاضة مع إستعداد النظام سوف يقمعها وهذا سيؤدي إلى السيناريو السوري أو اليمني أو الليبي، وهنا نحتاج إلى نظام جديد، ولكن كل هذه الأشياء ستتحول إلى ضغوط، وأرى أنه ليس هناك حل إلا باتفاق استباقي يحدد بناء النظام الجديد، وهو يشمل كل هذه القوى، إذن النظام أمامه ثلاث اختيارات الآن، هذه الخيارات كلها تريد تغيير، فهناك من يريد تغييرا بالقوة، ومن يريد بالانتفاضة، ومن يريد عملية إستباقية تحقق نفس الأهداف، أنا لا أعتقد أن هذا التفكير طوق نجاة هذا طوق نجاة للوطن وليس للنظام، وأعتقد أننا أكثر من ساهم في تعرية المشروع الإسلامي للنظام، والآخرون يتحدثون عن الحرية فقط، ولكننا عرينا هذا الموضوع، وصمدنا للنظام أكثر من غيرنا، ودفعنا غاليا جدا، ولو كنا نعطيهم طوق نجاه كنا استفدنا أو اتفقنا، وكان حدث لنا راحه في عملنا السياسي، ولكن موقفنا هو المواجهة، ولذلك نحن نقدم أفكار للسودان وللأسف الافكار الي بنقدمها مابتنفذ، فنحن من مايو 2005 قلنا اتفاقية السلام لن تأتي بسلام ولا وحدة ولا ديمقراطية، وانها سوف تأتي بانفصال.
وهل اشراكك لإبنك عبد الرحمن في الحكومة كمساعد للبشير ليس طوق نجاة؟
- أنا لم أدفع به، وهذا هو رأيه الشخصي وليس رأيي فهو يرى أن الإشتراك مع الحومة ممكن أن يأتي بنتيجة، وكان علي إما ان أمنعه قهراً وهذا ليس أسلوبي، ولذلك وقلت له إذهب في طريقك إذا نجحت فسوف تحقق شيئا للبلاد، واذا لم تحقق ستكون خطوة. هذا كل ما قلته له.
وهل تعتقد أن عبد الرحمن الصادق حقق اي شيء في تقديرك خلال الفترة التي حكم فيها؟
التقييم لم يتم والوقت لم يحن بعد ، ولكن عبد الرحمن دخل الحكومة بفهم أن هنالك مصلحة من التعاون مع النظام، وقال هذا الكلام في أروقة حزب الأمة كلها والجميع يعرف رأيه، هذا رأيه وليس رأيي انا الصادق المهدي ، أقول أن أشرس معارضين للنظام هم من أبنائي، وهناك منهم مثل عبد الرحمن فأنا أعطيهم حرية في التعبير عن رأيهم، مريم ورباح وصديق أم سلمة من أشرس أبنائي معارضة للنظام ، وأنا لا أمنع هذا اأو ذاك، والكلام الذي يقوله الناس ان الصادق يشارك بأولاده ويعارض ببناته كلام فارغ ، أبنائي المعارضين للنظام يتحدثون برأيهم هم وليس رأيي أنا.
ماهي رؤيتكم الآن لحل أزمات البلاد؟
- ندعو في الوقت الراهن إلى مؤتمر دستوري قومي تشترك فيه كل القوى السياسية لكي نبني نظاما جديدا ونوقف الحروب هذا طوق نجاة للوطن وليس للنظام اذا قبل ولكن حتى الان غير مقبول، وإذا كنا نتحدث بالمرارات لا يوجد إنسان يستطيع أن يزايد علينا ، فمثلاً الكلام الذي يقوله المؤتمر الشعبي وهو الذي ألف الحكومة والنظام الحالي، ويجب أن يسألهم الناس كيف أنتم مؤلفين كل هذه القوانين وتأتوا الآن لتزاودوا في الديموقراطية؟ فلا يمكن ذلك، نحن موقفنا في السلطة ديمقراطي وحمينا حريات الناس وكذلك في المعارضة، كل الذي يمكن أن يقوله للناس هو أننا نعمل بمرارة وهذا صحيح، ولكن لا يمكن لا لاحد أن يقول أننا قدمن طوق النجاة للنظام.
وما رأيك في المذكرة التي قدمت للإصلاح في حزب الأمة؟
كيف تقدم مذكرة للإصلاح في حزب الأمة وهو حزب ديمقراطي؟، فتقديم مذكرة للمؤتمر الوطني يمكن أن نفهمه لأنه حزب أتوقراطي يسطو على السلطة بجهاز الأمن وحزب بوليسي ، ايضاً أفهم انه حزب مثل الإتحادي الدمقراطي تكتب له مذكرات لأنه حزب لم يعقد مؤتمرات، والناس في الحزب تريد أن تتحدث، حزب الأمة حتى الآن عقد سبع مؤتمرات، فلدينا مؤسسات يحكمها دستور والدستور يحدد من هو الرئيس بالإنتخاب ومن يحاسبه بالديمقراطية، ومن هو الأمين العام ومن يحاسبه بالدستور، وكيف يكون المكتب السياسي ومن يحاسبه بالدستور وليس بامكان احد أن يتهمنا بأن أجهزة الحزب معطلة لأنها تعمل، وكل المؤتمرات والنقاشات في داخل الحزب مسجلة لذلك، لا نفهم لماذا تكتب لنا مذكرة ولماذ؟، المذكرة تكتب لنظام بوليسي قائم على القهر وتكتب لجهة لا تعطيك منبر تتحدث فيه ونحن في حزب الأمة منابرنا موجودة المؤتمر االعام الهيئة المركزية والمكتب السسياسي الذي يجتمع مرة أو مرتين في الشهر بإستمرار، وليس هنالك عضو في أي مؤسسة من مؤسسات الحزب لم يسمح له بالحديث بحرية، وفي النهاية لدينا مؤسسات، ولكن أن يأتي اشخاص ويضربوا صفحة عن المؤسسات ويقولوا لا نحن لا نريد أن نعمل فوضى، انا افهم ان يأتيني شخص من الحزب ويقول لي أنت اداءك لست موافقا عليه ومتى ندعو للمؤتمر العام حتى نحاسبك، افهم مثل هذا الكلام لأنه أصلاً في كل مؤتمر عام الناس بيحاسبوني، ويقولوا كلامهم ، أما أن يأتي افراد يلغون المؤسسات ويتكلموا من فوق لراسك، فهذه تكون فوضى لأن الحزب ليس "زريبة" كل شخص يقول مايريد.
وهل توصلتم إلى الأشخاص الذين تقدموا بهذه المذكرة ومن خلفهم؟
- 715 شخصا الذين قدموا المذكرة ، عملت دراسة محددة ووجدنا أن الذين وقعوا في المذكرة 138 شخصا والبقية اتضح أنهم لم يوقعوا وغير موافقين ، حتى الذين وقعوا عليها قالوا أنه عُرض علينا كلام غير الكلام في المذكرة ، وعلى كل حال سوف يتبين تماماً أن كل الحكاية لعبة فارغة وليس لديها معنى، خصوصاً في حزب أجهزته موجودة ومحمية بالدستور وليس به أحد ممنوع من الكلام، وسوف يتضح أن الفرقعة هذه التي أعطاها صوت أكبر الصحف المنحازة للمؤتمر الوطني، ولاحظنا أن الصحف التي تأتي بشئ إيجابي لحزب الامة هي التي إهتمت بأمر المذكرة لأسباب لأن الأوتقراطية تريد أن تكسر الأحزاب، ثانياً لأنهم يريدون أن يقولوا كلنا في الهم شرق، وتريد الأتوقراطية أن تفهم الناس أن كل الاحزاب مرفوضة ، وأنا لا أقبل أن تقول لي الأحزاب سمي لي اي حزب لأنه لا نقبل أن توضع كل الأحزاب في جانب واحد، قول لي حزبكم فعل كذا وهذا الحزب فعل كذا، ولكن الآن بكل اسف هنالك محاولة لتلويث سمعة الأحزاب ، والمذكرة لحزب المؤتمر الوطني مقبولة لأنه ليس به ديمقراطية وكونته السلطة، لكن حزب الأمة كونته جماهيره بإختيارها ولم تكونه السلطة ، الرأي والرأي الاخر متوفر في حزب الأمة في أي قضية وممثل في كل أجهزتنا، إلا أن تكون المذكرة تخريب لحزب معروف من أين تاتي محاسبة قياداته. على أي حال سيكون هناك مؤتمر صحفي قريبا سوف نعلن فيه كل ملابسات هذا الموضوع.
تحدثت أن الجبهة الثورية لديها قضية في حين أن حركة تحرير السودان إحدى الحركات المؤسسة للجبهة قالت أنك عندما اطلعت على فكرتها من البداية تحدثت إليهم عن أن هذا الكيان عنصري ولن يحقق شيئا. ماتعليقك على هذا الكلام؟
- لا.. أنا رأيي ببساطة شديدة أولا لماذا نعتقد أن هذه الجماعة عندها حق، لأن اتفاقية السلام قالت جنوب كردفان جنوب النيل الأزرق لهم حقوق، ولكن هل استجابت اتفاقية السلام لمطالبهم أم لا؟ واذا لم تستجب مالذي يحقق مطالبهم، ولذلك هم لديهم حق، اتفاقية السلام انحسرت أنها اتفاقية جنوبية شمالية، ولم تشمل حل القضايا الشمالية الشمالية، ولذلك عندهم قضية حق، لكني أقول هؤلاء جزء من الحركة الشعبية وجزء من الجيش الشعبي، وهذه الملابسات مع أنهم شماليين ستؤدي إلى حرب بين الشمال والجنوب، وهذه الحرب ستجعل قضية الإصلاح صعبة، ولذلك هذا النهج يمكن يضغط ويعمل استنزاف لكنه في النهاية اذا استمر بالواقع، فالحركة الشعبية الشمال هي جزء من الحركة الشعبية بالجنوب، وفي الواقع الجيش الشعبي في الشمال جزء من الجيش الشعبي في الجنوب، فهذا الواقع سيؤدي إلى حرب بين الدولتين، وستضيع معها قضية التغيير في السودان، ولذلك رأينا مع أنه فيه قضية، وفيه مطلب مشروع، ولكن الملابسات سوف تحول القضية من نزاع مابين الشماليين فيما بينهم إلى قضية بين الشمال والجنوب، والجنوب حتما سيجد نفسه جزء من هذا الصراع لأن الحركة الشعبية والجيش الشعبي في الشمال جزء منهم، ولم تحدث عملية التفكيك بعدما استقل الجنوب، ولذلك هذا موضوع به مأساة كبيرة جدا، لابد أن نفهمه ونعالجه، والواقع يقول أن العمل الثوري الذي ستقوم به هذه الجهة سوف يؤدي إلى حرب بين الشمال والجنوب وهذا يجب أن نتجنبه.
وحديثك عن أن الجبهة الثورية كيان عنصري؟
- لا انا قلت أنه طبيعة التركيبة لهذه القوى المتحالفة سوف تؤدي إلى استقطاب مثلما حدث في دارفور، حتى اذا هم احتاطوا وكانت وطنية عامة، التركيبة وطبيعتها ستؤدي إلى هذا الموقف، وهذا يجب أن نتجنبه، بعدم الحرب لكن هؤلاء لديهم قضية لأن اتفاقية السلام علقت موضوعهم دون إتفاق.
سيد صادق دعني أستفسر عن مقتل عمكم الإمام الهادي، فالكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل في كتابه الأخير نقل رواية مختلفة تماما عن الروايات السودانية الموجودة، نريد أن نعرف التفاصيل الحقيقية لموته؟
- أولا نحن عينا لجنة فنية وقتها برئاسة المدعي العام لكي تحقق في الموضوع، لاشك أن كل الكلام الذي قاله هيكل في رأيي يتعلق بما قبل الحادث، فكانت هناك أفكار أنه كيف يتم التخلص من الإمام الهادي، في رأيي أن الأفكار التي تحدث عنها هيكل كانت تدابير مع السادات ونميري ومبارك، فكان هناك حديث بينهم كيف نتخلص من الإمام الهادي ( الذي كان يمثل في نظر نميري قائدا للرجعيه باعتباره إمام دين وله أنصار كثيرون فقرر نميري التخلص منه هو وأنصاره في منطقة الجزيرة أبا في عام 1970)؟، وفي ذلك الوقت كان هناك ميثاق طرابلس الثلاثي ومن بنوده أن أي بلد من الثلاثة يتأثر بأي نوع من التحدي الآخرون يساعدونه لأن يقضي على هذا التحدي، ونميري قال للمصريين أن الحركة التي قامت في منطقة الجزيرة أبا بالسودان تشكل تحديا كبير له، وأرى أن كلام هيكل في هذا الموضوع ليس كله خياليا، جزء منه كان في أوساط الجهات المعنية ماذا نفعل بمشكلة الإمام الهادي قبل مقتله، ويبدو أن بعض الناس وقتها قالوا أحسن حاجة نتخلص من شخص الإمام حتى تنتهي المسألة، الذي حدث أنه بعدما وقع الضرب على الجزيرة أبا، الإمام قرر أن يهاجر، ويبدو أن هيكل لا يعرف الجغرافيا السودانية فقد تحدث أن الإمام خرج في الإتجاه الشمال الشرقي، ولكنه خرج في إتجاه الجنوب الشرقي في الكرمك ثم الى اثيوبيا، ومات الإمام وهو في الطريق للخروج من هذا الإتجاه، فعندما أوشك الإمام أن يخرج من البلاد ومن معه وقبل أن يصلوا إلى الحدود جلسوا لتناول الشاي، فرآهم بعض الناس فأبلغو شرطة الكرمك فقد ظنوا أنهم مهربين، ولم يعرفوا أنه الإمام، وعندما جات الشرطة، قالوا أن الضابط كان يريد أن يسلم على الإمام بعدما تعرف عليه، ويبدو أن الإمام قبل أن يسلم عليه عمل شئ ظن أحد العساكر أن الإمام يريد أن يشهر مسدسه، فقام العسكري بضرب الإمام في رجله (وركه تحديدا) ، فحدثت ربكه ولم يفكروا أن يسعفوه وظل ينزف، وكان مع الإمام شخص يدعى سيف الدين الهادي جلس في الأرض ووضع رأس الإمام في حضنه، وكان معهم أيضا محمد أحمد مصطفى خال الإمام وأشخاص آخرون، وجاءت التعليمات من القيادة بالخرطوم بأن إفصلوا مابين الإمام ومن معه، ففصلوهم وبعدها جاءت التعليمات بقتل الإمام لأن ذلك كان جزء من خطتهم في التخلص منه، وكذلك قتل من معه حتى لا ينقلوا الخبر وتم قتلهم، وأن يدفنوا في مكان غير معروف، المدهش أنهم حينما دفنوا الإمام كانت التعليمات أنهم يدفنوه بالسرير الذي كان ينام عليه، وعملوا حفرة كبيرة ودفنوه بسريره فيها، ولجنة التحقيق سمعت هذه المعلومات وبناءا على هذا الكلام تم الحفر في هذا المكان ووجدوا الإمام مدفونا فيه، وبدلا من أن يحدث تجريف في هذا المكان كما كان متوقعا، تكون حجر جيري حمى الجثمان من أي نوع من التجريف والتعرية. على كل حال هذا ماحدث، بعدها قررنا نقل رفاته للقبة بأم درمان. إذن رواية هيكل ان الإمام سمم بواسطة مانجو يجوز أنهم كانوا يفكروا في ذلك، ولكن هذا لم يحدث، فهو يتحدث عن شئ لم ينفذ بعدها ، وواضح أنه أمر كان مخطط لها كونها فكرة مبارك أو غيره هذا غير معروف، أقول أن هيكل من كثرة إعتماده على الوثائق يترك الواقع ويتحدث من الوثائق، هو يروي الأشياء حسب الوثائق وهذه واحدة من الأخطاء، فالوثائق تدل على ماكان بالأذهان، ولكنها لا تدل على ماحدث في الواقع، فهيكل أسير لوثائقه وأوراقه لدرجة فيها عدم إعتبار للواقع وللأحداث.
هناك بعض الأنصار مازال يعتقدون بأن الإمام الهادي لم يمت وأنه سوف يعود ماذا تقول في ذلك؟
- الإمام الهادي عندما خرج من الجزيرة أبا قال للناس أنا طالع وسأعود، والذين يرددون بأن الإمام مازال حيا هم مرتبطون بهذا الحديث، ونظام نميري ساعد في ذلك.
ذكرت في سياق حديثك أنه كان هناك ميثاق بين مصر والسودان وليبيا في هذا التوقيت لحماية بعضهم البعض، هل تعتبر أن هذا الإتفاق يبرر للسلطات المصرية وقتها ضرب الجزيرة أبا؟
- في وقتها عارضنا الميثاق، قضيتنا أنه كان ميثاقا لحماية الديكتاتورية في البلدان الثلاثة، ولا أتعامل مع البلدان العربية باعتبار تدخلا أجنبيا ، أنا أعتقد أن هناك أسباب تؤدي إلى ذلك، ولكن قضيتنا ليست أن ميثاق طرابلس تم بين ثلاث دول ونرحب بذلك، لكن كان الميثاق لحماية الديكتاتورية في الدول الثلاث، كان موقفنا ولذلك كان تدخل ليس على المفهوم السياسي، وأعتقد أن الناس فيه تتنازل لمصلحة، فالاتحاد الأوروبي يفعل ذلك، لكنه تنازل عن السيادة لوحدة ديمقراطية، الميثاق في ذلك الوقت أدى إلى الإلتزام بحماية الدكتاتورية في مصر وليبيا والسودان هذا هو الخطأ الذي عارضنا به ميثاق على إعتبار أنه ميثاق طغاة لحماية الطغيان في البلدان الثلاثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.