تمر الاذاعة والتلفزيون حاليا باسوأ فترة في تاريخها منذ تأسيس الاذاعة في العام 1940 والتلفزيون في منتصف الستينات فيما يتعلق بالشق الاداري فهناك فوضوية ادارية وانعدام للمنهجية والعلمية والمؤسسية في الادارة وتركز السلطات في ايدي المدير وثلة من نهازي الفرص والانتهازية والمنتفعين، ما يحدث في التلفزيون لا يرضي الصديق!! تدنٍ في نسبة المشاهدة لم يحدث طوال عهود التلفزيون حتى ان قناة صغيرة باستديو واحد وثلاث كاميرات استطاعت ان تتفوق عليه في المشاهدة وهي قناة النيل الازرق وقناة حديثة العهد مثل قناة الشروق تقدم نشرات اخبارية تتميز على التلفزيون القومي مهنيا وفنيا ومدير التلفزيون محمد حاتم سليمان يقول في اختياره الثاني لتولي الادارة بالتلفزيون والتي اسماها الولاية الثانية انه سوف يسعى لارضاء الشركاء الثلاثة في التلفزيون الحكومة والمشاهدين والمعلنين ولكنه لم يستطع ان يرضي ولا طرف من الاطراف لانه فشل في ارضاء المشاهد وتدنت مشاهدة التلفزيون لدرجة مخيفة حتى انك في مكاتب قياديين بالتلفزيون تجد التلفزيونات مبرمجة على قنوات فضائية اخرى، واذا تدنت مشاهدة التلفزيون من الطبيعي ان لا ترضي عنك الحكومة لانها تريد لرسالتها الاعلامية ان تصل عبر الجهاز الاعلامي الذي تدفع له ميزانيات شهرية ومرتبات وحوافز ونثريات سفر واشياء اخرى فمن الطبيعي الا ترضي لان الحكومة ذكية وتعرف ان نشر اخبار السيد الرئيس والنائب الاول ونائب الرئيس لا تعني ان الرسالة وصلت والقاعدة الاعلامية تقول ان هناك رسالة ووسيلة اتصال ومستقبل وهذه رسالة لا تستقبل والمعلنون ايضا تناقصوا بعد ضعف المشاهدة ولم تفلح مجهودات الاستاذة سمية سيد الصحفية الاقتصادية المتميزة وصاحبة العلاقات الواسعة التي تتولى حاليا ادارة الانتاج التجاري بالتلفزيون في حل أزمة الاعلان لاسباب كثيرة اهمها ضعف المشاهدة و«سوق الكسر» الذي دخل الى الاعلان التلفزيوني مع الديون المتراكمة على بعض شركات الاعلان وتم تحويلها الى اعلانات وتقوم هذه الشركات بكسر الاعلانات في السوق لتحصل على المال الذي يحتاج له واساسا سوق الانتاج الاعلامي في السودان انهار تماما وهذا ملف سوف اعود له في مقال اخر ، ومحمد حاتم قال في حوار صحفي نشر في جريدة «الصحافة» في بداية ولايته الثانية انه سيقول لوزارة المالية وداعا ويعتمد علي مال الاعلان والرعايات والشركات التي تتبع للتلفزيون تعاني من اسوأ اوضاع والتلفزيون يطارد وزارة المالية صباح مساء ولا يقول لها «وداعا»! ان ما تقدمه قناة صغيرة مثل قناة النيل الازرق لا تخسر الحكومة اي شيء لانها تمول نفسها من الاعلانات وما تقدمه للحكومة افضل من التلفزيون الحكومي المترهل برامجيا واداريا! واذا سألت عن وضع العاملين فحدث ولا حرج وقد فر البعض للعمل خارج السودان ولجأ البعض الى مكاتب بعض الفضائيات واصبحت الوظيفة بالتلفزيون اسوأ وظيفة مع التضييق على العاملين ماديا ومعنويا ومقابلة وزير الاعلام بالنسبة للعاملين في التلفزيون اسهل من مدير التلفزيون الذي يقيم في برج عاجي ولا يتحسس معاناة العاملين الذين يشتكون لطوب الارض ويحنون لبعض الفترات الزاهرة ايام المهندس الطيب مصطفى الذي ادخل التقنيات بالتلفزيون وملك العاملين عربات واهتم بتحفيزهم. وايام الاستاذ عوض جادين الذي اهتم برفع سقف الانتاج ولم يساوي بين الذين يعملون والذين لا يعملون! والبلد تزخر بالخبراء الاعلاميين واصحاب الكفاءة يفشل محمد حاتم في المرة الاولي ويتم ابعاده عن التلفزيون الى «سونا» ليكرر فيها نفس الفشل فيعود مرة اخرى للتلفزيون ويحدث نفس الفشل وكأن هذا الرجل متخصص في تدمير المؤسسات الاعلامية الوطنية! وما يحدث في التلفزيون اسوأ منه بالاذاعة اداريا لان السيد المدير العام للاذاعة الاستاذ معتصم فضل ذهب الى المعاش بعد ان وصل السن القانونية ويتم التمديد له في تجاوز واضح للقانون واسس الخدمة المدنية وهو لم يقدم له ما يشفع له بهذا التمديد الذي احبط كل الكفاءات الاذاعية التي تحلم بالترقي في مقامات العمل الاذاعي حتى الوصول الى منصب مدير الاذاعة والآن انتهت فترة التمديد ويطمع معتصم في فترة تمديد اخرى ويزعل من جريدة «الصحافة» لانها نشرت خبرا عن مرشحين لمنصب مدير الاذاعة. بالله عليكم هل هناك انانية اكثر من ذلك يا اخي لو دامت لغيرك لما وصلت اليك!! وسنة الحياة هي التغيير وليس من المنطق ان يأخذ معتصم فضل حقه وحق الآخرين وللعلم معتصم من افضل مخرجي الاذاعة ولكن المخرج الشاطر ليس بالضرورة ان يكون اداريا ناجحا ولهذا ليس غريبا ان يفشل معتصم اداريا وتتدنى مسموعية الاذاعة في برامجها التقليدية ويهرب الناس الى اذاعات الاف ام رغم الاشكالات في برامجها ولكنها برامج خفيفة ويقدم معتصم فضل افضل هدية للاذاعيين في التضييق عليهم ماديا والاذاعيين الآن يعانون من اسوأ وضع! نحن امام اغرب حالتين مدير يتولى التلفزيون مرتين يفشل في المرة الاولى ويفشل اكثر في المرة الثانية وما زال يصر على اعطائه فرصة اخرى والفرص التي اهدرها اكثر من الفرص التي اهدرت في كأس العالم ومدير يذهب الى المعاش ويتم التمديد له ويطالب بفترة اخرى وهذه سابقة لم تحدث في التاريخ الانساني! حسنا فعل السيد وزير الاعلام الدكتور كمال عبيد بمحاولته الجادة باصلاح الخلل في الاذاعة والتلفزيون وهو الآن في وزارة الاعلام يطبق خطة انقاذ لانقاذ الخلل الاداري والبرامجي في الاذاعة والتلفزيون وقلنا في خبر سابق ان الترشيحات بدأت ، وأثق ان السيد الوزير سوف يختار القوي الامين، وامر انهيار الاذاعة والتلفزيون ليس من المصلحة الوطنية وليس من الحكمة ولا المنطق الرهان على قيادات ادارية اثبتت فشلها بالدليل القاطع. واتوقع ان تكون الخطة ناقشت امر شركات الاذاعة والتلفزيون التي يمكن اذا وجدت كفاءات ادارية ان تساهم في تسيير الاذاعة والتلفزيون بقدر كبير، واخراج التلفزيون من الوضع المتردي ، وحدثني احد منتجي البرامج بالتلفزيون ان الفنانين اصبحوا يهربون من الاطلالة في التلفزيون مع استحقاقاتهم المتعطلة وان بعضهم صار يشترط اخذ حقوقه قبل الدخول الى الاستديو وقد انتهت الثقة بين الفنانين وادارة التلفزيون من زمان، والتلفزيون متوقف عن انتاج الدراما. اذن اين تذهب اموال التلفزيون. للاسف تذهب في مشروعات هلامية مثل مشروع الماينوس واستديو برج الفاتح وآن الاوان لتنتفض وزارة الاعلام وتؤكد انها وزارة لها شخصيتها ولا يمكن ان تتفرج على هذا الفشل ، والتلفزيون والاذاعة في كل العالم يتبعان لوزارة الاعلام وهي التي تحدد السياسات والمنهج الاداري وتعين المديرين والتلفزيون او الاذاعة لا يرتبطان بالاشخاص وليذهب معتصم فضل ومحمد حاتم وتبقى الاسس والقوانين والمبادئ الوطنية وليصلح الله سبحانه وتعالى حال الاذاعة والتلفزيون المائل.