المعارك التي دارت في منطقة هجليج بين الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان والقوات المسلحة انعكس تأثيرها على وجوه مواطني العاصمة صباح أمس (الأربعاء) وهم يتداولون أخبار الحرب الدائرة. الباحثون عن أثر القرارات السياسية على اقتصادهم المعاش اختزلت تساؤلاتهم عبارة ساخرة من مواطنة: (مش كان أحسن نحارب ونحن أغنياء وموحّدين بدل فقراء ومقسّمين)؟! بالطبع ليس ثمة مجيب..!! المعارك التي دارت في منطقة هجليج بين الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان والقوات المسلحة انعكس تأثيرها على وجوه مواطني العاصمة صباح أمس (الأربعاء) وهم يتداولون أخبار الحرب الدائرة. الباحثون عن أثر القرارات السياسية على اقتصادهم المعاش اختزلت تساؤلاتهم عبارة ساخرة من مواطنة: (مش كان أحسن نحارب ونحن أغنياء وموحّدين بدل فقراء ومقسّمين)؟! بالطبع ليس ثمة مجيب ما يجري بهجليج تأثيراته الاقتصادية تأتي من سببين: الأول في احتواء المنطقة على حقول النفط التي تعتبر مورداً أساسياً للمشتقّات النفطية للشمال بعد انفصال الجنوب، والثاني في أن هذه هي الأحداث الثانية في أقل من شهر حيث تعرضت المنطقة لأحداث كانت أقل ضرراً على المناطق النفطية في شهر مارس الماضي. حرب النفط لا يخفى على الجميع أنّها ظلّت مستمرة منذ التوقيع على اتفاقية السلام، فنار الخلافات بين الفينة والأخرى وتبادل الاتهامات بين الطرفين كانت مشتدّة على الدوام حول تقسيم الموارد النفطية، وانتهت مؤخّراً بالإيقاف الكلي للإنتاج مع مزيد من الاتهامات للخرطوم بسرقته..!! الأحداث الأخيرة تجلّت تأثيراتها بصورة مفزعة وبدت في هيئة الازدحام على بعض طلمبات الوقود، حيث لاحظت (الأهرام اليوم) في جولتها ازدحاماً ظاهراً للعيان على عدد من طلمبات الوقود وسط شائعات بشحّه في الفترة المُقبلة وارتفاع أسعاره بعد أن جدد البرلمان نيته رفع الدعم عن المحروقات بما جعل المواطنين يهرعون لتزويد سياراتهم تحسبا لأي طارئ. وكشفت مصادر مطلعة ل(الأهرام اليوم) عن توقف العمل كلياً في حقول هجليج منذ اندلاع الحرب بين الجانبين مؤكدة في الوقت ذاته أن ثلاثة أرباع النفط الذي يغذي المصافي بالشمال يأتي من خارج هجليج، وأشارت إلى أن الدولة قامت بعمل ترتيبات مسبقة لأي كوارث محتملة بما جعلها تؤمن مخزونا جيدا من المشتقات النفطية واعتبرت الازدحام من قبل المواطنين والإقبال على المشتقات النفطية رد فعل طبيعي للهجمة على هجليج. وزارة النفط أعلنت على لسان الأمين العام للوزارة عوض عبد الفتاح عن توفر المشتقات النفطية بالبلاد، وقال في بيان صحفي حصلت (الأهرام اليوم) على نسخة منه إن وزارته لديها من الإمداد النفطي بكافة مشتقاته ما يكفي الاستهلاك المحلي، وأفاد بأن توفير الإمداد هو مسؤولية الوزارة التي ظلت تعمل على الحفاظ على الإمداد النفطي حتى بعد انفصال الجنوب وعند إيقاف دولة الجنوب لإنتاجها النفطي وترحيله عبر البلاد. وأكدت الوزارة سعيها الدائم للحفاظ على توفير الإمداد النفطي بالبلاد مطمئنة المستثمرين في مجال البترول وكشفت عن عزمها زيادة الإنتاج النفطي والاستكشافات الجديدة. مدير إدارة الإمدادات بوزارة النفط أزهري باسبار كشف عن وجود ترتيبات قامت بها وزارته تحسباً لأي طارئ، مقراً في الوقت ذاته على أن توقف العمل في حقول هجليج عمل على إنقاص الكميات التي كانت تدفع للشمال وقال باسبار إن وزارته عملت على إيجاد تحوطات مسبقة لإنشاء مخزون إستراتيجي من كافة المشتقات النفطية، لافتاً إلى أن الوزارة أنشأت عددا من المستودعات في كل من ربك وعطبرة ونيالا والجيلي بما ساعد في تخزين أكبر كمية من المواد النفطية، وعول باسبار على العلاقات الجيدة مع الشركات في سير الأمور بصورة جيدة في ما يخص الإمداد النفطي، منبهاً إلى أن الدولة تلجأ للاستيراد في سد فجوة بعض المشتقات النفطية، وأكد على أن المخزون الإستراتيجي للبلاد من الغاز هو الأكبر من نوعه، مطمئناً المواطنين بأن الأمور ستسير بصور طبيعية في الأيام المقبلة إلى أن تعاود حقول هجليج عملها، واصفاً سير إنتاج العمل في الحقول الأخرى بالجيد. ويرى الصحفي المتخصص في الشؤون النفطية السر سيد أحمد أن إنتاج الحقول بالشمال يعمل على تغطية الاستهلاك المحلي، مشيراً إلى أن الشمال ينتج ما يقدر ب(115) ألف برميل، إلا أن سيد أحمد لفت الانتباه إلى أمر مهم يتمثل في نصيب الشركات من الإنتاج وفقاً لاتفاقية قسمة الإنتاج الموقعة بين الحكومة والشركات وتوقع في حديثه مع (الإهرام اليوم) أمس (الأربعاء) أن تشتري الحكومة نصيب الشركات من النفط لتغطية الفجوة في المواد النفطية منذ انفصال الجنوب، وأشار إلى وجود نص يمنح الحكومة حق الحصول على نصيب الشركات مقابل مبالغ تدفع لها.