صدّت القوات المسلحة هجوماً جديداً على مناطق (هجليج) و(تلودي) بولاية جنوب كردفان وطاردت فلول الحركات المسلحة إلى خارج حدود الولاية. وقال قائد الفرقة (14) مُشاة اللواء ركن بشير مكي الباهي للصحافيين أمس (الاثنين) إن متحرك (الكرامة) واجه المتمردين على مشارف مدينة (تلودي)، مُبيناً أن كافة القوات جاهزة للدفاع عن الولاية والسودان، ونوّه إلى أن دولة السودان مستهدفة من دولة جنوب السودان بعد احتضانها لقوات الجبهة الثورية. من جهته قال والي الولاية احمد هارون إن دولة جنوب السودان بنت إستراتيجية بقائها كدولة بإشعالها للحرب مع الدولة (الأم) هرباً من دفع استحقاقات البناء الطويلة والشاقة والعسيرة والمُرهقة، ونوّه هارون في حديثه للصحافيين إلى أن القيادات الجنوبية التي تفكر بعقلية رجال العصابات يستحيل معها هناء السودان بالسلام الكبير، وقطع بأن احتفاء سلفاكير باحتلال (هجليج) وتصرفه وكأنه داخل الغابة لا كرجل دولة أبلغ دليل على عدم التحلي بروح المسؤولية، وأشار هارون إلى وجود تنازع الإرادات داخل كابينة دولة حكومة الجنوب، مبيناً أن عملية التحول من حركة (غوريلا) إلى حزب سياسي لم تتنزل في عقول قيادات الدولة الجديدة، التي صممت إستراتيجية بقائها على الجلوس فوق (أشلاء) دولة السودان، مبيناً أن الدولة السودانية ستظل مستهدفة بعمليات دولة الجنوب (المفضوحة) سيما وأن الدبابات المدمرة والتي استولت عليها القوات المسلحة ما زالت تحمل ديباجات فرق الجيش الشعبي، بالإضافة إلى وجود أوراق التخليص الجمركية من الموانئ الكينية في أدراج سياراتهم المستولى عليها على الحدود بين الدولتين، واستبعد هارون الاستبشار كثيراً بالحوار الجاري بين الدولتين باعتبارها عملية (هشة) وأن (ريما سترجع لي قديما) - على حد تعبيره - موضحاً أن الهجوم الجديد على (هجليج) نفذّه الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب بدعم من حركات دارفور، بينما نفذّ الهجوم على (تلودي) الجيش الشعبي من أبناء المنطقة بدعم من الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، موضحاً أن استهداف (هجليج) هدفه توصيل دولة السودان إلى مرحلة (الصفر) في مفاوضات النفط، بينما يريدون الاستيلاء على (تلودي) باعتبارها مدينة لها رمزيتها، وتاريخها لاحتلالها وتأسيس قاعدة فيها، سيما وأن المدينة تجاور ولايتين جنوبيتين هما أعالي النيل والوحدة، مؤكداً أن المدينةالجديدة يريدونها (بنغازي) أو (نيو سايت) جديدة، لكنه عاد وأكد أن (تلودي) ستكون الصخرة التي ستتحطم عليها آمالهم غير المشروعة.