* بضمير منفصل،عمّا يحدث في كل حواس البلد، وفي وقت يلزم فيه القول الحسن أو الصمت، يخاطبنا السيد وزير الإعلام (عبدالله علي مسار)، بإيقاف الأستاذ (عوض جادين) المدير العام لوكالة سونا للأنباء العريقة بسبب مخالفات مالية وإدارية! * إدارة العمل الإعلامي عند الأستاذ (عوض جادين) ومنذ الهيئة القومية للإذاعة وفترته القصيرة بالتلفزيون القومي، تتم بوجه مكفهر، وقرار صارم، لكن بمزاج معتدل من حيث التوظيف، أو هكذا يقول استبيان العاملين في معظم أماكن وظائفه السابقة. ليس (بالحفِر)،و(الحردان) والتسلق والوصولية والتطاول والتراهق، أو كافة أشكال التجاوزات الإعلامية التي نسمع بها ونعرف عنها - طرق توظيف المذيعات والصحفيين والمخرجين والإداريين ومنح عقودات الفضائيات، ناهيك عن الإنتاج الخارجي والاستثمارات الداخلية والرعايات و(الكوميشنات) وتفاصيلها! * تفاصيل قرار الإيقاف متوقفة بحسب وزير الإعلام عند حد المخالفات المالية والإدارية وأن الرجل (متهم حتى تثبت براءته!) وليس العكس، والرجل بحبات العرق المالحة على جبينه وحلقه - من غرابة الموقف - نعرف عنه جزءاً من شخصيته الثابتة والقوية، التي يحسبها كثيرون - ونحن منهم - أنها صعبة، قراره - إيقاف دخول الصحافة ذات نهار من دخول حوش الإذاعة!- وإداراته لفترة التلفزيون بشيء من الشفافية المفقودة الآن! ونعرف عنه نشاطه السياسي القديم ككادر في الحركة الإسلامية وفترة مؤسسة الإنتاج الإعلامي وساحات الفداء، ويقول: (لا كبير على المحاسبة، وأود أن يكون نصيبي منها علنياً!). * إعلانٌ مخيف، رغم الأخلاقيات المهنية العالية التي تظهر في حروفه وصياغته، مخيفٌ، من كثر ما هو مملوء بتوابل الثقة الحارة، ومنكهات المسيرة والسيرة الإعلامية النيّرة التي تقارب النزاهة. إعلان كهذا يفتح باب المحاسبات لكافة أوجه المضلع الإعلامي، ويدير الصراع بطريقة (عليّ وعلى أعدائي)، فهي سلسلة متصلة التروس (سونا، الإذاعة، التلفزيون، المجلس القومي، الفضائيات، الإذاعات،... الخ) إذا سقط منه (ترس) تداعت بقية عقود العمل والوظائف، وذوي القربى والعاملين عليها وأبناء المسؤول، في إثبات أنه نظام إعلامي متماسك حتى في انبهاله! * والهبل يغطي وجهنا بريالته ومخاطه السائل، لكنه يسمح لنا بعد مسحهما، أن نسأل (طيب تجاوزات التلفزيون القومي وينها؟ وكيفنها؟) وهل التجاوزات المالية والإدارية التي به لم تبلغ الحد الذي يشغل بال الوزير حتى يقرر إيقاف المدير العام (فت مرة)؟ وهل ميدان تحرير التلفزيون (النافورة) الذي شهد مسيرات ضئيلة - انتهت بمحاسبات وإقالات - ليس ورقة كافية لتثبت إدانة متهمين؟ وهل (سونا) في هذا الوقت الحرج وبكافة ما تنتجه من أنباء بمهنية وتقنية عالية تجعل أخبارها مصدراً لأهم الوكالات العالمية، بحاجة لطرح الثقة عنها في شخص مديرها؟ لترتبك كما هو مرتبك خطابنا الرسمي! * ارسم سيدي الوزير بألوان ضماناتك العليا لوحتك التجريدية، لكن من المرغم على فهمها أو الإعجاب بها؟